بعد زواج استمر فقط ستة أشهر وخطبة دامت حوالي سبع سنوات انفصلنا، أريد استشارتكم في اختياري القادم حتى لا يكون مبنيا على ردة الفعل ويكون مصيره الفشل.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

فإن طول فترة الخطبة تدعو للملل، وتؤثر على الحياة الزوجية، وتصيبها بالشيخوخة المبكرة، وهي كذلك سببٌ لفتح الملفات القديمة، خاصةً عندما يتردد الخاطب كثيراً على مخطوبته، ويتوسع في الكلام فيذكر ما يلزم وما لا يلزم، وبعد الزواج تلاحظ الفتاة أن كثيراً من الأشياء تغيرت، ويلاحظ الرجل أن ذلك الطرف والقناعة تحولت إلى طلبات ومجادلات.

ومن هنا تتجلى عظمة هذا الدين الذي يؤسس للحب الحقيقي بعد الرباط الشرعي الذي هو مسئوليات وواجبات قبل أن يكون حقوقاً وطلبات، وتُتاح في ظل الرباط الشرعي الفرصة كاملة لتعارفٍ حقيقي على الجوانب السلبية والإيجابية، وليس تعارفاً قائماً على المجاملات والكذب كما هو حال الرجل ومخطوبته في زماننا.

وقد أسعدني حرصك على الاستفادة من تجربتك السابقة، وقد أحسنت، فإن (المؤمن لا يُلدغ من الجحر الواحد مرتين)، كما أن القرارات التي يتخذها الإنسان استجابةً لردود الأفعال يندم عليها مستقبلاً.

وحتى يكون اختيارك سليماً فإننا ننصحك بما يلي: 1- أكثر من اللجوء إلى الله ؛ فإنه يُجيب من دعاه.

2- عليك بصاحبة الدين، فإن كل نقص يمكن أن يجبر، ويقبل، إلا نقص الدين.

3- انظر في أحوال الأسرة التي تريد الارتباط بها من ناحية الدين والعفاف، واعلم أن النساء يكن أشباه إخوانهن وأخوالهن.

4- ابدأ مشوارك بصلاة الاستخارة ومشاورة أهل الخير والخبرة.

5- احرص على أن تكون مراسيم الزواج خالية من المعاصي.

6- لا تبدأ رحلتك بالمخالفات الشرعية، وتذكر أن الخطبة ليست إلا وعداً بالزواج، فلا تتوسع في العلاقات قبل الرباط الشرعي (العقد) وحبذا لو أكملت مشروع الزواج بسرعة؛ فخير البر عاجله.

7- إياك والإسراف والتبذير، فإن تراكم الديون يجلب النكد والهموم.

8- أصلح نيتك، وأطع ربك، وأكثر من ذكره وشكره، والاستغفار.

9- احرص على رسم طريق حياتك في ليلتك الأولى.

10- عامل زوجتك بالحسنى، وتجنب الغلظة، وعطر بيتك بذكر الله وتلاوة القرآن ليخرج الشيطان.

والله الموفق.
.