السلام عليكم.

مشكلتي يا دكتور عدم التركيز في الفصل الدراسي, وعدم فهم الدرس جيداً في الفصل, وأقنعت نفسي مراراً وتكراراً أن الأستاذ هو السبب, ويكمن ذلك في عدم شرحه للدرس جيداً، وفي سياق هذه المشكلة قررت أن أعوض هذا النقص في أن أداوم على حضور دروس خصوصية, والحالة ولله الحمد ميسورة لكن أبي عارض بحجة أن الإمكانيات المادية غير كافية, وبحجة أن في زمنه لم تكن هناك دروس خصوصية، والمشكلة الأكبر هو أن أبي لا يقبل النقاش أبداً ورأيه هو المطاع.

مشاكلي عديدة ومتنوعة والحمد لله على كل حال, منها التشتت الذهني, عدم القدرة على الدراسة, عدم الثقة في النفس, عدم القدرة على التركيز.

ومن بين هذه المشاكل سالفة الذكر أنني لا أستطيع التوفيق بين دراستي ومتطلبات المنزل، علماً أنني البنت الوحيدة في الأسرة والأكبر, فمن الواجب علي أن أساعد أمي في شغل المنزل، وخصوصاً الطهي وهذا بحد ذاته يسبب لي مشكلة كبيرة, إذ أن أمي في الغالب تظل اليوم كله في الشغل تقريباً.

فما الحل يا دكتور برأيك؟ وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

في كثير من الأحيان يضغط الأب وتضغط الأم على أبنائهم وبناتهم، وبدافع المحبة، إلا أنهم في أحيان كثيرة، وبالرغم من قصدهم الحسن إلا أنه ليس في مصلحة أبنائهم وبناتهم.

من الآثار السلبية للدروس الخصوصية، أنك إن كانت لديك الآن صعوبات في فهم معلم المدرسة، فمع الدروس الخصوصية الغالب أنك لن تعودي تحاولي الفهم عن معلم المدرسة؛ لأن هناك درسا خصوصيا تعتمدين عليه، ومن الصعب أن تعتمدي كلياً على الدروس الخصوصية، ولكل المواد وفي كل المراحل.

ربما البديل عن الدروس الخصوصية هو إعادة النظر في طريقة دراستك ومذاكرتك، فمن المفيد جداً على سبيل المثال -ولهذا المثال الأثر الكبير في تحسين دراستك ومساعدتك على التركيز والفهم-: أن تدرسي المادة التي سيقدمها معلم المدرسة في اليوم السابق على درس المعلم، فستشعرين عندما يشرح درسه أنه لا يتحدث عن شيء جديد عليك، وإنما يتحدث عن موضوع مألوف لديك.

حاولي اليوم دراسة المادة التي سيشرحها المعلم لكم غداً، وستجدين فرقاً كبيراً عن السابق.

والأمر الآخر: أن مهمة المعلم الشرح والتفسير، وإعادة الشرح إن تطلب الأمر.

ومعظم المعلمين يسرون عندما يطلب منه الطالب أن يشرح له أمراً صعب عليه فهمه، فمعظم المعلمين يدركون أن هذه هي مهمتهم، فلا تخجلي من السؤال والاستفسار.

أما موضوع التوفيق بين الدراسة والواجبات الأخرى، فهذا نجده يواجهنا جميعاً في كيف نوفق بين الواجب الأساسي المطلوب منا وبين بعض المهمات الأخرى.

يمكنك أن تعودي أمك أنك عندما تتقدمين لمساعدتها أن تقولي لها ومنذ البداية وقبل الشروع في العمل أنك قد خصصت مثلاً ساعة أو ساعتين لمساعدتها والعمل معها، وأنك ترتاحين للعمل بجوارها، ولكن قولي لها ومنذ البداية أنك ستتوقفين عند الساعة كذا، لأن عليك الدراسة وكتابة الواجبات، والأم في نهاية الأمر تتمنى لابنتها النجاح والتوفيق، وخاصة أنك ابنتها الوحيدة.

صحيح أنك البنت الوحيدة، إلا أن هذا لا يمنع أن تتحدثي مع إخوانك ليحاولوا أيضاً مساعدة الأم في بعض الأعمال، فليس من العدل أن تلقى كل أعمال المنزل على الأم والبنت فقط، وكأن الشباب يعيشون في فندق من خمسة نجوم، وكل الخدمات مقدمة لهم 24 ساعة! وفقك الله ، وذلل لك الصعاب، وجعلك من المتفوقات.
.