السلام عليكم.

لي بنت أخت عمرها 3 سنوات ونصف، تعاني من سواد في رقبتها، ورائحة كريهة تنبعث من شعرها، هي طفلة بيضاء البشرة، جميلة الوجه، ونحن نهتم كثيراً بنظافة جسدها وثيابها، ولكن هذا الأمر مزعج، سبب لأمها الكثير من المشاكل وهي متهمة أنها أم مهملة لنظافة ابنتها، صدقوني ما أن تخرج الطفلة الجميلة من الحمام (الدوش) حتى تنبعث من شعرها رائحة كريهة، هذه الطفلة صارت تكره الحمام؛ لأنه صار مكاناً متعباً لها من كثرة إرهاقها بكثرة النظافة، عكس كل الأطفال، فالحمام يمثل لهم مكان لعب ولهو.

أرجوكم أرشدونا إلى الحل.

وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: يجب القيام بالفحص السريري للشعر ولفروة الرأس، ومعرفة ما إذا كان هناك أي نوع من الأمراض التي قد تصيب أياً منهما مثل الفطريات أو الالتهابات الجرثومية أو الطفيليات مثل القمل أو التهاب الجلد الدهني أو البيدرا أو أكزيما الفروة أو غير ذلك.

ويجب نفي وجود مواد غذائية أو دوائية تتناولها المريضة قد تؤدي لإحداث التعرق ذي الرائحة المذكورة.

وإن حلاقة الشعر بشكل كامل في عمر 3 سنوات لا أظن أنه سيؤثر على نفسيتها، حيث إن الحلاقة ستساعد على التخلص من أي مرض مرتبط بالشعرة مثل القمل والتقيح والبدرا، كما وأنه سيسمح بفحص فروة الرأس بشكل واضح ومكشوف ورؤية أي تبدلات مرضية على الجلد، هذا بالإضافة إلى أن حلاقة الشعر تساعد على تطبيق الدواء بشكل أفضل من المناطق المشعرة.

يمكن بعد الحلاقة استعمال كريم بيفاريل (Pevaryl ) على الرأس يومياً مرتين إلى عدة أسابيع، وبهذا يقضي على كل احتمالات الفطريات التي من الممكن أن تفرز الرائحة حتى ولو لم تكن مرئية بالعين المجردة.

وننصح باستخدام شامبو حاوي على مبيد فطري مثل (Stieprox shampoo) أو (Pevaryl pv ) وذلك لغسل الرأس مرتين أسبوعياً بدون عنف، ولكن على أن يبقى أي منهما عدة دقائق على الرأس قبل غسله، ولا يمنع استعمال هذه الشامبوهات استعمال الشامبو اليومي للأطفال برفق ومحبة.

ويجب أن نضع في بالنا أن عملية التنظيف العنيف قد تهيج البشرة وتؤدي إلى التهابات جلدية نازة ذات رائحة قد لا تبدو للعين المجردة، ولكن يميزها الأنف، ولكنها بالتأكيد ينبغي أن تكون حاكة.

إن الصئبان هي من أكثر الأسباب شيوعاً في إحداث حكة ورائحة في الرأس، وقد لا تبدو واضحة؛ لأن التنظيف الكثير والمتكرر قد يخفيها أو يقلل من احتمال الكشف عنها، ويشخص القمل برؤية الطفيلي أو بيوضه أو فضلاته.

وأما التقيح فقد يكون بدئياً مثل التهاب الأجربة الشعرية أي جذورها أو ثانوياً مثل التقيح التالي للقمل، وهو يعطي رائحة مميزة ويشخص عن طريق رؤية القشور الصفراء على الفروة وإجراء المزرعة الجرثومية.

وأما التهاب الجلد الدهني أو الصدفية فتتميز بوجود الوسوف البيضاء فوق قاعدة حمراء وكلاهما يؤدي إلى رائحة في الرأس حتى ولو بعد الاستحمام.

وأما الأكزيما؛ فما يميزها هو الحكة والنز، أي وجود سائل أصفر ما يلبث أن يجف ويمكن علاجها بتجنب السبب إن كان الفرك أو المواد المنظفة أو البكلات ورباطات الشعر، وأما الدواء فهو الكورتيزون الموضعي الخفيف.

إذن باختصار: 1- زيارة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة ونفي أو إثبات السبب المحتمل مما ذكرنا حول إمكانية إحداث الرائحة.

2- حلاقة الشعر إن كان ذلك ممكناً وذلك للتخلص من المرض إن كان في الشعر أو كشف الفروة للفحص أو لتطبيق العلاج.

3- استعمال الشامبوهات المذكورة والكريم المذكور حتى ولو لم يعرف السبب، ولكن بعد زيارة الطبيب فهي إن لم تفد لا تضر ولكن على الأغلب فائدتها أكبر.

4- بعد الوصول للسبب بسبب الحلاقة أو فحص الطبيب يصبح العلاج تابعاً وسهلاً، فالأهم هو السبب والعلاج هو تحصيل حاصل.

والله الموفق.
.