السلام عليكم.

أنا طبيب أسنان، جاءتني مريضة تبلغ من العمر 20 عاما تريد تنظيف أسنانها، كتبت لها مضادا حيويا من فئة تتراسيكلين، ولم أسألها إذا كانت حاملاً أم لا، لأني استبعدت ذلك كونها صغيرة في السن، ثم فوجئت في المراجعة التالية أنها حامل، فماذا أفعل؟ وما هي الجرعة التي تؤثر على الحامل من هذا النوع من المضادات؟ أنا خائف جدا.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل- أيها الأخ الفاضل- إن (التتراسيكلين) هو من الأدوية التي لا يجوز استخدامها خلال الحمل, فهي مصنفة من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية على أنها من الدرجة D, وهذا يعني بأنه قد ثبت بأن له تأثيرات ضارة على الحمل, لكن أضرار هذا الدواء في الحمل تظهر بشكل رئيسي على أسنان الجنين, فتسبب تلونها وتصبغها, وبما أن الأسنان لا تبدأ بالتطور إلا في الأشهر الوسطى والمتأخرة من الحمل, فإن هذا التأثير الضار على الاسنان لا يحدث في حال تم تناول الدواء في الشهور المبكرة, كما أنه من النادر أن يحدث في حال كان العلاج قصير المدى لأيام قليلة, بل يحدث عادة في العلاج المتكرر والطويل الأمد.

إذا كانت تلك السيدة في مرحلة مبكرة جدا من الحمل عند تناولها للتراسيكيلين, فيمكن القول بأن تأثير هذا الدواء على حملها سيكون مثل بقية الأدوية الأخرى, وهو تأثير نسميه ب (كل شيء أو لا شيء), بمعنى أنه إما أن يسبب الدواء قتل كل خلايا المضغة فيؤدي إلى الاجهاض, أو لا يؤثر على هذه الخلايا فيستمر الحمل بشكل طبيعي, والسبب في هذا التأثير هو أن الحمل في مراحله المبكرة يتكون من خلايا فقط, وليس من أعضاء, والخلايا عندما تتعرض لدواء ضار فإنها تموت فورا, لكن لن تتشوه, وما يتشوه هو الأعضاء فقط, لذلك لن يحدث تشوه للجنين إذا تعرض للمواد الضارة في مراحل مبكرة جدا من الحمل(قبل مرحلة تشكل الأعضاء) بإذن الله تعالى.

باختصار -أيها الفاضل-: إن أسوأ احتمال ممكن هو: أن يحدث إجهاض عند تلك السيدة, لذلك إذا استمر الحمل عند هذه السيدة, ولم يحدث له إجهاض, فمعنى ذلك بأن هذا الدواء لن يكون قد أثر على الحمل, وبنفس الوقت لن يؤثر عليه في الشهور القادمة بإذن الله تعالى.

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى دائما.
.