السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ارتجاع المريء، والدكتور قال لي ذلك لأني ذهبت له وقلت له بلاعيمي وأذناي تؤلماني، وقال لا شيء، الوضع من المعدة يرتجع السائل فيحرق البلاعيم فتلتهب، ولا تأكلي قبل 3 ساعات من النوم، وضعي مخدة عالية، وضعت مخدات فصارت رقبتي تؤلمني وظهري، وبدأت لا آكل قبل 3 ساعات، وبدأ ينخفض ضغطي، وأقوم من نومي فقط لآكل أكثر وأكثر.

علماً أني أعاني من الإمساك وعدم الانتظام بدخول الحمام، ممكن كل يومين وممكن مرة أو مرتين باليوم، والعجيب أني أدخل للحمام في الليل، وما إن أنام بعد ساعة أو نصف ساعة حتى أصحو على خفقان بقلبي، فأشرب ماءً ليسكن الخفقان، وأذهب إلى الحمام -عافاكم الله - وبعدها أرتاح قليلاً، ومرات أذهب مرة ثانية لأرتاح، ومرات شكل الخروج بمرة واحدة مختلف، قاسي ثم أملس، ثم متفتت، والجديد الذي يقلقني جداً وأخاف الذهاب للطبيب أني أعاني صعوبة بالبلع، فقبل شهرين تقريباً وأشعر كأنما شيئا يخنقني وسط الرقبة قرأت على النت أنه ممكن من ارتجاع المريء أو يكون هناك صعوبة بالبلع، لأن المريء متأذي أو هناك لا قدر الله سرطان المريء.

أنا من يومها لا أنام وأخاف وأفكر! ممكن أن الذي أعانيه السرطان، علماً أني عانيت سابقاً مدة سنتين ونصف من معدتي، عملت المنظار وقالوا لي إن المعدة عصبية، والحل بالاسترخاء، وبدأت أعمل تمارين الاسترخاء -والحمد لله- ارتحت، ولكن الآن بعد 6 6 شهرا بدأت المعاناة من جديد مع بلاعيمي وكل فمي حتى لساني يحترق من الحامض، فما نصيحتكم لي؟ طمئنوني رجاءً وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالارتجاع المعدي المريئي هو عبارة عن ارتداد غير طبيعي من حمض المعدة إلى المريء، وعصارة المعدة عالية الحموضة لا يتحملها الغشاء المخاطي للمريء، فهو ليس مهيئاً لتحمل الحموضة العالية، وبالتالي يحصل نوع من تخريش الغشاء المخاطي للمريء، وقد تصل عصارة المعدة الحامضة إلى أعلى المريء، ومنها إلى القصبات، وقد تصل إلى أعلى البلعوم وإلى الفم.

هذا الارتجاع يحصل بسبب تغييرات في المعصرة أو الصمام الحاجز بين المريء والمعدة، وعمل هذا الصمام في الوضع الطبيعي أن يمنع رجوع العصارة المعدية أو محتويات المعدة الى المريء، ويكون ذلك سببه عدم كفاءة العضلة العاصرة في أسفل المريء أو تراخي مؤقت في عضلة المريء العاصرة السفلية، وضعف طرد ارتداد الحمض المعدي من المريء أو فتق الحجاب الحاجز.

عند بعض الناس هناك نوع مختلف من الارتجاع الحمضي الذي يسبب أعراض في الحنجرة والجهاز التنفسي يسمى الارتجاع الحنجري البلعومي، ويسمى أيضاً ارتجاعاً خارج المريء، خلافاً لارتجاع المريء، والارتجاع الحنجري البلعومي عادة لا يسبب حرقة (حموضة)، وبالتالي فهو يسمى أحياناً الارتجاع الصامت، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعاً لارتجاع المريء هي: - الإحساس بالحموضة والحرقة في أسفل الصدر ، وصعوبة في البلع (عسر البلع)، وهذا ما تشتكين منه، وعلى الأكثر هو سبب ما تشتكين منه، لأن السرطان نادر جدا في مثل سنك، فهو يكون في كبار السن، ومن الأعراض أيضاً ألم مع البلع (بلع مؤلم)، واللعاب الزائد (هذا أمر شائع أثناء الحموضة)؛ لأن اللعاب مادة قلوية قليلاً فتكون زيادته استجابة طبيعية من الجسم للحموضة، فهو يعمل كمادة معادلة للحمض.

- كذلك غثيان، وألم في الصدر، وعلى المدى البعيد فإن لم يتم علاج هذه المشكلة فإنه قد يؤدي إلى التهاب المريء، وتقرحات في أسفل المريء بالقرب من اتصاله بالمعدة.

- تضيق المريء نتيجة الالتهاب الناتج عن الارتجاع، وتغييرات في خلايا الغشاء المخاطي المبطن لأسفل المريء، وبشكل نادر وفي الحالات الشديدة والمزمنة لسنوات فإنه قد يحصل تغيرات ورمية في المريء.

هناك العديد من الأعراض الأخرى التي ترتبط مع ارتجاع المريء منها: السعال المزمن، ورائحة فم كريهة جداً، والتهاب الحنجرة (بحة الصوت)، الربو، وتآكل مينا الأسنان، وفرط حساسية الأسنان، والتهاب الجيوب الأنفية، وتلف الأسنان، والتهاب البلعوم، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهابات الأذن المتكررة والتليف الرئوي الغامض من جراء ارتجاع المريء.

كذلك صعوبة البلع، وطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وإيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرغة أو بضيق حاد في التنفس، وبعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب.

من المهم أن نعرف أنه لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض لآخر؛ لذا أرى عليك أن تتابعي على الأدوية التي وصفها لك الطبيب، وهي مضادات الحموضة ومنها: -Pariet 20mg -losec 20mg -Nexium 40mg -lanzoprazole 30mg وهذه تؤخذ مرة أو مرتين في اليوم، وهذا يساعد في معظم الحالات -بإذن الله - بالإضافة إلى التعلميات التي ذكرها لك الطبيب، ومن ناحية أخرى هناك بعض الأدوية الأخرى التي تساعد على منع الارتجاع وهي: Motilium 10 وتؤخذ ثلاث مرات قبل الطعام بربع ساعة إلى نصف ساعة.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
.