مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | بحث حول المراد من " توفير اللحى " !
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | كيف أتخلص من اضطرابات النوم المزمنة؟- سؤال وجواب | كيف أصبر على زوجتي العصبية؟ وكيف أتعامل معها؟
- سؤال وجواب | ينبغي إخبار الخطيبة بنيتك بالانتقال إلى بلدك
- سؤال وجواب | علاقة العامل النفسي بعدم القدرة على الحفظ والنسيان والنحول وضعف النظر
- سؤال وجواب | دعاء دخول البلدة
- سؤال وجواب | أعاني من تعب وإرهاق يعيق مزاولتي لأموري الحياتية
- سؤال وجواب | واجب من كان يعامل والديه بجفاء وعقوق
- سؤال وجواب | ابنا الأخ من الرحم المحرم الواجب صلته
- سؤال وجواب | لا فرق بين الرجل والمرأة في طلب الاستعاذة بالله من الشرور
- سؤال وجواب | ماذا تفعل مع كثرة زيارة أهل زوجها لهم؟
- سؤال وجواب | دعاء من فقد شيئا
- سؤال وجواب | ما الفرق بين المرض النفسي والظاهرة النفسية؟
- سؤال وجواب | زوجي مدمن خمر ولا يعطيني حقوقي، فكيف أتصرف؟
- سؤال وجواب | زوجي لا يعيرني أي اهتمام، ولا يهتم إلا بالجنس وأفكر بطلب الطلاق. أرجو المشورة!
- سؤال وجواب | أشعر بالحزن والكآبة طوال الوقت.فما السبب وعلاجه؟
جاء أحد المشايخ ودحض فكرة عدم جواز الأخذ من اللحية ، حيث استدل بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وفّروا اللحى.
) لا يقصد به هنا عدم الأخذ مطلقاً ؛ لأن الشخص قد يكون له مال مُدخر في البنك ، وقد يكثر هذا المال أو يقل ، وفي كلتا الحالتين يُعتبر موفراً ، ويستطيع أن يقول إنه وفّر ماله في البنك حتى لو لم يكن المبلغ الموفّر إلا ريالاً واحداً ، فما قولكم في هذا ؟ ..
الحمد لله.
أولاً: سبب الإشكال الذي وقع في كلام الشيخ المتكلم في هذه المسألة ، أو من وافقه على ذلك البحث المذكور في السؤال هو أنه حمل الاستعمال اللغوي في كلام الشرع على معنى عامي ، أو استعمال عرفي حادث ، دون النظر لكلام أهل اللغة في " اشتقاق" الكلمة ، واستعمال النصوص الشرعية لها.
وهنا كلام لأحد المختصين باللغة العربية في بيان معنى كلمة " التوفير " لغة ، وعرفاً ، ووجه الخطأ في الاستعمال وصوابه : قال الأستاذ الدكتور مكّي الحسَني الجزائري – وفقه الله - : جاء في معاجم اللغة وكتبها : أ.
وَفَرَ الشيءُ يَفِرُ وَفْراً و وُفُوراً : كَثُر واتسع فهو وافر ( واسم التفضيل أوفر ؛ يقال : فلانٌ أوفرُ من فلانٍ حظّاً في النجاح ).
فالوَفْر : مصدرٌ بمعنى الكثرة والاتساع ، كالوفرة ، ويوصف به فيقال : مالٌ وَفْرٌ ، ومتاعٌ وَفْرٌ : أي كثير واسع ، كالوافر ( ومن المولَّد : الوفير بمعنى الوافر ).
والوَفْر: الغنى [ تستعمل العامة ( الوفر ) بمعنى ما اقتُصد ، ما أمكن استبقاؤه وعدم إنفاقِه / استهلاكه ، ونرى أنْ لا أثَرَ لهذا المعنى في اللغة ].
قال الجاحظ ( البخلاء / 264 ) : ".
ومَن كان سبباً لذهاب وَفْرِه : لم تعدَمْه الحَسْرةُ من نفسه ، واللائمة من غيره ، وقلّة الرحمة وكثرة الشماتة ".
[ وَفْرِه = سَعَتِه ].
أما الموفور ( = الوافر ) فهو التام من كل شيء ، يقال : أتمنى لكم موفور الصحة.
ب.
