السلام عليكم.
مشكلتي في طبيعة عملي وهي الحراسة، فعند مزاولتها كنت لا أستغل ذلك الوقت الثمين الذي ضاع مني بمطالعة أي شيء ثقافي أو ديني، بل بالعكس كنت أملأ هذا الفراغ بتعاطي المخدرات؛ لأني بتعاطيها كنت أشعر أن الوقت يمر بسرعة فائقة، فلم أستفد أي شيء من هذا الوقت! ومشكلتي الآن هي أنني أعاني من ضعف الذاكرة ومن النسيان، وكذلك أحس أني لا أتعامل جيداً مع الناس، أسألكم بالله أن تردوا علي بتفسير أو حل.
جزاكم الله خيرا...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن المخدرات تضر بالصحة الجسدية والصحة النفسية للإنسان بدرجة كبيرة، وأنت لم توضح نوع المخدر الذي كنت تستعمله، ولكن ربما يكون هو الحشيش؛ لأن الحشيش من أكبر مسببات إضعاف الذاكرة، كما أنه يفقد الإنسان القدرة على الدافعية، ويؤدي إلى فقدان الطموح وضعف الهمة لدى الإنسان، وحتى ضعف الغيرة لديهم.
الحمد لله الذي عفا عنك، والحمد الذي كتب لك التوبة، وصدقني -أيها الأخ الفاضل- أن هنالك فرصة عظيمة بأن يعود التركيز لديك كما كان، وسوف تقوى الذاكرة لديك ما دمت قد ابتعدت عن هذه المخدرات، فأنت والحمد لله لا زلت صغيرا في السن، وهذا سوف يعطي الفرصة لخلايا الدماغ والمُوصِّلات العصبية لأن تستعيد عافيتها مرة أخرى.
الذي أود أن أنصحك به هو أن تكون كثير الاطلاع، عليك أن تقرأ وعليك أن تتابع الأخبار، وعليك أن تناقش ما تسمعه وما تقرأه، هذا إن شاء الله ينشط المسارات العصبية لديك، وعليك -أيضاً- الإكثار من حضور المحاضرات، وقد أُثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن قراءة القرآن تؤدي إلى إنعاش الذاكرة وتقويتها، فأرجو أن تكون محافظاً على وردك اليومي، ويا حبذا أيضاً لو حضرت إحدى حلقات التلاوة في منطقتك.
عليك أيضاً -أيها الأخ الفاضل- أن تمارس الرياضة، خاصة رياضة المشي فهي تؤدي إلى تنشيط هذه المركبات الكيميائية الداخلية، مما ينتج عنه الارتياح النفسي، ونشاط الذاكرة، وتحسن التركيز، سأصف لك أيضاً علاجاً بسيطاً يساعد في تنشيط الذاكرة بإذن الله ، هذا الدواء يعرف باسم نتربيل Nootropil، وجرعته هي 400 مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر.
عليك -أيضاً- أن تنظم وقتك ونومك، ولا بأس من أن تتناول الحليب الدافئ، كما أنه لا مانع من أن تتناول كوبا من القهوة في الصباح وعند المغرب؛ لأنها تؤدي إلى تحسن في التركيز، ورفع مستوى اليقظة.
أنا سعيد جدّاً بأنك قد أقلعت عن تناول المخدرات، وأنك قد انتصرت والحمد لله، وأرجو أن أؤكد لك أن الأمور سوف تعود إلى طبيعتها، وسوف تكون أكثر حيوية ودافعية ونشاطاً، فقط عليك أن تكون قوياً وصارماً مع نفسك، وتطبق ما وصفناه لك من إرشاد وعلاج.
وبالله التوفيق..