سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | هل يدل قوله تعالى : ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) على أن للقرآن يدين ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | قول بعض الخطباء : في السماء ملكك وفي الأرض سلطانك وفي البحر عظمتك- سؤال وجواب | حكم قول : جزاك الله ألف خير
- سؤال وجواب | حكم التصرف في مال الغير لمنفعته بدون إذنه
- سؤال وجواب | أسباب كثرة التبول ليلاً ونهاراً وعلاجها
- سؤال وجواب | حكم لعن المعين
- سؤال وجواب | هل السفر يؤثر على عملية عظمة الركاب؟
- سؤال وجواب | هل يجوز أن يقال: شفاني الدواء؟
- سؤال وجواب | حكم قول: (يا بركة اسم الله)
- سؤال وجواب | للموكل أن يعزل الوكيل متى شاء
- سؤال وجواب | حكم القول بأن الحياة كذبة
- سؤال وجواب | حكم قول (يسعد دينك)
- سؤال وجواب | حكم تلقيح الفحل بإذن الراعي ودون علم صاحب الغنم
- سؤال وجواب | كتب أبوه البيت باسمه دون إخوته وظل يسكنه حتى مات
- سؤال وجواب | عبارات " أرجوك " " تحياتي " " أنعم صباحا " " أنعم مساءً "
- سؤال وجواب | استثمار الوكيل مال موكله وتربحه منه دون علمه
قال الله جل جلاله : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ).
فهل معنى ذلك أن للقرآن يدين حقيقيتين بكيفية مجهولة ؟!.
الحمد لله.
أولا : نزل القرآن بلسان عربي مبين ، وفيه من تفانين البلاغة ، وبراعة الأساليب ، وطرائق العرب في كلامها : ما يوجب فهمه وفق ذلك ، فيتعرف القارئ والمتأول : طرائق العرب في كلامها ، ومعاني مفردات ، ودلالات أساليبها ، قبل أن يقضي على في معنى القرآن بشيء من ذلك.
قال سيبويه رحمه الله : " العباد إنَّما كُلّموا بكلامهم ، وجاء القرآنُ على لغتهم وعلى ما يَعنون".
انتهى من " الكتاب " (1/331).
وقد عقد شيخ المفسرين ، ابن جرير الطبري ، في مقدمة تفسيره ، فصلا مهما في تقرير ذلك المعنى ، عنونه بقوله : " القولُ في البيانِ عن اتفاق معاني آي القرآن ، ومعاني منطِق مَنْ نزل بلسانه القرآن من وَجْه البيان - والدّلالة على أن ذلك من الله تعالى ذكره هو الحكمة البالغة - مع الإبانةِ عن فضْل المعنَى الذي به بَايَن القرآنُ سائرَ الكلام .
".
ينظر : "تفسير الطبري" (1/8) وما بعدها.
وقال الشاطبي رحمه الله : " الْقُرْآنَ عَرَبِيٌّ ، وَالسُّنَّةُ عَرَبِيَّةٌ ، لَا بِمَعْنَى أَنَّ الْقُرْآنَ يَشْتَمِلُ عَلَى أَلْفَاظٍ أَعْجَمِيَّةٍ فِي الْأَصْلِ أَوْ لَا يَشْتَمِلُ ؛ لِأَنَّ هَذَا مِنْ عِلْمِ النَّحْوِ وَاللُّغَةِ ، بَلْ بِمَعْنَى أَنَّهُ فِي أَلْفَاظِهِ وَمَعَانِيهِ وَأَسَالِيبِهِ عَرَبِيٌّ ، بِحَيْثُ إِذَا حُقِّقَ هَذَا التَّحْقِيقَ : سُلِكَ بِهِ فِي الِاسْتِنْبَاطِ مِنْهُ وَالِاسْتِدْلَالِ بِهِ ، مَسْلَكَ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي تَقْرِيرِ مَعَانِيهَا ، وَمَنَازِعِهَا فِي أنواع مخاطباتها خاصة ؛ فإن كثيرا مِنَ النَّاسِ يَأْخُذُونَ أَدِلَّةَ الْقُرْآنِ بِحَسَبِ مَا يُعْطِيهِ الْعَقْلُ فِيهَا ، لَا بِحَسَبِ مَا يُفهم مِنْ طَرِيقِ الْوَضْعِ ، وَفِي ذَلِكَ فَسَادٌ كَبِيرٌ وَخُرُوجٌ عَنْ مَقْصُودِ الشَّارِعِ " انتهى من " الموافقات " (1/39).
ثانيا : قول الله تعالى في وصف كتابه العزيز : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد ٍ) فصلت/ 41-42.
قال الشيخ السعدي رحمه الله : " ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ ) أي : يجحدون القرآن الكريم المذكر للعباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية والأخروية ، المُعلي لقدر من اتبعه ، ( لَمَّا جَاءَهُم ) نعمة من ربهم على يد أفضل الخلق وأكملهم.
(و) الحال ( إِنَّهُ لَكِتَابٌ ) جامع لأوصاف الكمال ( عَزِيزٌ ) أي : منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء ، ولهذا قال : ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) أي : لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن ، لا بسرقة ، ولا بإدخال ما ليس منه به ، ولا بزيادة ولا نقص ، فهو محفوظ في تنزيله ، محفوظة ألفاظه ومعانيه ، قد تكفل من أنزله بحفظه كما قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )" انتهى من " تفسير السعدي " (750).
ولا مدخل لهذه الآية في وصف القرآن ، في أن يوصف بأنه له يدٌ ، أو ليس له يدٌ ، أو نحو ذلك ، فإن الوصف باليد ، والرجل ، ونحو ذلك : إنما هي من أوصاف الذوات ، والقرآن : كلام الله ، وهو صفة من صفات الله ، والصفة لا توصف بأن لها يدًا ، أو ليس لها يدٌ ، فهذا فهم أجنبي من كلام العرب ، لا يتطرق إلى لغاتها بوجه ؛ وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم ، في وصف قرب الساعة : (.
بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ) ، في أحاديث كثيرة ، ومتنوعة ؛ فهل يعني ذلك : أن للساعة ، وهي القيامة : يدًا ، أو رجلاً ، أو ليس لها يدٌ ، أو رجلٌ ؟! قال أبو المظفر السمعاني ، رحمه الله : "وَقَوله : ( من بَين يَدَيْهِ ) أَي : قبل النُّزُول ، فَإِن الرُّسُل بشرت بِالْقُرْآنِ ، فَلَا يَأْتِيهِ مَا يدحضه ويبطله ( وَلَا من خَلفه ) أَي : بعد النُّزُول ، وَمَعْنَاهُ : أَنه لَا يَأْتِيهِ كتاب ينسخه " انتهى من " تفسير السمعاني" (5/56).
وقال ابن عطية رحمه الله : "ما تقدم الشيء : فهو بين يديه ، وما تأخر عنه : فهو خلفه ".
انتهى من " المحرر الوجيز" (2/542).
وقال أيضا : " وقوله : ( مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) ، معناه : ليس فيما تقدمه من الكتب ما يبطل شيئا منه.
وقوله : ( وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) ، أي : ليس يأتي بعده من نظر ناظر ، وفكرة عاقل : ما يُبطل أشياء منه.
والمراد باللفظ على الجملة : لا يأتيه الباطل من جهة من الجهات ".
انتهى من " المحرر الوجيز " (5/19).
وينظر أيضا : " تفسير الطبري " (21/ 480) ، " تفسير ابن عطية " (1/161) ، " البحر المحيط " ، لأبي حيان (9/311) ، " تفسير ابن كثير " (7/183) ، " غريب القرآن " لابن قتيبة (389) ، " لسان العرب " لابن منظور (5/375، 15/424) دار صادر.
والله تعالى أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم قول : قبح الله وجهك .- سؤال وجواب | ساعة وساعة
- سؤال وجواب | ما حكم عبارة: أكره الدقائق أو أكره الثواني لأنها قصيرة؟
- سؤال وجواب | كيف أقوم بتقويم سلوك ابني؟
- سؤال وجواب | للولد فسخ الوكالة إذا وكل أباه
- سؤال وجواب | عبارة " فلان المرحوم " " انتقل إلى رحمة الله " " تغمده الله برحمته "
- سؤال وجواب | الوكيل غير ضامن ما لم يفرط أو يتعدى
- سؤال وجواب | هجرها زوجها مدة طويلة برضاها فهل هي تأثم بعدم طلب الطلاق ؟
- سؤال وجواب | ما مدى صحة مقولة؛ الشر يعم و الخير يخص؟
- سؤال وجواب | أحس بسخونة في جسمي وثقل في عنقي عند سماع الرقية!
- سؤال وجواب | التوكيل في الصدقة على اليتيم
- سؤال وجواب | حكم عبارة "حرية الفكر"
- سؤال وجواب | الإذن في استعمال الأشياء لا يعني الهبة
- سؤال وجواب | هل يحق لمندوب المشتريات أخذ ما يعطيه له البائع
- سؤال وجواب | هل يجوز أن يُطلق على شخص مسلم لقب " أهل الكتاب " ؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا