سامحوني أطلت عليكم لكني مؤخراً أصبحت كثيرة التفكير، وكثيرة التشتت، ولا أشعر بالثبات أبداً، وأصبحت كثيرة النسيان.

وهذا بسبب الظروف الشديدة التي مررت بها مؤخراً وعنيفة بعض الشيء.

ساعدوني؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقول للأخت السائلة: إن كثرة التفكير، وتجسيد وتضخيم صغائر الأمور، وكثرة التشتت الذهني وعدم الشعور بالثبات، وكثرة النسيان، وسوء التركيز هي من أعراض القلق النفسي العصابي وهي شائعة جداً وسط الناس وهنالك حوالي 40% من الناس يعانون من أعراض مشابهة، لكن بكل أسف 15% منهم فقط هم الذين يحظون بالاستشارات الطبية والعلاج النفسي الصحيح.

ما ذكرته من ظروف شديدة كسبب لهذا القلق لا يمكن اعتبارها السبب الأساسي إنما يكون في الأصل لديك الاستعداد للقلق والعصاب النفسي، وهذا ما يسمى بالأسباب المرسبة، ثم أتت بعد ذلك الظروف الحياتية وهو ما يعرف بالظروف المهيئة.

من الأسس العلاجية الهامة في مثل حالتك هو التأكد أولاً من أن القلق أمر شائع -كما ذكرت سابقاً- ويمكن التخلص منه عن طريق ممارسة الاسترخاء النفسي ويمكن الاستعانة في ذلك ببعض الأشرطة المسجلة، كما أن التفكير الإيجابي ومحاولة تقليص السلبيات يساعد كثيراً، ويمكن أيضاً تناول بعض الأدوية الطبية المضادة للقلق مع ضرورة تجنب الأدوية ذات الطابع الإدماني من هذ المجموعة.

أرجو أن لا تقرني كثيراً بين الماضي والحاضر وأن تكون رؤيتك متفائلة للمستقبل، وما وصفتيه بالروتين الممل في الحياة يمكن للإنسان أن يجدد حياته ونشاطاته بأن يحدد أهداف وجوده والدور الذي يمكن أن يلعبه حيال نفسه وأسرته ومجتمعه والأمة قاطبة.

وفقك الله لكل خير..