سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | يشك في أن الترجيح في علم مصطلح الحديث مجرد احتيال
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل لمرض الثلاسيميا علاقة بمرض الذئبة الحمراء.- سؤال وجواب | الترغيب في اتخاذ الخيل
- سؤال وجواب | يحرم إعانة للبنك على معاملاته الربوية والإقرار بالربا
- سؤال وجواب | كيف أكون قوية، وأتخلص من الخجل؟
- سؤال وجواب | حبة في المنطقة الحساسة وفتحة الشرج، هل هي كيس دهني؟
- سؤال وجواب | تفسير قوله تعالى: (.ثم لم يرتابوا.)
- سؤال وجواب | العيوب التي يجب على البائع بيانها
- سؤال وجواب | بيان أحوال أهل الضلال بحكمة وإنصاف.نهي عن المنكر
- سؤال وجواب | أعيش في عالم الخيال وأحلام اليقظة، فكيف أخرج منه؟
- سؤال وجواب | هل أدوية فرط الحركة تعالج صعوبات التعلم؟
- سؤال وجواب | الفاكهة والحليب والوقت المناسب لتناولهما
- سؤال وجواب | اشترى أرضاً ثم أتى من يدعي أنها وصية له
- سؤال وجواب | حكم الجلوس مع المغتابين والإنكار بالقلب
- سؤال وجواب | مخالفة ما يسمى بالعقل الكوني للعقيدة الإسلامية
- سؤال وجواب | حلف أن لا يفعل معصية ففعلها وكفر عن يمينه بصيام ثلاثة أيام
يوسوس لي الشيطان أن الترجيح في علم مصطلح الحديث مجرد احتيال ؛ للادعاء أنه لا يوجد تعارض أو تناقض بين الأحاديث , وأن النصارى مثلا يمكن أن يسلكوا نفس المسلك لنفي التعارض الذي في دينهم ، فنكون سواءً ؟.
الحمد لله.
بداية نسأل الله تعالى لنا ولك شفاء الصدر ، والوقاية من شر الوسواس الخناس ، إنه سبحانه تعالى ولي ذلك والقادر عليه.
ثم إن تعبيرك عن ما يجول بخاطرك بأنه " وسواس " وقع في محله ؛ لأن مَثَل سؤالك مَثَلُ من يقدِمُ على قَصرٍ مَشيد فيه مِن أنواع الإبداع المعماري ، والهندسة الفنية ، والتصاوير الرائعة ، فيقف أمامه ويقول : في نفسي شيء مِن هذا البناء العظيم ، لعله وهم أو خيال يتراءى لي ! بل نعتقد أن وسواسك في شأن علوم الحديث أبشع وأشنع ، فعلوم الحديث وقواعد الترجيح فيها نتاج جهود مئات السنين ، وآلاف الأشهر والأيام من أعمار المحدثين ، الذين جابوا الأرض طولا وعرضا ، وفتشوا عن الرواة واحدا واحدا ، ودونوا أدق التفاصيل ، حتى في الأسماء والألقاب والكنى ، ووفاة كل راو ، وشيوخه وتلاميذه ، وسفره وتنقله ، وهل كان يحمل كتبه أم يحدث من حفظه ، حتى عنايته بكتابه دوَّنها المحدثون في ترجمته ، في أدق التفاصيل التي يمكن أيضا أن تخل بمروءة الراوي وديانته ، كل ذلك لعشرات الآلاف من الرواة ، حتى إن كتابين فقط من كتب التراجم ، هما ( تهذيب الكمال وميزان الاعتدال ) يشتملان على نحو من عشرين ألف راو من رواة الحديث ، فيها تفصيل الكلام عن جميع ما سبق وأكثر منه.
ليس ذلك فحسب ، بل لو وقفت على مئات الكتب المصنفة في التقعيد لعلوم الحديث ، والتدقيق في الضوابط والمعايير التي من خلالها يحكم العلماء على المرويات ، لقصر عمرك عن استيعابها ، والإحاطة بما اشتملت عليه من دقائق العلوم ؛ ثم بعد ذلك يبقى في نفسك شك ووسواس أنها مجرد أهواء ، وليست علوما منضبطة ، وتظن أن النصارى يمكنهم أن يقابلوا ما نقول ، بمثله ، أو بقول من جنسه ! ولعلنا ننصحك هنا بأن أفضل ما تعالج به وساوسك أن تقف على الأمثلة العملية ، وتنظر بنفسك في الطريقة التي يتم الحكم بها على الروايات ، لتعلم أنه لا يمكن لباحث أن يأتي على حديث مكذوب فيجعل منه حديثا صحيحا ثابتا ، أو على حديث صحيح ، فيدعي أنه موضوع مكذوب ، فالدعاوى إن لم يقم عليها أصحابها براهينهم وأدلتهم فهي دعاوى ساقطة ، لا تصدر إلا عن جاهل متطفل على هذا العلم ، ومثله لا يَعتبر به أهل العلم ولا أصحابُ التخصص ، ولا تجد أقواله بحمد الله محل قبول بين الناس.
ويمكنك في سبيل تحقيق ذلك أن ترجع إلى كتاب " الموضوعات " مثلا للإمام ابن الجوزي ، وتقرأ فيه ، وتنظر بشاعة الكذب في معظم الأحاديث التي سطرها في كتابه ، والراوي الذي افتعلها ووضعها ، وتتساءل بعد ذلك أين هو الهوى والتشهي ؟! كما ندعوك إلى القراءة في كتاب " الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث " للعامري (ت1143هـ)، وكتاب " سلسلة الأحاديث التي لا أصل لها " لسليم الهلالي ، لتنظر كيف يمكن أن يكون الحكم على حديث لا أصل له إطلاقا ، ولم يُروَ في كتب السنة ، وفي الوقت نفسه يستعمله الطاعنون في الطعن على الإسلام ، وإنما هو خيال ووهم من جهتهم ، يظنونه حديثا وليس بحديث ، مثل ( شاوروهن وخالفوهن )، ( كنت كنزا لا أعرف فخلقت الخلق )، ( يوم صومكم يوم نحركم ) ( ريق المؤمن شفاء )، ( الزحمة رحمة ).
ولكي تزيل عن نفسك هذا الوسواس أيضا حاول أن تضع لنا قواعد الترجيح المقنعة من عقلك وفهمك ، وأن تسجل لنا ما تراه بعيدا عن الانحياز والاصطناع ، بل تراه أقرب إلى العقل والموضوعية ، وأرسل لنا قواعد الترجيح تلك ، كي ندرسها ونعلق عليها ، ونقارن بينها وبين ما دون في كتب علماء الحديث ، ولا تظن أننا لا نقصد هذه النصيحة ، بل نراها فعلا أنفع في علاج الوسواس ، فمثل هذه الشكوك لا تزول إلا بالعلاج العملي ، سواء كان سلوكا عقليا أم سلوكا أخلاقيا.
ألا ترى أنك لا يصيبك الوسواس عندما تذهب إلى الطبيب طلبا للعلاج ، بل تسلم له بوصفته العلاجية ، وتشتري الدواء من غير تردد ولا وجل ، فلماذا ينتابك العلاج في القضايا النظرية النقدية ؟! السبب واضح ، هو أن القضايا العقلية إن لم تمارس على المستوى الفكري والذهني ، ولم يعانِ المطلع عليها وُعورة مسالكها ، وطرق تأصيلها : فإنه سيبقى يحوم في أوهام النفس وخيالات الذهن ، تماما كذلك الذي يقرأ عن عالم البحار وعجائب الخلق فيه ، وهو لم ير بعينه البحر ، ولا شاهد شيئا من خلقه.
