جاءني طالب في معهد, يريد مني أن أرسم له الواجب المطلوب منه, مقابل أجر؛ لأنه لا يفهم تلك المادة, ويرسب فيها، وأخبرني أن المدرس الخاص بهذه المادة لا يعنيه من يقوم برسم الواجب, وإنما يعنيه أن يقوم الطالب بتقديم المخططات كل أسبوع؛ حتى يستطيع النجاح, فما حكم عمل هذا الواجب مقابل أجر؟.

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن من المعلوم أنه لا يجوز للطالب أن يأخذ عملًا قام به غيره, ثم يقدمه للجهة الدراسية على أنه الواجب المطلوب منه القيام به؛ لما في ذلك من الغش، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا.

أخرجه مسلم.وقال صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.

متفق عليه.ومن المعلوم أن الواجبات الدراسية يقصد بها قيام الطالب بها بنفسه؛ وذلك لتدريب الطالب وإعانته على استذكار المادة, وقياس مستوى الطالب, ومدى استيعابه للمادة المدروسة، فلا يجوز لك القيام بالواجب عن الطالب؛ لأن في ذلك إعانة له على الغش، قال الشيخ ابن عثيمين: إن مما يؤسف له أن بعض الطلاب يستأجرون من يعد لهم بحوثاً, أو رسائل يحصلون بها على شهادات علمية، أو من يحقق بعض الكتب، فيقول لشخص: حضِّر لي تراجم هؤلاء, وراجع البحث الفلاني، ثم يقدمه رسالة ينال بها درجة يستوجب بها أن يكون في عداد المعلمين, أو ما أشبه ذلك، فهذا في الحقيقة مخالف لمقصود الجامعة, ومخالف للواقع، وأرى أنه نوع من الخيانة؛ لأنه لا بد أن يكون المقصود من ذلك الشهادة فقط, فإنه لو سئل بعد أيام عن الموضوع الذي حصل على الشهادة فيه لم يُجِبْ؛ لهذا أحذر إخواني الذين يحققون الكتب, أو الذين يحضّرون رسائل على هذا النحو من العاقبة الوخيمة، وأقول: إنه لا بأس من الاستعانة بالغير, ولكن ليس على وجه أن تكون الرسالة كلها من صنع غيره.

اهـ.وما نقله لك الطالب من عدم ممانعة المدرس من ذلك مستبعد، ولا ينبغي التعويل عليه، فالطالب متهم في هذا النقل، وقد يكون فهم ذلك من حال المدرس, ولم يصرح به، لكن لو فرضنا أن المدرس قد أذن صراحة في أن يقوم بإعداد ذلك العمل غير الطالب فلا حرج عليك حينئذ في إعداده مقابل أجر.

وراجع للفائدة الفتوى رقم:

169887

136089

والله أعلم..