سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | كيف نفهم معنى كون الحرم آمناً لمن دخله مع وجود ما حصل فيه من قتل وإيذاء ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل يسبب علاج الزيلاكس الهوس؟- سؤال وجواب | نية الحالف تخصص لفظه العام وتقيد لفظه المطلق
- سؤال وجواب | التصريح بصلاحية لحوم الخنازير لا يجوز
- سؤال وجواب | ما مدى صحة استدلال بعض الناس بآيات قرآنية على وجود رجال حور عين للنساء في الجنة ؟
- سؤال وجواب | لا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله
- سؤال وجواب | أعجبت بفتاة هل أتقدم لها رغم حالتي، أم أنتظر إلى ما بعد التخرج؟
- سؤال وجواب | هل لي أن أستعمل دواء لوريناز لفترة طويلة؟
- سؤال وجواب | علاقة الزبروكسات بالخمول وأدوية الرهاب البديلة غير المؤثرة على اليقظة
- سؤال وجواب | التعبير بالفعل المضارع في قوله تعالى: {والسلام عليه يوم ولد، ويوم يموت}، واختلاف العبارة بين يحيى وعيسى عليهما السلام .
- سؤال وجواب | إضاءات حول حديث علي لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق
- سؤال وجواب | تخيل محاسن امرأة بين الجواز والحرمة
- سؤال وجواب | منذ بلوغي أعاني من اضطراب في الدورة الشهرية، فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | طفلي يعاني من مغص وغازات فهل الحليب الصناعي هو السبب؟
- سؤال وجواب | تفسير قول الله تعالى: ( وكان عرشه على الماء )
- سؤال وجواب | أمي ترفض شابا تقدم لي بسبب شكله، ماذا أفعل؟
هناك عدة آيات في القرآن تتحدث عن أمن مكة ، كالآية التي تقول بأن مكة هي البلد الأمين ، ولا أتذكر ما إذا كان هناك حديث أو آية قرآنية أيضاً تقول بأن من دخل مكة كان آمناً ، وقيل أيضا في أحد الأحاديث بأن الدجال لن يتمكن من دخول مكة ، وبأن الملائكة تحرس طرق الدخول للمدينة ، ولهذا فبوجه عام يمكنني الفهم بأن المقصود بأمن مكة هو الأمن المادي الذي يكفله الله سبحانه وتعالى ، لكني مع هذا أشعر بأنه يمكن أن يكون استنتاجا خاطئا ، لأنه حدث في الماضي قتال داخل مكة ، وقد روي عن قتل مسلمين داخل الكعبة المشرفة.
ولهذا فإن السؤال هو : هل " الأمن " المذكور في القرآن والسنَّة يعنى : تحريم القتل داخل المنطقة الحرام وليس وعداً بأمن مادي ؟.
وأنا - والحمد لله - أبعد ما أكون عن الشك في مصداقية وعود الله - والعياذ بالله - لكني فقط غير متأكد من الفهم الصحيح للمعنى .
.
الحمد لله.
أولاً: ما ذكرتَه أخي السائل في مقدمة سؤالك قد جاء النص عليه في الكتاب والسنَّة الصحيحة ، وإليكه بترتيبك : 1.
قال تعالى ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.
وَطُورِ سِينِينَ.
وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) التين/ 1 – 3.
قال البيضاوي – رحمه الله - : ( وهذا البلد الأمين ) أي : الآمن ، من أمُن الرجل أمانة فهو أمين ، أو المأمون فيه ، يأمن فيه من دخله ، والمراد به مكة.
" تفسير البيضاوى " ( 5 / 507 ).
2.
( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ.
فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) آل عمران/ 96 ، 97.
3.
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ؛ لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ ).
رواه البخاري ( 1782 ) ومسلم ( 2943 ).
النقاب : الطرق.
ثانياً: الأمن الذي ذكره الله تعالى من خصائص بيته المحرَّم ، قد ذكر العلماء رحمهم الله له معاني كثيرة ، منها الضعيف ، ومنها القوي المقبول.
ومن أضعف الأقوال : قول من قال إن من دخل الحرم أمِن من عذاب الآخرة !.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ومَن ظن أنَّ مَن دخل الحرم كان آمناً من عذاب الآخرة مع ترك الفرائض من الصلاة وغيرها ومع ارتكاب المحارم : فقد خالف إجماع المسلمين ، فقد دخل البيت من الكفار والمنافقين والفاسقين مَن هو مِن أهل النار بإجماع المسلمين.
" مجموع الفتاوى " ( 18 / 344 ).
وأشهر معاني " الأمن " المقبولة : 1.
أن الأمن في الحرم في الجاهلية ، وهو الأمن على النفس للداخل فيه ، من القتل والإيذاء من الجبابرة ، وممن هو فيه من الناس ، كولِيِّ من قتله.
2.
وأيضاً : الأمن على البيت الحرام أن يصيبه خسف أو هدم عقوبة من الله تعالى ، وهو ما امتنَّ الله تعالى به على أهل الحرم في الجاهلية.
قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) العنكبوت/ 67.
قال الإمام الطبري - رحمه الله - : يعني بقوله ( آمِناً ) : آمناً من الجبابرة وغيرهم ، أن يُسلَّطوا عليه ، ومِن عقوبة الله أن تناله كما تنال سائر البلدان ، من خسف ، وائتفاك ، وغرق ، وغير ذلك من سخط الله ومثلاته - أي : عقوباته - التي تصيب سائر البلاد غيره.
" تفسير الطبري " ( 2 / 44 ، 45 ).
والائتفاك : هو العذاب الشديد.
