ما هو احتباس النفس عند الأطفال؟ وما أسبابه؟ وما التصرف الصحيح في تلك الحالة؟ وهل هو خطير؟ أنا لدي بنت عمرها عشرة أشهر، إذا انفعلت بشدة تبكي ثم ينقطع صوتها، ويصبح لون وجهها أزرق، وتحرك رجليها بشدة، ثم يعود صوتها، أنا مهمومة جداً وقلقة ومنهارة.

أرشدوني.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أم لانا حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: احتباس النفس حالة مرضية، وفيها يصاب الطفل بنوبات بكاء متواصل، مع ضيق في منطقة الحنجرة بعد نوبة البكاء، وتقل كمية الأوكسجين في خلايا المخ، فيؤدي إلى التشنج أحياناً لفترة قصيرة، ثم يحدث نفس عميق يسترد فيه الطفل وعيه وقدرته على التنفس، وتلك الحالة لا خوف منها، حيث تمثل 15 % من الأطفال الأصحاء، وتختفي نصف هذه الحالات عادة بعد عمر أربع سنوات من عمر الطفل، وأكثر من 80 % تختفي الحالة لديهم في عمر 8 سنوات، والباقي بعد عمر 8 سنوات.

وفيها يصبح لون الطفل أزرق، ويحبس النفس لاإرادياً، ويحدث ذلك عندما يطلب أو يشير الطفل إلى شيء ما، ولا يستطيع الحصول عليه، فيبدأ في نوبة البكاء، وقد تنتهي بتشنج لعدة ثوان ثم تنتهي، ومن المهم بعد انتهاء النوبة عدم إعطائه الشيء الذي بكى وتشنج من أجله، حتى لا يعتبر مكسباً له ويعاود الفعل مرة أخرى.

والآن ماذا نفعل عند حدوث هذا الاحتباس؟ لحسن الحظ أن كل الحالات تشفى بعد تقدم العمر، وليس لاحتباس النفس علاقة بالصرع، ولا يؤدي إلى الصرع فيما بعد، وعدم إغضاب الطفل، خصوصاً أثناء تناوله الطعام، مع عدم التدليل الزائد؛ لأن الطفل لو اكتسب بعض الفوائد من الاحتباس في النفس سوف يعاود الكرة مرات ومرات، وفي كل طلب لم ينفذ سوف يبدأ البكاء، حتى يصل إلى احتباس النفس.

عند حدوث النوبة يجب وضعه على جنبه، مع إخراج الطعام من فمه لتجنب الاختناق، ونقوم بتهدئة الطفل بعد النوبة، وكما قلنا لا نعطيه الشيء الذي أصابته النوبة من أجله، وبشكل عام لا يوجد دواء يمكن إعطاؤه للطفل كوقاية من النوبة أو أثنائها.

أسأل الله الشفاء والعافية لابنكم.
.