وَفَّرَ الشيءَ توفيراً : كَثَّره.
وَفَّر لفلانٍ طعامه : كَمَّلَه ولم يَنْقُصْه وجَعَلَه وافراً.
وفّر له الشيءَ توفيراً : إذا أَتَمَّه ولم يَنْقُصه.
جاء في ( محيط المحيط ) : " والعامة تستعمل ( التوفير ) في النفقة بمعنى التقتير ، وضد الإسراف ".
أقول : بل الشائع لدى العامة الآن هو استعمال ( التوفير ) بمعنى الاقتصاد في النفقة واختصارها ( لا التقتير ).
ويمكن توجيه هذا الاستعمال ، باعتبار أن الاقتصاد في النفقة يُوفِّر ( يُكثِّر ) الباقي في حوزة المنفِق.
ج - تَوَفَّر الشيءُ ( مطاوع وَفَّر ) : إذا تَحَصَّل دون نقص.
ومن المجاز : توفّر على كذا : صرف هِمَّته إليه.
تَوَفَّر على صاحبه : رَعَى حُرُماتِه وبَرَّه.
( " وأرجو مخلصاً أن يتوفر المؤتمر على حلّ هذه المشكلة " ، الكلام موجَّه إلى مؤتمر مجمع القاهرة ).
حكى صاحب الأغاني قَوْلَ بشّار : " إن عدم النظر يُقوِّي ذكاء القلب ، ويقطعُ عنه الشغل بما ينظر إليه من أشياء ، فيَتَوفَّر حِسُّه ".
وقال المرتضى في أماليه : " فيتَوفَّرُ اللبنُ على الحَلْب ".
وقال أبو علي المرزوقي في شرح الحماسة : " وإن العناية متوفّرة من جهتهم ".
وقال أبو حيّان التوحيدي في مُقابساته : " ولهذا لا تتوفَّر القُوَّتان للإنسان الواحد ".
وبهذا يستبين أن : ( تَوَفَّر الشيءُ ) يعني : وَفَرَ وتَجَمَّع.
د.
تَوافَرَ الشيءُ : تَوَافُراً : كَثُر واتسع فهو وافر.
جاء في معجم ( متن اللغة ) : " وهُم متوافرون : هُم كثير ، أو فيهم كَثْرة ، متكاثرون ".
انتهى باختصار من مقال بعنوان : " نحو إتقان الكتابة باللغة العربية " ( مقالة رقم 4 ).
وقد ذكر الكاتب في آخر مقاله استعمالات للكلمة جانبها التوفيق ، وذكر الصواب في استعمالها ، ومنها : = قولهم : " كان همّه أن يوفر أكبر قدْرٍ من دخله ".
والصواب : كان همه أن يدّخر / يستبقي / يستفضل / أكبر قدر من دخله.
= وقولهم : " استطاع أن يوفر هذا المبلغ الضخم في سنة واحدة.
والصواب : استطاع أن يقتصد / يدّخر هذا المبلغ الضخم في سنة واحدة.
انتهى.
وكما لاحظنا فإن استعمالات كلمة " وفَّر " ومشتقاتها لم تخرج عن الاتساع والكثرة وعدم الإنقاص.
وقد جاءت هذه الكلمة ببعض مشتقاتها بما يدل على معناها في كتاب الله تعالى : قال تعالى : ( قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا ) الإسراء/ 63.
قال الطبري – رحمه الله - : ( جزاءً موْفُوراً ) : يقول : ثواباً مكثوراً مكملاً.
" تفسير الطبري " ( 17 / 490 ).
وقال ابن كثير – رحمه الله - : قال مجاهد : وافراً ، وقال قتادة : مُوَفّرا عليكم ، لا ينقص لكم منه.
" تفسير ابن كثير " ( 5 / 93 ).
فمن الواضح أن استعمال الكلمة في هذه النصوص الشرعية ، هو موافق لما قرره أهل اللغة في معناها ، دون ما ذكر من العرف الحادث.
ثانيا : كلام أهل العلم وشراح الحديث على معنى الكلمة الواردة في حديث اللحية ، لا يخرج عما قرره أهل اللغة ، ولا شك أن هذا هو الواجب : حمل كلام الشرع على متقضى لغة العرب ، لا على الاصطلاح الحادث ، أو العرف المتأخر.
قال بدر الدين العيني – رحمه الله - : وقوله ( وفِّروا ) بتشديد الفاء : أمرٌ من التوفير ، وهو الإبقاء ، أي : اتركوها موفرة.
" عمدة القاري شرح صحيح البخاري " ( 22 / 46 ).
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : أما قوله وفروا فهو بتشديد الفاء ، من التوفير ، وهو الإبقاء ؛ أي اتركوها وافرة.
" فتح الباري شرح صحيح البخاري " ( 10 / 350 ).
ثالثا : ورد الأمر بتوفير اللحية في السنة ، بألفاظ أخرى مرادفة لكلمة " التوفير" ، تؤكد ما سبق بيانه من معناها ، مثل : ( أعفوا ) و ( أرخوا ) و ( أرجوا ) و ( أوفوا ) ؛ وكلها ألفاظ نبوية جاءت في أحاديث صحيحة تحمل المعنى نفسه وهو ترك اللحية وعدم التعرض لها بحلق أو قص ؟!.
قال ابن منظور - رحمه الله - : وعَفا القومُ : كَثُرُوا ، وفي التنزيل ( حتى عَفَوْا ) أَي : كَثُرُوا ، وعَفا النَّبتُ والشَّعَرُ وغيرُه يَعْفُو فهو عافٍ : كثُرَ وطالَ ، وفي الحديث " أَنه صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بإعْفاء اللِّحَى " هو أَن يُوفَّر شَعَرُها ويُكَثَّر ولا يُقَصَر كالشَّوارِبِ ، من عَفا الشيءُ : إذا كَثُرَ.
" لسان العرب " ( 15 / 72 ).
وقال النووي - رحمه الله - : وأما ( أوفوا ) فهو بمعنى ( أعفوا ) أي : اتركوها وافية كاملة ، لا تقصوها.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأرخوا ) معناه : أخروها ، واتركوها ، وجاء في رواية البخاري - ( 5553 ) - : ( وفِّروا اللحى ) ، فحصل خمس روايات : ( أعفوا ، وأوفوا ، وأرخوا ، وأرجوا ، ووفروا ) ومعناها كلها : تركها على حالها ، هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه ، وهو الذي قاله جماعة من أصحابنا ، وغيرهم من العلماء.
" شرح مسلم " ( 3 / 142 و 143 ).
وبما سبق يتبين خطأ ذلك التكلف في توجيه معنى " التوفير " في الحديث ، وأنه أقرب إلى تحريفه ، أو تحميله معاني حادثة ، أو استعمالات عرفية لا يجوز حمل كلام الشرع عليها.
وينظر أجوبة الأسئلة : (
100909
) و (137251
) و (48960
) و ( 6657 ).والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | زوجي لا يعيرني أي اهتمام، ولا يهتم إلا بالجنس وأفكر بطلب الطلاق. أرجو المشورة!- سؤال وجواب | أشعر بالحزن والكآبة طوال الوقت.فما السبب وعلاجه؟
- سؤال وجواب | فتاة ترفض من يتقدم لخطبتها
- سؤال وجواب | حالتي من سيء لأسوأ بسبب الخجل وعدم الثقة بالنفس. ساعدوني
- سؤال وجواب | إزالة الشعر الذي بين الحاجبين
- سؤال وجواب | حق الأم في مال ولدها
- سؤال وجواب | آلام وتعب في الفك والأذن والرقبة. ما تفسيرها وعلاجها؟
- سؤال وجواب | هل استخدام ليكسوتانيل لفترة طويلة قد يسبب الإدمان؟
- سؤال وجواب | طفلي عمره تسعة أشهر ووزنه سبعة كيلو ونصف، فهل وزنه قليل؟
- سؤال وجواب | حكم أخذ الوالدة بطاقة الصراف الآلي من ابنتها لإجبارها على توفير قيمة سيارة
- سؤال وجواب | يريد الزواج بأخرى ويخشى على أسرته الضياع
- سؤال وجواب | لا حرج في هذا الدعاء، والمأثور أفضل
- سؤال وجواب | طاعة الزوج في قطع الرحم من الرضاعة
- سؤال وجواب | حكم من يسبقه لسانه فيحلف بالأمانة دون قصد
- سؤال وجواب | حكم تنزيل صور وتصاميم من الإنترنت
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا