السلام عليكم عمري 19 عاما، أعاني من فترة طويلة من آلام في الثدي، ووجود ورم قبل وبعد الدورة، وهذا طبيعي وسرعان ما يختفي، لكن هذه المرة استمر الألم أسبوعا حيث أني لا أستطيع ممارسة الرياضة من شدة الألم، ولاحظت تضخم الثدي عن حجمه السابق، إضافة إلى أن الدورة قد انتهت منذ حوالي أسبوعين، أخجل من الذهاب للطبيبة، ولا أريد إعلام أهلي بذلك، والوساوس تسيطر علي، ماذا أفعل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -أيتها الابنة العزيزة-، كما أتفهم حرجك وحياءك، لكن يجب ألا تجعلي من هذا الحياء حاجزا يمنعك من مراجعة الطبيبة عندما تكون هنالك حاجة، أو شكوى هامة، فالطبيبة هي أنثى مثلك، وهي معتادة على فحص النساء المتزوجات وغير المتزوجات، كما أشجعك على الاقتراب من والدتك أكثر، واتخاذها صديقة لك، فهي قد كانت يوما في مثل عمرك، وقد تكون مرت بما تمرين به الآن، وبخبرتها الواسعة وقلبها الكبير ستكون خير معين لك في هذه الظروف.

على كل حال أحب أن أطمئنك بأن سرطان الثدي هو مرض نادر الحدوث جدا قبل سن 25، وهو لا يسبب الألم في غالبية الحالات، وعادة ما يكون بجهة واحدة فقط، لذلك يمكن القول بأنه احتمال مستبعد عندك -بإذن الله تعالى-.

والاحتمال الأكبر لسبب حدوث الألم عندك هو تأثير الهرمونات على غدد الثدي، خاصة وأن ما تشعرين به كان له علاقة مع الدورة الشهرية، أما وأنه قد أستمر لفترة أطول الآن، فهذا لا يهم طالما أنه اختفى في النهاية، لكن إن استمر حدوث الألم بعد ذلك، واستمر شعورك بوجود تضخم في الثدي أو كتل، فقد تكون الحالة قد تحولت إلى حالة كيسات ليفية أو كيسات غدية في الثدي، وهي حالات ورمية لكنها سليمة 100%، وسببها أيضا الهرمونات المبيضية، وعلاجها يتبع حجمها وما تسببه من أعراض.

فإن شعرت بكتل في الثدي واستمرت هذه الكتل طوال الشهر، فهنا أنصحك بمراجعة الطبيبة المختصة لفحص الثدي، وعمل تصوير لمعرفة نوع الكتل، والتي أؤكد لك بأنها ستكون -إن وجدت- كتلا سليمة -إن شاء الله -، أما إن كانت أعراض والكتل تظهر ثم تختفي، فهذه العلامة لوحدها تعتبر مطمئنة، وهنا لا داعي لمراجعة الطبيبة، فهذا يعني بأنها احتقان مؤقت وليست أوراما -إن شاء الله تعالى-.

نسأله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما..