السلام عليكم.
بعد الشكر الجزيل لكم، أريد طرح استشارتي والمتمثلة فيما يلي: أعاني من تخدر في الأحاسيس، وتعب شديد طول اليوم، إضافة إلى فقدان الشهية للأكل، وعدم القدرة على البكاء، ولا التأثر بالمؤثرات السلبية كمواقف القلق والبكاء.
كما فقدت الحافزية على كل أعمالي اليومية، خاصة العبادات والدراسة، ولا أستطيع التركيز إطلاقاً، ولا أستطيع التذكر والمذاكرة، وكأني فاقد للذاكرة، مع دوخة وتعب طيلة اليوم، وفقدان بهجة الحياة، والتفكير الدائم بالموت، رغم أني فقدت الإحساس بالغضب والخوف.
علماً أني أعالج منذ شهرين من أعراض (النشعة) كما وصف الدكتور العام أدوية وهي: كييتيل برومازيبام 6 ملغ ربع، ليلاً، وقطرات سورمونتيل 7 قطرات، ليلاً، وقطرات اميتريبلين 5 قطرات، ليلاً، وقطرات ايزوبيريدول هالوبيريدول 5 قطرات، ليلاً، فليوكسيتين 3 حبات، يومياً.
شعرت بتحسن ملحوظ جسدياً، لكن نفسياً أشعر بالتعب، إضافة إلى ازرقاق منطقة العينين، رغم أني تخلصت من الأرق، سرعة دقات القلب أحياناً، إضافة إلى انعدام الشهية وعدم الاستجابة للمحفزات الخارجية كالبكاء، القلق، الغضب، الحافزية.
حالتي هذه منذ ثلاثة أشهر، رغم العلاج، فالحالات المذكورة سلفاً لم تتحسن، علماً أني أجريت فحوصات طبية، وفحصا كاملا للدم ونسبة الفيتامينات، ووظائف الكلى والكبد، وتخطيط وصورة محوسبة للرأس، وكل شيء سليم.
هل يجب زيارة الطبيب النفسي أم الاعتماد على الأدوية الحالية؟ علماً أني أتناولها منذ ثلاثة أشهر، وما هي أسباب ازرقاق العينين، وشحوبة الوجه والتعب، وما سبب فقدان الأحاسيس وفقدان التركيز، وعدم القدرة على التركيز؟ علماً أني قبل عامين تناولت دواء (زولوفت) بأمر من الطبيب النفسي، بعدما عانيت من نوبة تعب مفاجئ، وعدم القدرة على ممارسة النشاطات اليومية، (دامت لمدة شهر ونصف) هل من الجيد في هذه الحالة استشارة الطبيب النفسي مجدداً؟ وما سبب فقدان المشاعر وعدم القدرة على البكاء؟ أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمعظم الأعراض التي ذكرتها في صدر الاستشارة هي أعراض اكتئاب نفسي، والعلاجات التي كتبها لك الطبيب العام معظمها أيضاً علاجات نفسية، ولكن لم تذكر الجرعة بالضبط في الأدوية التي كتبها لك في شكل قطرات.
لا أدري لماذا قطرات وليس بحبوب مثلاً أو كبسولات؟! فعادة القطرات تعطى لصغار السن وكبار السن، لصعوبة البلع عندهم، ودائماً يكون تركيزها قليلاً، وهم لا يحتاجون إلى جرعات كبيرة.
لذلك -أخي الكريم- أرى أنه فعلاً من الواجب أن تذهب إلى طبيب نفسي ليقوم بنفسه بأخذ تاريخ مرضي مفصل، وكشف الحالة العقلية، ومن ثم إعطاؤك الأدوية الصحيحة، وفقاً للتشخيص الذي يصل إليه.
أما بخصوص زرقان العين وشحوب الوجه فهذا قد يأتي من الاكتئاب، والاكتئاب طبعاً يؤدي إلى عدم النوم والإجهاد، لذلك يحصل زرقان العين، وشحوب الوجه، ويتأتى ذلك بفقدان النوم وفقدان الشهية، كل هذه الأشياء تؤدي إلى ما ذكرت.
كذلك الحزن الشديد وعدم القدرة على البكاء، وفقدان التركيز من أكثر الأعراض شيوعاً عند مرضى الاكتئاب النفسي، هي فقدان التركيز، وصعوبة التركيز في الأشياء، لذلك يكون عندهم صعوبة في أداء العمل وفي الدراسة، وطبعاً كونك أصبت بنوبة هلع قبل فترة فغالباً من أكثر الأشياء التي تصاحب نوبات الهلع أو اضطراب الهلع هو الاكتئاب النفسي.
هناك صلة كبيرة جداً بين اضطراب الهلع والاكتئاب، لأن اضطراب الهلع أحياناً يستمر لفترة من الزمن، وطبعاً هو يسبب للإنسان خوفاً شديداً، وتوجساً من حدوثه مرة أخرى، ولذلك يعقبه دائماً اكتئاب نفسي.
الزوالفت هو مفيد في اضطرابات الهلع، ومفيد في الاكتئاب أيضاً، ولا أراه في القائمة التي كتبها لك هذا الطبيب، بالرغم من أنه كتب أكثر من دواء للاكتئاب، مثل الفلوكستين والسريمونتيل، لكنه لم يكتب لك الزوالفت، فلذلك أرى أن تراجع طبيباً نفسياً -أخي الكريم- لأنه أقدر على وصف العلاج بدقة، والمتابعة معه باستمرار.
وفقك الله وسدد خطاك..