أنا أعاني من مشكلتين في الأنف، لقد تم تشخيصي منذ كنت في الخامسة من عمري باللحمية الأنفية، وشفيت منها بعملية جراحية، ومنذ كنت في الثانية عشرة إلى الآن -وأنا في التاسعة عشرة من عمري- وأنا أعاني من انسداد في المجرى الهوائي الأنفي، وضيق في التنفس من الأنف، علما بأني لم أستخدم أي أدوية طيلة هذه الفترة؛ لغفلتي عن الاعتناء بنفسي.

قبل ثلاثة أسابيع بدأت باستخدام بخاخ (راينوكورت) وشعرت بتحسن كبير أثناء هذه الفترة، لكن مشكلتي الآن أني لا أزال أشعر بانسداد خفيف أثناء التنفس، وأشعر بألم في أرنبة الأنف (غضروفه) علما أني توقفت عن استخدام البخاخ فور شعوري بذلك، وأن عندي حساسية من العطور.

أرجوكم حل مشكلتي، وشكرا على جهودكم الجبارة...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

انسداد الأنف الذي تعاني منه في هذا العمر يختلف عن انسداد الأنف في الطفولة المبكرة؛ حيث إن السبب في الطفولة المبكرة يكون اللحمية الأنفية (الناميات الغدية) وهي موجودة في الفراغ خلف الأنف، وتسد الفتحات الخلفية للأنف، وعلاجها جراحي باستئصال هذه الناميات الغدية.

أما في سن الشباب، فالسبب يكون داخل الأنف (وليس خلف الأنف) حيث يكون السبب هو انتفاخ في القرينات الأنفية، وهي من ضمن تراكيب الأنف تشبه الأصبع، وتمتد على طول الأنف من الأمام للخلف, تتورم وتنتفخ في حال التحسس الأنفي، وتسبب انسدادا في الأنف قد يكون مؤقتا أو يكون دائما.

السبب الآخر لانسداد الأنف في سن الشباب هو انحراف الحاجز الأنفي الذي يسبب تضيقا دائما في تجويف الأنف في طرف الانحراف، والعلاج في حالة ضخامة القرينات الأنفية التحسسي هو الوقاية من العوامل التي تسبب لك الحساسية مثل: العطور، والبخور، والغبار .، بالإضافة لاستخدام مضادات التحسس الفموية (مثل كلاريتين وإريوس وفيكسوفينادين .) والأهم منها هو استخدام بخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية (مثل فليكسوناز, رينوكورت, أفاميس .) حيث إن استخدامها مأمون ولفترات طويلة نظرا للانتشار الضعيف جدا لهذا الدواء للمجرى الدموي، وبالتالي فهو لا يسبب التأثيرات الجانبية للكورتيزون عند إعطائه بالطريق العام.

وأما بالنسبة لانحراف الحاجز الأنفي، وفي حال كان شديدا بحيث يسبب انسدادا في الأنف، لا بد من علاجه جراحيا بإصلاح الحاجز الأنفي.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى ..