سؤال و جواب . كوم


سؤال و جواب . كوم




سؤال وجواب | حكم الدراسة في مركز تعليمي مختلط

أنا طالبة في آخر سنة في الثانوية العامة، ويوجد في مصر نظام غريب بعض الشيء؛ بحيث لا يذهب الطلاب للمدارس خلال العام الدراسي -لأن المدرسين لا ينتظمون, أو لا يهتمون بالتدريس- وإنما يعتمدون اعتمادًا أساسيًا على الدروس الخصوصية في كل المواد بلا استثناء - ندرس 5 مواد تقريبًا -, والشائع أن تلك الدروس تكون في مراكز خاصة بها، ولا يُفصل فيها بين البنين والبنات إلا نادرًا عن طريق بعض المدرسين الملتزمين القليلين جدًّا, لكني - بفضل الله - استطعت إيجاد مكان لتدريس أربع مواد غير مختلط في مركز قريب من بيتي, ومشكلتي هي أني لم أجد درسًا غير مختلط في أهم وأصعب مادة - وهي الفيزياء - وأعرف مدرسًا ملتزمًا, ولكنه لا يفصل بين البنين والبنات في المركز القريب من بيتي- بحجة ضيق الوقت - ولكنه يفصل في مركز آخر يبعد حوالي 30-40 دقيقة عن بيتي بالسيارة, وإن كان الأمر بيدي لذهبت للمركز البعيد, ولكن المشكلة الأساسية هي أن أبي يرفض وبشدة أن تكون دروسي بعيدة عن البيت، أي: أنه يجب أن أذهب لكل الدروس مشيًا؛ لأنه يرفض فكرة سيارات الأجرة..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمما لا شك فيه أن الاختلاط المعهود في كثير من المؤسسات التعليمية اليوم من الاختلاط المحرم, ومفاسده عظيمة، وسبق أن نبهنا على ذلك بالفتوى رقم: 3539, والضرورات تبيح المحظورات, ولكن ضابط هذه الضرورة: أن يصل المرء إلى الهلاك, أو تبلغه مشقة عظيمة إن لم يرتكب المحظور، وهذا المعنى غير متحقق في حالتك قطعًا، وراجعي الفتوى رقم: 1420, والحاجة الشديدة أيضًا تبيح المحظور، وضابط الحاجة هو: ما لو تركه الإنسان لحقه حرج ومشقة، قال الشاطبي في الموافقات: وأما الحاجيات فمعناها أنها مفتقر إليها من حيث التوسعة, ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب، فإذا لم تراع دخل على المكلفين ـ على الجملة ـ الحرج والمشقة، ولكنه لا يبلغ مبلغ الفساد العادي المتوقع في المصالح العامة.

اهـ.وقد ذكرت أن مستواك جيد بل ومتفوقة، فلست - إذن - في حاجة تسوغ لك هذه الدراسة المختلطة، فالسلامة كل السلامة في البعد عنها, والبحث عن وسيلة أخرى، ومن ذلك أن تستعيني بمعلماتك أو زميلاتك في فهم ما قد يستعصي عليك, أو تجتهدي في إقناع والدك بالذهاب إلى المركز البعيد الخالي من الاختلاط, وستجدين العون من الله تعالى، فهو القائل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}، وروى أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إنك لن تدع شيئًا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه".

وننبه في الختام إلى أنه إذا كان هنالك تمايز بين الفتيان والفتيات بحيث يكون الفتيان في جانب والفتيات في جانب آخر فيحصل التمايز, وينتفي الاختلاط المحرم, فلا حرج حينئذ في الدراسة في هذا المكان, ولمعرفة حد الاختلاط الجائز والاختلاط الممنوع نرجو مطالعة الفتوى رقم:

173063

.

والله أعلم..



شاركنا تقييمك




 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام سؤال و جواب . كوم عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/08