أنا مطلق ولي طفلان، تعرفت على زميلة في العمل، ووجدنا صفات كثيرة جداً مشتركة وتآلفا شديدا بيننا، والدها توفي حديثاً، حاولت أن تفاتح أمها في الموضوع، رفضت أمها بسبب كوني مطلقا ولي طفلان، مع العلم أنني مؤهل للزواج، ودخلي جيد - والحمد لله - وفي مركز متميز، ولم أطلب أن تتحمل مسئولية الأبناء من زواجي الأول، حيث إني أوفر مربية، كل المطلوب منها أن تعاملهم معاملة جيدة، بدون أن أثقل عليها، ولم تستطع أن تلح على أمها لظروف الأم النفسية بعد وفاة الأب.

أسباب طلاقي السابق هو تدخل الأهل من ناحية الزوجة السابقة بدعم منها، وإصرار الأهل على تشكيل حياتنا، ورفضها الانصياع لأوامري في حدود الشرع، مع إهمالها المتزايد لي وللأولاد، ومحاولاتي الجادة والمتكررة للإصلاح.

حالياً العروس التي أرغب بها تقدم لها شاب آخر ترضي عنه الأم، لأنه ليس له سابقة زواج، أريد أن أواجه الأم وأصر على طلبي، لشعوري بأحقيتي، وبأن ما بي ليس عيباً في ديني ولا خلقي، ولا أريد أن أسبب لهم في مشكلات عائلية، ولكن لا أريد أن أفوت فرصة الزواج من فتاة متميزة في النواحي الدينية والخلقية، وأخسر التآلف الواضح بيننا في الصفات والتفكير والخلق.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فأهلاً بك في موقعك في موقعنا سؤال وجواب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يهديك سبل الرشاد.

الأخ الفاضل : لاشك أن الحرص على زوجة متدينة ومتفاهمة معك أمر جيد ، بل تؤجر عليه ، وهذا ما يطلبه الإسلام من المسلم ، أن يحرص على ذات الدين ، لكني أود أن ألفت انتباهك إلى عدة نقاط : 1- إن القدر لا يغيره الحرص ، وهو لا محالة نافذ ، فهدئ من روعك ، فإن كانت في قدر الله لك فسيوفقها بدون أي تحايل ، وقد أخذت بالأسباب وتقدمت ، والمطلوب منك الرضى بما يقدره الله ، فإن فيه الخير لا محالة.

2- تذكر أن من ضمن عوامل الطلاق تدخل الأهل سلبياً ، ولا أتمنى لك أن تكرر التجربة إذا تزوجت من امرأة أهلها لا يرضون بذلك ، دع الأمر يسير حتى إذا أتى أتى باقتناع.

3- أنت شاب متميز وصغير في السن ، ووضعك يجعل الأبواب أمامك مفتوحة ، فلا تحصر نفسك في امرأة بعينها.

4- لا يعني كلامي أن تبتعد كلياً ، بل أعني ألا تضغط حتى لا تحدث لهذه الأخت من المشاكل في بيتها ما لا يحمد عليه.

5- لا بأس أن تتقدم مرة أخرى عن طريق وسطاء أمناء ، يشرحون للأم ظروفك ، وأن ابنتهم ستكون في مأمن من أي مشاكل ، فإن قبلت فبها ونعمت ، وإلا فاصرف نظرك ، والصالحات غيرها كثير ، وعسى الله أن يوفقها ويوفقك لكل خير .
.