هل دواء الزولفت يؤثر على هرمون الذكورة؟

تم النشر اليوم 12-12-2025 | هل دواء الزولفت يؤثر على هرمون الذكورة؟
السؤال : السلام عليكم قرأت لكم في استشارات أخرى كثيرة عن الأدوية النفسية، وخاصة الزولفت، ومدى ثقتهم العالية بفعاليتها وقلة آثارها الجانبية على الصحة العامة، وأنها لا تؤثر على هرمون الذكورة، لكن عندما أقرأ في المواقع الأجنبية أرى العكس تمامًا يذكرون آثاراً جانبية كثيرة، ومنها نقص في هرمون الذكورة وغيرها، فهل المبالغة منهم أم منكم؟ وهل الزولفت يؤثر على هرمون الذكورة بالتحديد؟ أرجو الإجابة بية تامة. وما رأيكم في الجمع بين الزولفت والويلبوترين لعلاج القلق والاكتئاب؟ وأرجو تحديد الجرعة المناسبة للويلبترين في حال أخذ 50 مع من الزولفت. الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أيها الفاضل الكريم: نحن نتحرى الأمانة العلمية، ولا مصلحة تجارية لنا مطلقًا للترويج لأي دواء، والأدوية تحكمها قوانين ومعايير عالمية، والمجموعة التي ينتمي إليها الزولفت تعرف باسم (موانع استرجاع السيروتونين الانتقائية)، وهي مجموعة كبيرة من الأدوية، منها الزولفت، ومنها الزيروكسات، ومنها البروزاك، ومنها الفافرين، ومنها السبرالكس، وهذه الأدوية كلها لها آثار جانبية معروفة جدًّا ومُثبتة جدًّا. التأثير على هرمون الذكورة أمر حوله الكثير من الخلاف، وبالنسبة لكبار السن: ربما تؤدي هذه الأدوية إلى نقص في هرمون الذكورة، وكذلك نقص في ملح الصوديوم. أما بالنسبة لصغار السن: فإذا كان استعمال الدواء لفترة معقولة، فلا يوجد أي أثر سلبي على هرمون الذكورة. وعملية الضعف الجنسي التي قد تنتج من استعمال هذه الأدوية في مجملها – ومنها الزولفت – ليست مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بهرمون الذكورة، هذا أؤكده لك أيها الفاضل الكريم. عمومًا الحياد العلمي هو المطلوب، وأنا أتمنى – أخي الفاضل –ألا تتناول أي أدوية إلا إذا وُصفتْ لك طبيًّا من طبيب، حتى هذه الاستشارات الالكترونية لا أريدك أن تحرم نفسك من نعمة ما يُذكر فيها من معلومات قد تكون رصينة، لكن حتى لا تساورك أي شكوك يُفضل دائمًا أن تكون صلتك مباشرة مع الأطباء، وكذلك الاستفسار دائمًا من صيدلاني متخصص في الصيدلة السريرية سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك. أخي الكريم: الزولفت دواء ممتاز، وهو مضاد للاكتئاب الثاني في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث كميات صرفه، وأنا لا أرى أنه يؤثِّر تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على هرمون الذكورة، خاصة إذا كانت هناك محدودية في استعماله، وطبعًا – أخي الكريم سعد – تتفق معي أن أي إنسان يجب ألا يتناول أي أدوية دون محاذير، يجب أن تكون هنالك محاذير وضوابط وفحوصات روتينية، وفحص هرمون الذكور من أبسط الفحوصات التي يمكن أن يقوم الإنسان بإجرائها. سؤالك حول: ما رأيك في الجمع بين الزولفت والويلبيوترين لعلاج القلق والاكتئاب؟ الجمع بين الأدوية ليس مبدأً صحيحًا، ولكنه ليس مبدأً ممنوعًا أيضًا، الشيء الصحيح هو أن يكون التشخيص صحيحًا، والدواء صحيحًا ومُتخيرًا، وجرعته سليمة، ومدة العلاج صحيحة، لكن في كل الأمراض أيضًا توجد هنالك ما نسميه بالخط الثاني أو الخط الثالث أو حتى الخط الرابع، التمازج بين الأدوية موجود، ولكنه يتطلب خبرة كبيرة جدًّا. من الناحية النظرية وحتى العملية ليس هنالك ما يمنع الخلط بين الزولفت والويلبيوترين، لكن يجب أن تكون الجرعات محسوبة، وتكون هنالك دقة شديدة في ذلك، ونتجنب الجرعات الكبيرة؛ لأن خلط الويلبيوترين مع الأدوية الأخرى بصفة عامة ربما يُنشِّط البؤر الصرعية الكامنة. فأنا أقول مثلاً: يمكن أن يكون الويلبيوترين بجرعة مائة وخمسين مليجرامًا صباحًا، والزولفت بجرعة لا تتعدى خمسين مليجرامًا ليلاً، هذا قد يجعلنا في طيف السلامة. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك التواصل مع استشارات .