وقد ذكر ابن العربي المالكي رحمه الله في معنى " الأمن " أقوالاً ، القول الثاني منها : أن " من دخله كان آمناً من التشفي والانتقام ، كما كانت العرب تفعله فيمن أناب إليه من تركها لحقٍّ يكون لها عليه.
" أحكام القرآن " ( 1 / 69 ).
وهو القول الذي رجحه ، قال : والصحيح فيه : القول الثاني ، وهذا إخبار من الله تعالى عن منَّته على عباده ، حيث قرر في قلوب العرب تعظيم هذا البيت ، وتأمين من لجأ إليه ; إجابة لدعوة إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين أنزل به أهله وولده ، فتوقع عليهم الاستطالة ، فدعا أن يكون آمنا لهم ، فاستجيب دعاؤه.
" أحكام القرآن " ( 1 / 69 ).
ولمَّا كان الحرم آمناً جاءت أهلَه الثمرات من كل مكان ، رزقاً من رب العالمين ، واستجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام.
قال تعالى : ( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا ) القَصَص/ 57.
3.
أن الأمن المراد في الآية الثانية المذكورة سابقاً أنه خبر بمعنى الإنشاء ، والإنشاء هنا هو الأمر بتأمين من يدخل الحرم ، فليس خبراً مجرداً كما هو الحال في وصفه أيام الجاهلية ، أو في آخر الزمان أنه يأمن فيه داخله من الدجال.
ولا أحد ينكر ما حصل في الحرم لبيته ولأهله ، من الهدم والقتل ، وحاشاه أن يكون خبراً مجرَّداً في الإسلام ، والواقع يشهد بعدم وجود أمان لمن دخله في أزمان عديدة.
وكلا المعنيين يحتمله قوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ) البقرة/ 125.
قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله - : والمراد من " الجعل " في الآية : إما الجعل التكويني ؛ لأن ذلك قدَّره الله ، وأوجد أسبابه ، فاستقر ذلك بين أهل الجاهلية ، ويسَّرهم إلى تعظيمه.
وإما " الجعل " : أن أمر الله إبراهيم بذلك ، فأبلغه إبراهيم ابنَه إسماعيل ، وبثه في ذريته ، فتلقاه أعقابهم تلقي الأمور المسلَّمة ، فدام ذلك الأمن في العصور والأجيال ، من عهد إبراهيم عليه السلام إلى أن أغنى الله عنه بما شرع من أحكام الأمن في الإسلام في كل مكان ، وتم مراد الله تعالى.
فلا يريبكم ما حدث في المسجد الحرام من الخوف ، في حصار " الحجَّاج " في فتنة " ابن الزبير " ، ولا ما حدث فيه من الرعب والقتل والنهب في زمن " القرامطة " حين غزاه الحسن ابن بهرام الجنابي - نسبة إلى بلدة يقال لها جنَّابة ، بتشديد النون - كبير القرامطة ، إذ قتل بمكة آلافاً من الناس ، وكان يقول لهم : " يا كلاب ، أليس قال لكم محمد المكي : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) آل عمران: من الآية 97 ، أيُّ أمنٍ هنا ؟! " ، وهو جاهل غبي ؛ لأن الله أراد الأمر بأن يجعل المسجد الحرام مأمناً في مدة الجاهلية ، إذ لم يكن للناس وازع عن الظلم ، أو هو خبر مراد به الأمر مثل ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) البقرة/ 228.
" التحرير والتنوير " ( 1 / 690 ، 691 ).
فتحصَّل لنا أن معنى " الأمن " في الحرم : 1.
أن يكون خبراً مجرداً ، وله أحوال : أ.
أمن البيت في الجاهلية من الهدم والغرق والخسف.
ب.
أمن أهله في الجاهلية من القتل من الجبابرة ، وأمن داخله من الناس ، فكان الرجل يرى قاتل والده ولا يمسه بسوء ولا يخيفه.
ج.
أمن أهله في الإسلام من فتنة الدجال.
2.
أن يكون خبراً بمعنى الإنشاء ، والمراد به : الأمر بتأمين من كان فيه من الناس داخله.
ونرجو بما قلناه أن يكون قد زال عندك الإشكال في معنى " الأمن " في الحرم ، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | طفلي يعاني من مغص وغازات فهل الحليب الصناعي هو السبب؟- سؤال وجواب | تفسير قول الله تعالى: ( وكان عرشه على الماء )
- سؤال وجواب | أمي ترفض شابا تقدم لي بسبب شكله، ماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | هل سألتقي في الجنة بمن أحببته في الدنيا ولم يقدر لي الزواج منه؟
- سؤال وجواب | هل للابن أن يأخذ من تركة أبيه بقدر ما زوج به إخوته في حياته؟
- سؤال وجواب | أعاني من آلام الرقبة والكتف الأيسر فما أسبابه وعلاجه؟
- سؤال وجواب | الدورة الشهرية يتغير موعدها في كل شهر فهل هذا طبيعي؟
- سؤال وجواب | أعاني من قلق وتوتر وتعرق ووخز في الجسم وألم خلف الرقبة
- سؤال وجواب | نبضات الرأس والدوخة هل هي أعراض مرض فقر الدم؟
- سؤال وجواب | لا أريد الالتحاق بالجامعة، ما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | آلام ونبض قوي في القلب عند الاستلقاء والجهد، فما سببه؟
- سؤال وجواب | لفظ اللسان بالذكر هل يعد ذكرا وإن وقع سرا
- سؤال وجواب | كيفية تحبيب الولد في المذاكرة في ظل ضعف تركيزه وحبه للعب
- سؤال وجواب | هل الكلوميد والمنشطات تسبب سن اليأس المبكر؟
- سؤال وجواب | واجب من خشي إساءة الظنّ به بسبب رؤيتهم له مع امرأة
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا