سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | من أصيب بأمراض نتيجة معصية هل تكون له كفارة ؟ وهل إذا تاب أُجر عليها ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم رسوم الشراء- سؤال وجواب | الحائض. وشهود ليلة القدر
- سؤال وجواب | مريض نفسي وأتناول دواء (الزيروكسات سي آر)، أريد نصحكم وإرشادكم.
- سؤال وجواب | أشعر بالندم إذا لم أقدم خدمة لمن طلبها مني!
- سؤال وجواب | مشروعية استيفاء البنك عوضا عن الضرر اللاحق بسبب إخلاف العميل في وعده.
- سؤال وجواب | هل يمكن تناول الدوجماتيل بدلا من فلونكسول؟
- سؤال وجواب | حكم التعامل التجاري مع شركة يهودية
- سؤال وجواب | خطبة فتاة قابلة للالتزام وأهلها غير مقتنعين
- سؤال وجواب | هل يوجد عقار أسرع مفعولا وأقوى من الزيروكسات؟
- سؤال وجواب | أعاني من المشاكل الجنسية بسبب دواء الإفيكسور. فما هو العلاج البديل له؟
- سؤال وجواب | البيع بشرط التزام البائع بشراء السلعة إذا لم يبعها المشتري
- سؤال وجواب | مخالفة التاجر للنوع المتفق عليه عند التعاقد
- سؤال وجواب | أعاني من تشنج وضيق تنفس وألم في الصدر
- سؤال وجواب | الانتحار. نظرة الإسلام إليه. آثاره وأسبابه
- سؤال وجواب | تناول دواء (البروزاك) للمصاب بالقرحة وبمرض القلب
كنت أمارس العادة السرية منذ 11 سنة ، بحيث سبَّبت لي مجموعة من الأمراض ، والآن - والحمد لله - تُبت إلى الله ، فهل استمرار الآلام التي أشعر بها ، مأجور عليها ؟ ..
الحمد لله.
1.
الخير للمسلم العاصي أن تعجَّل له عقوبته في الدنيا بما يصيبه به ربه تعالى من أمراض ومصائب في ماله أو بدنه ، وهذا خير له من تأخير ذلك لعقوبته بها في الآخرة.
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي ".
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : والإنسان لا يخلو من خطأ ومعصية وتقصير في الواجب ، فإذا أراد الله بعبده الخير : عجَّل له العقوبة في الدنيا ، إما بماله أو بأهله أو بنفسه أو بأحد ممن يتصل به.
المهم : أن تعجل له العقوبة ؛ لأن العقوبات تكفِّر السيئات ، فإذا تعجلت العقوبة وكفَّر الله بها عن العبد : فإنه يوافي الله وليس عليه ذنب قد طهرته المصائب والبلايا حتى إنه ليشدد على الإنسان موته لبقاء سيئة أو سيئتين عليه حتى يخرج من الدنيا نقيّاً من الذنوب ، وهذه نعمة ؛ لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة.
لكن إذا أراد الله بعبده الشر : أمهل له واستدرجه وأدرَّ عليه النِّعَم ودفع عنه النقَم حتى يبطر ويفرح فرحاً مذموما بما أنعم الله به عليه ، وحينئذ يلاقي ربه وهو مغمور بسيئاته ، فيعاقَب بها في الآخرة ، نسأل الله العافية.
فإذا رأيت شخصاً يبارز الله بالعصيان وقد وقاه الله البلاء وأدرَّ عليه النعَم : فاعلم أن الله إنما أراد به شرّاً ؛ لأن الله أخَّر عنه العقوبة حتى يوافي بها يوم القيامة.
" شرح رياض الصالحين " ( 1 / 258 ، 259 ).
ومن هنا قال الحسن البصري رحمه الله : " لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فلرب أمر تكرهه فيه نجاتك ، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك - أي : هلاكك – ".
2.
ومن فوائد إصابة المذنب بالمصائب أنها تذكره بربه تعالى ، فربما تُحدث له توبة ورجوعا إلى ربه تعالى ، وربَّما تجعل منه عبداً صالحاً طائعاً يعوِّض ما فاته من حياته بالأعمال الصالحة.
قال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم/ 41.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : أي : استعلن الفساد في البر والبحر أي : فساد معايشهم ونقصها وحلول الآفات بها ، وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك ، وذلك بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها.
هذه المذكورة ( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ) أي : ليعلموا أنه المجازي على الأعمال ، فعجَّل لهم نموذجاً من جزاء أعمالهم في الدنيا.
( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) عن أعمالهم التي أثَّرت لهم من الفساد ما أثرت ، فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم ، فسبحان من أنعم ببلائه ، وتفضل بعقوبته ؛ وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة.
" تفسير السعدي " ( ص 643 ).
3.
واعلم – أخي السائل – أن إصابتك بتلك الأمراض ، إن لم يصاحبها تسخط على الله تعالى وعلى قدَره : فإنها تكون مكفِّرة لما فعلته من ذنوب.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) بَلَغَتْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَبْلَغًا شَدِيدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا أَوْ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ).
رواه مسلم ( 2574 ).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا سَقَمٍ وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ ).
رواه البخاري ( 5318 ) ومسلم ( 2573 ) - واللفظ له -.
ولفظ البخاري : ( إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ).
4.
والصحيح من أقوال العلماء أن المصائب على العبد المذنب هي ـ بمجردها ـ عقوبات ، تكفر السيئات ولا ترفع الدرجات ولا يُثاب عليها ؛ لأن الثواب ورفعة الدرجة إنما تكون على الأعمال والطاعات لا على فعل الرب تعالى المجرد ، فإن صبر واحتسب : أٌجر على فعله ، الذي هو الصبر والاحتساب ، أو الرضا بقضاء الله وقدره إن ترقى إلى ذلك ؛ لا على مجرد مصيبته التي أصابته – إلا أن تكون المصيبة بسبب طاعة كما سيأتي - ، وهذا قول أجلة مِن الصحابة كأبي عبيدة وابن مسعود رضي الله عنهما ، وأجلة من العلماء المحققين كابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : والدلائل على أن المصائب كفارات : كثيرة ، إذا صبر عليها : أثيب على صبره ، فالثواب والجزاء إنما يكون على العمل وهو الصبر ، وأما نفس المصيبة : فهي من فعل الله لا من فعل العبد ، وهي من جزاء الله للعبد على ذنبه وتكفيره ذنبه بها ، وفي المسند " أنهم دخلوا على أبى عبيدة بن الجراح وهو مريض ، فذكروا أنه يؤجر على مرضه ، فقال : " ما لي من الأجر ولا مثل هذه ، ولكن المصائب حِطَّة " ؛ فبيَّن لهم أبو عبيدة رضى الله عنه أن نفس المرض لا يؤجر عليه ، بل يكفر به عن خطاياه.
" مجموع فتاوى ابن تيمية " ( 30 / 363 ).
وقال ابن القيم – رحمه الله - : وذكر عن أبي معمر الازدى قال : كنَّا إذا سمعنا من ابن مسعود شيئاً نكرهه سكتنا ، حتى يفسره لنا ، فقال لنا ذات يوم : " ألا إن السقم لا يكتب له أجر ، فساءنا ذلك وكبر علينا " فقال : " ولكن يكفر به الخطيئة " ، فسرَّنا ذلك وأعجَبَنا.
وهذا مِن كمال علمه وفقهه رضي الله عنه ؛ فإن الأجر إنما يكون على الأعمال الاختيارية وما تولَّد منها ، كما ذكر الله سبحانه النوعين في آخر سورة " التوبة " في قوله في المباشر من الإنفاق وقطع الوادي ( إِلاَّ كُتِبَ لَهُم ) وفي المتولد من إصابة الظمأ والنصب والمخمصة في سبيله وغيظ الكفار ( إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ) فالثواب مرتبط بهذين النوعين.
وأما الأسقام والمصائب : فإن ثوابها : تكفير الخطايا ولهذا قال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) والنبي صلى الله عليه وسلم إنما قال في المصائب ( كفَّر الله بها من خطاياه ) ، وكذا قوله ( المرض حطة ) فالطاعات ترفع الدرجات ، والمصائب تحط السيئات ، ولهذا قال ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) وقال ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) فهذا يرفعه وهذا يحط خطاياه.
" عدة الصابرين " ( ص 69 ، 70 ).
4.
وهذه الذنوب التي تكفرها المصائب والأمراض التي تكون عقوبات : يحتمل أنها تكفِّر جميع الذنوب ، والجمهور على أنها تكفر الصغائر فحسب.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – بعد شرح طائفة من الأحاديث كحديث ( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ ) - : وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن ؛ لأن الآدمي لا ينفك - غالباً - من ألمٍ بسبب مرض أو همٍّ أو نحو ذلك مما ذكر ، وأن الأمراض والأوجاع والآلام ، بدنية كانت أو قلبية ، تكفر ذنوب من تقع له ، وسيأتي في الباب الذي بعده من حديث بن مسعود ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه ؛ وظاهره تعميم جميع الذنوب ، لكن الجمهور خصوا ذلك بالصغائر ، للحديث الذي تقدم التنبيه عليه في أوائل الصلاة الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ؛ فحملوا المطلقات الواردة في التكفير على هذا المقيد.
ويحتمل أن يكون معنى الأحاديث التي ظاهرها التعميم أن المذكورات صالحة لتكفير الذنوب ، فيكفر الله بها ما شاء من الذنوب ، ويكون كثرة التكفير وقلته باعتبار شدة المرض وخفته.
ثم المراد بتكفير الذنب ستره ، أو محو أثره المرتب عليه من استحقاق العقوبة.
" فتح الباري " ( 10 / 108 ).
ونسأل الله تعالى أن يتمَّ عليك نعَمه ، وأن يشفيك ويعافيك ، ويثبتك على التوبة وأن يوفقك للمزيد من الأعمال الصالحة.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم تحمل العميل قيمة التنازل عن ملكية السلعة المراد شراؤها- سؤال وجواب | ما هي الجرعة والمدة المناسبة لتناول دواء (اندرال ونتروبيل)؟
- سؤال وجواب | حكم تأجيل ثمن المبيع أو بعضه إلى أجل مجهول
- سؤال وجواب | الحيوان المنوي من الماء
- سؤال وجواب | معلومات حول دواء (الدوجماتيل)
- سؤال وجواب | هل لعلاج ديباكين كرونو Depakine-Chrono تأثير على الذاكرة أو التركيز؟
- سؤال وجواب | أحكام بيع منتجات قبل تملكها
- سؤال وجواب | تناول حبوب منع الحمل أثناء الحمل هل يسبب تشوهات للجنين؟
- سؤال وجواب | كل ما أواجهه يمنعني أن أعيش حياة عادية كأي فتاة في مثل سني، ساعدوني
- سؤال وجواب | كيفية قبض السلعة بعد شرائها
- سؤال وجواب | هل من أدوية تخفف من مشكلة التأتأة؟
- سؤال وجواب | حكم شراء سلعة بالتقسيط دون رؤيتها
- سؤال وجواب | أفتقر إلى محبة أهلي واهتمامهم مما جعلني ضعيفة الشخصية، فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | ما هي وسائل التخلص من الخجل في شخصية الأطفال؟ أرشدوني
- سؤال وجواب | الشراء الوهمي من النجش المحرم
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا