السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فإني أفيدكم علماً بأني صاحب الاستشارتين ( - ) وبحمد الله فإني أجد تحسننا كبيراً عما كنت عليه في السابق، حيث مضى على تناولي للسبرالكس بمعدل حبتين يومياً قريباً منذ ستة أشهر، ولكني أضطر في بعض المواقف إلى تناول جرعة من الأندرال لتخفيف ضربات الضغط المتزايدة نتيجة للرهبة من ذلك الموقف كمناقشة بحث في الجامعة أو أن أؤم جمعاً في صلاة جهرية، وغيرها.

وإني بحمد الله كل ما أعانيه هو زيادة في ضربات القلب، رعشة في اليدين والرجلين، ولكن إن تناولت جرعة من الاندرال فإن الموقف يمر على أحسن حال.

وإني أفيدكم علماً بأني أتمتع بجرأة في بعض المواقف، ولكن كل ما حاولت أدفع ذلك الخوف فإنه يتغلب علي، ولكن بحول الله وقوته ثم بتوجيهكم فإني سأتغلب عليه.

كما أود أن أسألكم عن الغدة الدرقية ونشاطها المتزايد، وكيف يمكننا أن تعامل معها في مثل هذه المواقف؟ فأرجو منكم شاكرين أن توجهونا لما ترونه مناسباً، والله يحفظكم ويرعاكم...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ المتفائل حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، بداية نهنئك على هذا التفاؤل ونشكرك عليه، ولا شك أن التشاؤم والتطير أمور مبغوضة، وهي لا تساعد في تحسن الصحة النفسية، وأنا سعيد جدّاً أن أسمع أنك تحسنت لدرجة كبيرة، وحقيقة بفضل الله تعالى الدواء قد ساعدك كثيراً، وأعتقد أن إرادتك وعزيمتك نحو التحسن ساعدت أيضاً يا أخي.

وبالنسبة لهذه المواقف التي لا زلت تعاني منها؛ عليك بالإقدام والمثابرة والإكثار من الإقدام والمواجهة وعدم التجنب، حتى إذا حدث لك موقف كان فيه نوع من الخوف بعد انجلاء هذا الموقف، وقل لنفسك: لماذا خفت من هذا الموقف؟ هذا شيء بسيط لم يكن من الضروري أن أخاف فيه، لن أخاف فيه مرة أخرى وسأواجهه وسأواجه ما هو أكبر منه.

وهكذا.

أرجو أن تبني هذه القناعات النفسية الداخلية وهي سوف تفيدك كثيراً.

بالنسبة لدواء الإندرال لا مانع من استعماله والاستمرار عليه، فهو من الأدوية الممتازة جدّاً وهو بالطبع ينظم ويقلل من ضربات القلب المتسارعة، وهو دواء سليم جدّاً ولا يحظر من استعماله إلا إذا كان الشخص يعاني من مرض الربو.

إذن لا مانع من استمرارك عليه، وهنالك نوع من الإندرال يعرف باسم ( إندرال Inderl la80 ) فالإندرال LA80 يتميز بأنه يظل في الدم لمدة طويلة حيث أنه يفرز في الأمعاء والمعدة بصورة خاصة جدّاً وعليه تكون كبسولة واحدة في اليوم كافية جدّاً، أرجو الحصول عليه واستمر على السبراليكس – كما ذكرت لك – ولابد من أن تكون لك نفس العزيمة والدافعية نحو التحسن.

بالنسبة لنشاط الغدة الدرقية فإذا كان هنالك نشاط فيها فلابد أن يعالج، وهنالك ثلاثة أنواع من العلاج، هنالك العلاج عن طريق أدوية معروفة لتخفيف سرعة إفراز هذا الهرمون، وهنالك علاج عن طريق إعطاء ما يعرف بالأيودين المشع، فهذا اليود أيضاً يوقف الإفراز الزائد وربما يؤدي إلى تعطيل الغدة في حالات قليلة جدّاً وهنا يضطر الطبيب لأن يعطي الهرمون المنشط للغدة مرة أخرى.

والوسيلة الثالثة للعلاج: هي الوسيلة الجراحية بأن يزال الجزء النشط في الغدة الدرقية.

إذن يتم التعامل مع الغدة الدرقية بعلاجها؛ لأن الغدة الدرقية إذا كانت زائدة الإفراز يؤدي في حد ذاته إلى الخوف والاضطراب وتسارع في ضربات القلب ويؤدي إلى الرعشة، كما أنه يؤدي إلى نقص في الوزن بالرغم من زيادة الشهية للطعام، هذه علاقات معروفة جدّاً بين الأعراض وزيادة إفراز الغدة الدرقية، والعلاج بسيط جدّاً يا أخي، وكثيراً يأتي بعض الإخوة والأخوات بأعراض القلق والتوتر والخفقان وتسارع ضربات القلب والرعشة ونكتشف في آخر الأمر أن لديهم زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية، فهذه الحالات تعالج بعلاج السبب وفي هذه الحالة هو بالطبع أن يتم التحكم في إفراز الغدة الدرقية، ولمعرفة نسبة الهرمون يكون عن طريق الفحص، وهو فحص بسيط جدّاً، كما أن وسائل العلاج كلها متاحة الآن.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق..