السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا: أشكر الله ثم أشكركم على هذا الموقع الممتاز.

ثانيا: أنا شاب، عمري 24 سنة، أعاني منذ شهر رمضان الماضي من القولون الهضمي، وقد ذهبت للأطباء أكثر من 6 مرات في شهر رمضان، فأنا أشكو من غازات في المعدة، وأصوات محرجة في البطن، وأيضا أشعر بنضات قلبي تهز صدري قليلا ويدي، وحين أصمت وأركز معها أشعر وأسمع نبضات قلبي.

عملت رسما للقلب، والنتيجة كانت سليمة، وقال لي: إن القولون ملتهب، وكتب لي علاجا ومنه: (bebara20) وقال: استمر عليه شهرا، وفعلا استمريت عليه، وأتى بنتائج جيدة، وبعد شهر من توقف العلاج، أعاني من نفس الأعراض، وكثيرا ما أخرج ريحا من الفم؛ مما يسبب لي الإحراج.

كما أعاني من هبوط بحيث أشعر بدوخة وخمول، وقلبي يؤلمني، وأحس بـ (دغدغة) في قلبي وحلقي وصدري، خاصة في الجانب الأيمن، ولا أعلم أهي في القلب أم في العظام، وعندي بلغم أصفر سائل، ووزني كان 81 كيلو، والآن بعد هذه الأعراض أصبح 75 كيلو، ولا أعلم لماذا.

أرجو أن تفيدوني، فأنا قلق جدا، وأشعر دائما أني سوف أموت قريبا، كما أني ملازم التفكير، وتحدث لي حالة هلع وخوف من أقل خبر أو حدث، حتى ولو على التلفاز، علما بأني كنت مفرطا في العادة السرية، وقد تاب الله علي.

سؤالي: هل أنا أعاني من شيء في قلبي؟ وهل القولون يسبب كل هذا؟ علما أني لا أدخن، ولا أشرب السوائل بكثرة.

جزاكم الله خيرا.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقطعاً نحن سعداء جداً بأنك قد توقفت عن العادة السرية بعد أن كنت مفرطا في التعاطي معها، قرارك قرار حكيم وقرار جميل، وأهنئك على هذا، وأنا متأكد أن ذلك سوف ينعكس إيجابياً على صحتك النفسية والجسدية.

بالنسبة لموضوع القولون وما تعاني منه من أعراض أخرى، مثل الشعور بنبضات القلب، هذا -أيها الفاضل الكريم- ناتج من قلق نفسي، القلق النفسي كثيراً ما يؤدي إلى الأعراض التي نسميها أعراض نفسوجسدية، أي أن الإنسان قد يحس بأعراض مختلفة في جسده، أو بين أعضائه، لكن لا يوجد مرض عضوي، إنما هي مجرد انقباضات عضلية تحدث هنا وهناك، نسبة للتوتر أو القلق النفسي.

فيا أخي: تعامل مع حالتك على هذا الأساس، وأنا أرى كثيراً كل الذي تحتاجه هو أن تنتظم في تمارين الرياضية، الرياضة أثبت الآن بما لا يدع مجالا للشك أن لها فوائد عظيمة جداً على نفس الإنسان وعلى جسده، وخاصة في علاج أعراض اضطراب الجهاز الهضمي، مثل القولون الهضمي، أو القولون العصبي، فاحرص عليه أيها الفاضل الكريم.

النقطة الثانية هي: أن تكون معبراً عن دواخلك، لا تترك الأشياء التي لا ترضيك تتكرر وتتكاثر داخلياً؛ مما يؤدي إلى احتقانات، فالإنسان يعبر عن ذاته أولا بأول في حدود الذوق، وما هو مقبول اجتماعياً، هذا ما نسميه بالتفريغ النفسي يفيد كثيراً في مثل حالتك هذه.

النقطة الثالثة هي: أن تستفيد من وقتك، وأن تجعل لحياتك معنى فيما يخص العمل، والدراسة، والتواصل الاجتماعي، والاطلاعات الثقافية، ومشاركة الناس في مناسباتهم؛ هذه كلها ذات عائد إيجابي لديك من الناحية العلاجية.

النقطة الأخيرة: لا بأس من أن تتناول أحد الأدوية الجيدة جداً لعلاج مثل هذه الحالات، الدواء يعرف باسم سلبرايد، هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجارياً دوجماتيل، الجرعة التي تحتاجها هي 50 مليجراما صباحا ومساء؛ لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
.