السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة للجميع.

عندي تساقط شعر في جميع أنحاء الرأس ولا يوجد بمنطقة معينة وذلك منذ ثلاث سنوات، وذهبت إلى أطباء كُثر، ولكن دون فائدة، كلما ذهبت إلى دكتور يقول لي: ليس عندك شيئ، لا تساقط ولا صلع بناءً على نتيجة التحاليل المطلوبة، من تحليل دم وتحليل للغدة الدرقية، والنتائج سليمة.

وعند آخر دكتور وصف لي (هير غرو)، وقال لي: استخدمه قرابة الستة أشهر، وقال لي: بأن شعرك جيد ولا يوجد به سبب للتساقط، وأنا الآن في حيرة، والمشكلة بأنني لا أستمر على العلاج فترة كافية، لأنني أستعجل النتيجة.

ولكم جزيل الشكر والاحترام.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السؤال فيه مغالطات غير مفهومة، فكيف يكون هناك تساقط شعر منذ ثلاث سنوات وتشمل كل الرأس، ولم يستطع أي طبيب من الأطباء الكثيرين الذين زرتهم أن يلاحظ أن هناك تساقط شعر، وكلهم كان يقول ليس عندك شيء.

وكيف يعتمد الطبيب على التحليل ولا يعتمد على عينة في رؤية الشعر المفقود، وكيف يتم إعطاء هير غرو مع أن التشخيص: ليس عندك شيء، وشعرك طبيعي؟ أخانا الكريم: يبدو أن هناك إما سوء تفاهم، أو هناك طمع في الحصول على شيء فوق الطبيعي، أو أن هناك ظاهرة طبيعية تعتبرها أنت أنها مرضية، وهي ليست كذلك، ونفصل ذلك أدناه: فأما سوء الفهم؛ فهو بأنك تعتقد أن عندك صلعا وهو غير موجود، والأطباء أكدوا ذلك.

وأما أنك تطمع في شيء فوق طبيعي؛ أي أنك تريد أن يكون شعرك أكثر كثافة مما هو عليه الآن، حتى ولو كان طبيعيا؛ ولذلك يقولون ليس عندك شيء.

وأما أنها ظاهرة طبيعية؛ فهي أن الانسان الطبيعي يفقد كل يوم حوالي 150 شعرة، أي ألف شعرة أسبوعيا، ولكن يعوضها وينمو غيرها، ولكنك تنظر إلى المفقود وتتحسر عليه، ولا تلاحظ أنك قد نما لك غيره، فأنت تلاحظ ما يتساقط ولا تلاحظ ما يتنامى بدلا منه.

أخي الكريم: لست متعصبا لزملائي الأطباء، ولكني أعتقد أن أي طبيب حتى ولو كان طالب طب يمكنه أن يلاحظ أي شكل من أشكال تساقط الشعر ويميزه، ويميز الكثافة الطبيعية من غير الطبيعية للشعر، وبما أن الكثير من الأطباء قالوا لك أنك ليس عندك شيء فإني أضم صوتي إلى صوتهم لثقتي بأنهم لم يتفقوا عليك.

أخي الكريم: إن استعمال دواء مثل (الهير غرو) وعدم التحسن عليه يزيد دليلا على أن ما عندك هو شيء طبيعي؛ وذلك لأن الباب المفتوح لا يمكن فتحه مهما استخدمنا من قوة؛ وذلك لأنه مفتوح، ومثله الشعر الطبيعي مهما استخدمنا من علاجات فإنه سيبقى طبيعيا، ولذلك لم تلاحظ الفرق.

أخي الكريم: لا داعي للحيرة؛ بل صدق الأطباء وثق بما قالوا واستمتع بالحياة، ولا تقلق نفسك، ولا تعكر صفوك بما هو طبيعي.

وفقك الله .
.