شرح حديث تعس عبد الدينار

تم النشر اليوم 06-12-2025 | شرح حديث تعس عبد الدينار

شرح حديث تعس عبد الدينار

روى أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "تعِس عبدُ الدينارِ ، تعِس عبدُ الدرهمِ ، تعس عبدُ الخميصةِ ، تعس عبدُ الخميلةِ ، تعِس وانتكَس وإذا شيكَ فلا انتقشَ"، وفيما يأتي شرح هذا الحديث: في هذا الحديث الشريف تحذيرٌ من رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- لأمَّته من التوغل في هذه الدنيا وجعلها من أكبر همومهم، فبيَّن أنَّ العبد الذي يُفني عمره ويقضي وقته ويصرف جهده وطاقته في ذلك قد تعس، حيث دعا عليه رسول الله في ذلك، وقد وصفه النبيُّ بالعبودية للدينار والدرهم والخميصة والخميلة في هذا الحديث لكونها هي المقصودة في عمله حيث إنَّ كلَّ من توجَّه بقصده إلى غير الله قد جعل ما توجَّه إليه شريكًا لله -عزَّ وجلَّ- كما أنَّه بيَّن حال من عبد المال كمن أصابه الشر ووجه الشبه بينهما أنَّ كلاهما لا يخرج منه ولا يفلح، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ هذا الحديث ليس دعوى لترك الكسب أو كره المال والدنيا، حيث إنَّ الأمور الدنيوية نوعان، وهما: منها ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه، فهذه يطلبها العبد ويرغب إليه. منها ما لا يحتاج إليه العبد فلا ينبغي له التعلّق به؛ حيث إن تعلق به صار مستعبدًا له.

معاني المفردات في حديث تعس عبد الدينار

ورد في الحديث الشريف عدَّ كلماتٍ قد يصعب على البعض فهمها، لذا يتوجب ذكر معاني هذه الكلمات والمفردات، وفيما يأتي ذلك: تعس: أي هلك وهذا دعاءٌ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخيبة والهلاك والشقاء وأن يتعثَّر وينكبَّ على وجهه. الدينار: عملة نقدية من الذهب. الدرهم: عملة نقدية من الفضة. الخميصة: نوع من أنواع القماش والثياب وهو عبارة عن كساء جميل من الحرير. الخميلة: نوع من أنواع القماش والثياب التي لها من خمل وهو عبارة عن الفرش الوثير. وإذا شيك فلا انتقش: أي إن أصابته شوكة لا يجد من يخرجه له بالمنقاش، وهذا دعاء من النبي على عبد المال والمقصود منه تعطيل من نذر حياته للمال عن السعي للمال.