لو نظرت مثلا في حديث ورد من طريق الإمام مالك بن أنس ، إمام دار الهجرة ، عن نافع مولى الصحابي الجليل ابن عمر ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كحديث ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) رواه البخاري (645) ، ومسلم (650)، أي مجال يتركه لك هذا الإسناد لتتردد ! وماذا يتطلب العقل السليم أكثر من ذلك ليصدق ويؤمن ! وكيف لا يرجح على إسناد آخر فيه راو كذاب أو في إسناده سقط وانقطاع ؟! تَفكَّر ماذا تريد بعد ذلك ، إن كنت تبحث عن طريقة أكثر إقناعا بإثبات هذا الحديث وترجيحه على غيره على سبيل المثال ، فتأمل فيها ، وخاطبنا بها.
وإن كنت تجد مثل هذا الإسناد في الرواية عن نبي غير نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ، فدلنا عليه ، وكلنا آذان مصغية.
نحن دائما ما نقدم النصيحة لأصحاب هذه الوساوس : أن بداية العلاج معرفتك بأن ما أصابك مجرد وسواس ، وليس نظرا عقليا ولا تأملا فكريا ، وإذا أردت أن تميز بين الوسواس والنظر العقلي ، فتأمل في الطريقة التي أدت إلى تلك الأفكار ، فإذا كانت هي القراءة والتعلم والاستماع إلى أهل الاختصاص ، وقضاء السنوات الطوال في البحث والنظر ، فما ينتج عن ذلك هو ـ في الغالب الأعم : أفكار حقيقية تحتاج إلى حوار ومراجعة.
أما إذا تشكلت تلك المشاعر في نفسك وقلبك تلقائيا ، من غير تعلم حقيقي ولا دراسة مفصلة مختصة ، بل بخواطر مجردة ، ازدادت بفعل كثرة الخوض فيها ، فهذه هي الوساوس التي تفسد على المرء دنياه وآخرته ، إن لم يتداركها بالحسم والقطع ، وإن لم يتدارك نفسه بالاشتغال بالنافع من العلم والعمل ، ويترك عنه ما قصر ذهنه عن فهمه ، ويملأ وقته بالإنتاج والتقدم والنجاح.
نسأل الله لنا ولك الثبات والهداية.
أخيرا : يرجى الاطلاع على فتاوى منشورة في الموقع سابقا ، فيها بعض الأمثلة العملية التي تعينك على العلاج بإذن الله ، من ذلك : (
201396
) ، (204985
).والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم الشوق إلى لقاء الله وكيفية الاستعداد لذلك- سؤال وجواب | التخلف عن الجمعة لأجل الخوف
- سؤال وجواب | ابحث عمن ترضى بإقامة أمك معكم
- سؤال وجواب | حرمة التبرج وهل له أثر في نقض الوضوء
- سؤال وجواب | هل أنا مصابة بالقرحة أم بالقولون العصبي؟
- سؤال وجواب | هل من دواء يساعدني للتخلص من الرهاب والهلع؟
- سؤال وجواب | معنى (الباقيات الصالحات)
- سؤال وجواب | العصبية الزائدة والتوتر الداخلي المستمر. وكيفية علاجه
- سؤال وجواب | مصاب بالقولون، وصارت الخضار والبرتقال تخرج مع البراز غير مهضومة.
- سؤال وجواب | أعاني من التأتأة التي سببت لي سوداوية الحياة.
- سؤال وجواب | أسماء جهنم
- سؤال وجواب | حكم دخول الامتحان الذي سمح للطالب بدخوله بسبب الكذب
- سؤال وجواب | رؤياك ربما تكون تذكيرا للغافل ببعض عذاب الله
- سؤال وجواب | انقطاع شريان بفروة الرأس هل يتم خياطته؟
- سؤال وجواب | استمرار السعال وآلام الظهر والصدر، ما علاجه؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا