السلام عليكم.

أنا أم منفصلة عن زوجي، وعندي ولد عمره 8 سنوات يعيش معي، منذ أشهر تقريبا لاحظت على ولدي رجفة في يده اليمنى عند الكتابة، وعندما أسأله يقول: إنها تؤلمه، ولكن مع الوقت، وجدت أن يده اليسرى أيضا فيها رعشة، ولكن متقطعة، وتكون الرعشة في أوقات غير الكتابة، لكن ليس طوال الوقت، وحتى إذا مسكت يده ترتعش.

خلال هذا الأسبوع لاحظت حركة في رأسه يقوم بتحريك رقبته من جهة واحدة، وإذا سألته يقول: إنها تؤلمه، وأيضا لاحظت حركة في رجله اليسرى تقريبا كل دقيقة تنفض رجله، فلا أعلم ما هي هذه الحركات؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة / أم صالح حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: نسأل الله لك العافية ولابنك الشفاء، وجزاك الله خيرًا على ثقتك في في موقعنا سؤال وجواب.

الحركات اللاإرادية أسبابها كثيرة ومتعددة، هنالك أسباب نفسية، وهنالك أسباب عضوية، لكن في حالة الأطفال يجب أن نكون أكثر حرصًا وتدقيقًا لمعرفة إن كان السبب عضويًا أم لا، ففي بعض الأحيان يكون الاضطراب البسيط في كهرباء الدماغ من الأسباب المعروفة التي قد تؤدي إلى رعشة في الأطراف، وانقباضات وانبساطات في الجسم، لكن الصورة التي وصفتها هنا حول الحركات اللاإرادية التي تحدث لهذا الابن – حفظه الله – وما يتبعها من شعور بالألم لا ينطبق عليها حقيقة ما نشاهده ونلاحظه حين تكون الحالة ناتجة من اضطراب في كهرباء الدماغ.

أنا حقيقة أفضل بل أوصي أن تعرضي ابنك على أخصائي في طب الأطفال، ويكون متخصصًا في طب الأعصاب كتخصص دقيق، فهنالك أطباء متخصصون في طب الأطفال، وفي ذات الوقت لديهم معرفة كبيرة جدًّا للحالات العصبية في الأطفال.

هذا سيكون أفضل والطبيب سوف يقوم بمعاينة الطب وفحصه فحصًا دقيقًا، وربما يجري له بعض الفحوصات وذلك حتى يصل إلى التشخيص المطلوب.

سيكون من الجميل إذا قمت بتصوير هذه الحركات اللاإرادية التي تحدث لهذا الابن.

قومي بتصويرها عن طريق التليفون مثلاً، واحملي المقاطع المصورة إلى الطبيب، لأن هذا يسهل على الطبيب كثيرًا، فهذه الحركات ربما لا تحدث أمام الطبيب في وقت الفحص، ولكن تصويرها وعرضها عليه أعتقد أن ذلك سوف يعطي الطبيب أرضية قوية جدًّا ليصل إلى التشخيص الصحيح.

في ذات الوقت أرجو أن تطمئني طفلك، وحاولي أن تشعريه بالأمان - هذا مهم جدًّا – وإن شاء الله تعالى أنت قادرة وجديرة بأن تنشئي ابنك التنشئة الصحيحة، وانفصال الوالدين ربما يكون له تبعات سلبية على الأبناء، لكن الأب أو الأم الذي يقوم أو التي تقوم برعاية الطفل بعد الاتفاق ما بين الوالدين بعد الانفصال أعتقد أنه إذا اتخذ المنهج الصحيح في التربية والإرشاد والتوجيه للطفل، فلن يحدث له إن شاء الله أي مكروه أو خلل تربوي، وأنا على ثقة تامة أنك جديرة بهذا.

ونصيحتي لك هي أن تذهبي به إلى الطبيب، والحمد لله تعالى المملكة بها الكثير من المختصين في مراكز علاجية كثيرة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له الشفاء والعافية..