السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قراءتي للكثير من الاستشارات ساعدني أن أتشجع لأضع استشارتي بين أيديكم لعلي أجد حلاً.

أنا محتارة من أين أبدأ، وكيف سؤالي أن يُطرح، ولكن سأحاول أن أختصر: كنت طالبة مجتهدة جدًّا، وتخرجت من الثانوية بنسبة عالية (96.49) ومع ذلك لم أتمكن من الالتحاق بالجامعة الحكومية لأني مقيمة في هذا البلد، ولا يحق لي ذلك، ومع أني من مواليد السعودية ولا أعرف عن بلدي شيئًا، ولم أزره، والمهم لم التحق بالجامعة، وظللتُ سنة كاملة في المنزل، لأني من عائلة فقيرة لا تستطيع دفع تكاليف جامعة خاصة.

بعد مرور السنة وبعد حالة الاكتئاب الفظيع الذي مررت به، وبعد تحولي إلى خادمة بلا أجرة، قررتُ الالتحاق بجامعة الملك عبد العزيز كانتساب، والتحقت بالجامعة، وكانت الأقسام المخصصة للانتساب لا شيء مما كنت أتمنى الوصول إليه بتفوقي الدراسي سابقاً، تخصصت في الأدب الإنجليزي، ولاحظت أنه لابد من الالتحاق بمعهد إنجليزي نظرًا لعدم تعاون الاستاذات.

تغيرتُ كثيرًا عن تلك الفتاة المتفوقة إلى فتاة كسولة جدًّا، لا أدرس كثيرًا، ولا أحفظ جيدًا، ولا أحصل على علامات ممتازة، كان معدلي في السنة التحضيرية هو (4.59) ، أما في الترم الماضي فقد كان سيئاً، حصلتُ في إحدى المواد على درجة (63 من 100) ولم أكن أصدق أني أنا من حصل على هذه الدرجة.

أعتذر على الإطالة، ولكني حزينة جدًّا على حالي، ولا أعلم ماذا حل بي؟ أيضًا لا أنكر إدماني الشديد على الانترنت، واتخذت خطوة كبيرة في حياتي، وهي تغيير التخصص إلى علم نفس، لأني شعرت أني أرى نفسي فيه، وأنه أقرب إليَّ من الأدب، خصوصًا أن أهلي لا يستطيعون إدخالي إلى معهد، وأغلب الطالبات يحملنَ على المادة من تعقيد الأسئلة.

الآن بقي على اختباراتي ثلاثة أسابيع، وكلما فتحت الكتاب أشعر بالسرحان وأني لا أحفظ جيدا، ماذا أفعل لكي اتقن الحفظ وأحصل على الدرجة الكاملة ؟ وشكرًا...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ سمورآ حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع في موقعنا سؤال وجواب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أرجو ألا تأسي على ما فاتك، ونحن نقدر ظروف التي تعيشينها، ونسأل الله أن يجعل لك الخير فيما هو الآن بين يديك، وأن يهب لك مستقبلاً مشرقاً وعامراً بالأمل والخير والرحمة والتوفيق والسداد، ويهيئ لك من أمرك رشدًا.

لا أريدك أبداً أن تكوني منزعجة حول الحصول على الدرجة الكاملة، لماذا الدرجة الكاملة؟ هذا حقيقة يشكل ضغط كثيف عليك، المهم هو أن تجتهدي وتتحصلي على درجة ممتازة إذا كانت الدرجة الكاملة أو كانت درجة بسيطة فهذا يجب ألا يكون شاغلاً لك، أما أن تضغطي على نفسك وتهتمي، هذا في حد ذاته ربما يكون له تبعات سلبية، أما أنك لو أخذت الأمور بشيء من الاسترخاء والتفكير الإيجابي يمكن أن تتحصلي على الدرجة الكاملة أو درجة مشابهة لها، فيجب أن تغيري نمط تفكيرك هذا أولاً.

ثانياً: عليك بتقسيم وقتك، وأفضل أوقات الدراسة والحفظ هي في الصباح بعد صلاة الفجر، خصصي ثلاث ساعات للدراسة بعد صلاة الفجر بشرط أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، وأن تنامي مبكرًا نسبياً، والقراءة بصوت مرتفع أحياناً يثبت المعلومات لدى كثير من الناس.

هنالك أيضا تمارين بسيطة نسميها بتمارين الاسترخاء، عليك تطبيقها، لا تستغرق أكثر من خمس دقائق، اجلسي على كرسي، وتأملي في شيء جميل وحدث سعيد، وأغمضي عينيك، ثم خذي نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بكل بطء وقوة عن طريق الفم.

قومي أيضًا بالقبض على عضلات اليدين، ثم أطلقيها، وكذلك عضلات البطن قومي بشدها ثم بإطلاقها.

وهكذا في بقية العضلات، هذا النوع من التمارين يساعدك كثيراً جدًّا.

وفي ذات الوقت كوني إيجابية في تفكيرك، ولا تفكري كثيراً على العام الذي مضى، فأمامك فرصة جيدة جداً لأن تكوني من الناجحات والمتفوقات، لأنه أصلاً لديك قوة التفوق، وأنت لديك جوهر المقدرات، وهو أنك كنت متميزة، وهذا الاخفاق الذي حدث كان لظروف، والآن الحمد لله تعالى أنت منطلقة انطلاقات جديدة.

دراستك لعلم النفس هي دراسة طيبة، وأنا متأكد أنك سوف تجدين فيها الكثير من المتعة، يجب أن تغيري نفسك فكرياً ومعرفياً.

اتبعي ما ذكرته لك من إرشاد، وسوف تتغيرين إلى الأحسن - بإذن الله تعالى - ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

وبالله التوفيق والسداد..