أرجو من فضيلتكم أن تبينوا لي مدى صحة الرواية التالية، مع العلم أنني قرأتها في موقع علماني، وشكرًا لكم..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:فكتاب الأغاني للأصفهاني فيه من الطامات والخزعبلات، ما يوهّن التقوى في القلوب ويشجع على الهبوط والإسفاف والرذيلة، وقد طالت سهامه المسمومة الكثير من أهل الفضل والشرف والرفعة والحسب، فنسب إليهم ما لا يجوز نسبته إلا لأهل المجون والانحلال، حتى أهل بيت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لم يسلموا من طعنه فيهم صراحة بروايات لا تستقيم سنداً ولا متناً، وفي رواتها مجهولون أو كذابون دجاجلة أو أسانيد منقطعة، تتقطع القلوب حسرة وغيرة على الدين وأهله عند سماعها، وليست عائشة بنت طلحة هي الوحيدة التي افترى عليها صاحب هذا الكتاب، بل قد روى عن سُكَيْنَة بنت الحسين سيد شباب أهل الجنة من أخبار الله و والمجون ما يندى له الجبين.وصاحب كتاب الأغاني هذا هو أبو الفرج، علي بن الحسين بن محمد القرشي الأموي الأصبهاني قال عنه الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء: وكان وسخا زريا، وكانوا يتقون هجاءه.
اهـ.وقال الذهبي أيضًا: رأيت شيخنا تقي الدين ابن تيمية يضعفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به.
اهـ.ولمعرفة ما قيل حول الأصفهاني هذا وما في كتابه الأغاني من بلايا وطامات، يرجع إلى: كتاب الأستاذ وليد الأعظمي: "السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني"وكتاب:"كتب حذر منها العلماء" للشيخ مشهور سلمان.
وقد أحالوا فيهما على مراجع أخرى للاستفادة منها.ثم إننا لم نجد هذه القصة عن عائشة بنت طلحة في الكتاب المذكور، وإنما وجدت مثلها عن امرأة مجهولة، وبلا إسناد.
ولو فرضنا جدلاً ورود مثل هذه القصة، فالرد عند التنازع يكون لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً {النساء:59}.وننصح السائل بالاطلاع على كتاب: "عودة الحجاب" للشيخ محمد إسماعيل المقدم، فهو موسوعة في الرد على شبهات أعداء الفضيلة من العلمانيين وغيرهم، وقد استفاض في ذكر أدلة الحجاب.
وأما عن العلمانيين الذين يشيعون مثل هذه الأكاذيب؛ فهؤلاء لا يؤمنون بالإسلام وقيمه ومبادئه.وقد تناولنا في فتاوى سابقة العلمانية وحكم العلمانيين وموقفهم من مبادئ الإسلام، وكتبا في الرد على شبهاتهم بشيء من التفصيل، وهذه أرقام بعضها فلتراجع: 2453،