السلام عليكم أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاماً، لاحظت منذ 6 أشهر تقريباً كتلة صغيرة، لا أعلم موضعها بالضبط، وكيف أشرح هذا؟ فأتمنى أن تفهموني.

هذه الكتلة في الجهة اليسرى من الثدي الأيسر، لكن ليست بالثدي نفسه، فموضعها فوق عظم القفص الصدري الذي بين الثديين، لكنها موجودة فوق الأضلاع التي في الثدي الأيسر، أي تعتبر أنها بجانب الثدي أو بداخله، لكن ليست بنسيجية.

علماً أني أعاني من نحافة خلقية، (طبيعية)، فالعظم لدي بارز، والمهم هذه الكتلة لم أكن أشعر بوجودها، وفي يوم من الأيام كنت مستلقية، وبأول اكتشافي لها أحسستها بيدي، واستطعت تحريكها لكنها صلبة، فخفت جداً، وكان موعد الدورة الشهرية قريباً، وكنت خائفة جداً من وجودها، لكن بعد الدورة الشهرية لاحظت أنه تقلص حجمها.

علماً هي ما كانت تؤلمني أو ما شابه وغير صلبة، أي أصبحت لينة بالقليل، فأصبحت أضغط عليها كثيراً، ودخل الشك في أنه من الممكن أن يكون ورماً! بدأت أشعر بألمها عند الضغط عليها، ويكون الوجع مؤلماً أكثر قبل موعد الدورة الشهرية، لدرجة أني أشعر أيضاً أنه يكبر حجمها، وأشعر بوخز بها، وألم قبل موعد الدورة الشهرية ب 8-10 أيام، ويزداد كلما اقترب موعدها، لكن عند قدومها يزول كل شيء من ألم ووجع ووخز، وحجمها يقل.

أنا في حيرة من أمري، ما هي؟ هل هي ورم خبيث؟ فأنا خائفة، وهذا الخوف يراودني دائماً عند اقتراب الدورة الشهرية، وأبدأ أوسوس وأقول: إنها ورم، لدرجة أني أدخل بحزن مستمر بهذه الأيام، وأجزم على ذهابي للطبيب لكن عند زوال الأعراض أقول: لا داعي.

ماذا أفعل؟ انصحوني، وما هي برأيكم؟ هل هي خطيرة؟ دائماً أسمع من الأطباء أنه لا يمكن أن يكون هناك مرض سرطان الثدي بهذا الجيل، لكن في الأحيان أسمع أنه حدث لفتاة في جيل صغير هذا المرض، أشعر بخوف شديد جداً، لدرجة أنه إذا آلمني أي شيء في جسدي أفسره على أنه ورم.

ملاحظة: وزني ثابت منذ 9 أشهر، ولم أجد به أي تغيير؛ فأنا بطبيعة جسدي الوزن ثابت، هل إذا كان هناك ورم ينخفض الوزن؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك- يا ابنتي- ولك العذر في ذلك، فقد كثر تشخيص سرطان الثدي في الآونة الأخيرة، لكن الخبر الجيد هو أن زيادة عدد الإصابات بهذا المرض ليس ناجماً عن زيادة انتشار المرض، بل عن تحسن وسائل التشخيص وزيادة الوعي عند الفتيات والنساء بأهمية الشكف المبكر.

بالفعل- يا ابنتي- سرطان الثدي يعتبر نادر الحدوث جداً في مثل مرحلة عمرك، ومن خلال ما جاء من الوصف في رسالتك للكتلة التي تشعرين بها فالمرجح هو أن تكون عبارة عن غدة حليب مهاجرة، أي غدة حليب تشبه في تركيبها الغدد التي تتواجد في الثدي، لكنها ولسبب ما تموضعت خارج الثدي.

لذلك فإنها تصاب بنفس التغيرات التي تحدث في الثدي خلال الدورة، وتستجيب على هرمونات الدورة تماماً كما يستجيب الثدي نفسه، وهذه الحالة هي حالة خلقية، والكتلة سليمة وليس ورماً، ولا تتحول إلى سرطان.

إذاً - يا ابنتي- يبدو أن الأمر مطمئن عندك إن شاء الله تعالى، بمعنى الحالة عندك تبدو أنها سليمة، وغالباً هي ناتجة عن غدة حليب مهاجرة خارج الثدي، لكن يبقى من الأفضل دوماً عمل فحص عند الطبيبة للتأكد من ذلك.

أتمنى لك دوام الصحة والعافية دائماً..