السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أعاني من التأتاة منذ طفولتي، والآن عمري 22 سنة، فهي تأتي شديدة في أوقات، وأوقات تأتي خفيفة، راجعت الكثير من عيادات التخاطب ولكن لا فائدة.

فقط تمارين عادية على التنفس لم أحصل على فائدة معهم نهائياً.

أخبرت طبيباً عبر الإنترنت فقال لي: تحتاج إلى زيارة طبيب نفسي وليس استشاري نفسي، لأنك تحتاج إلى دواء، وفعلاً منذ أسبوعين وأنا أراجع الطبيب النفسي.

في البداية وصف لي دواء اسمه Serenace haloperidol 1.
5mg وأخذته 3مرات في اليوم ولا فائدة يسبب النعاس الشديد، وفي الأمس راجعت الطبيب مرة أخرى ووصف لي دواء مختلفاً اسمه ( زبركسا ) الحبة 10 غرام، ولكن قال لي: تأخذ نصف الحبة مساءً فقط، مرة واحدة.

فما هو رأيكم بهذا الدواء؟ وهل الجرعة صحيحة (نصف حبة مساءً فقط لمعالجة التأتأة) ؟ وهل هناك أدوية أخرى مفيدة كذلك؟ بانتظار الرد ولكم جزيل الشكر.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا بد أن أذكرك بأن التأتأة واحدة من الوسائل الجيدة لعلاجها وهو أن يحاول الإنسان أن يقلل من انفعالاته وغضبه؛ لأن القلق والتوتر والانفعال مرتبط بالتأكيد بالتأتأة، والإنسان يحاول أن يكون مسترخيّاً، ويجب أن تحاول أن تتكلم ببطء، ويجب أن تحدد الأحرف التي تجد صعوبة في نطقها واكتب خمسين كلمة تبدأ بكل حرف تعاني صعوبة في نطقه، ثم بعد ذلك كرر هذه الكلمات بصوت عالٍ وسجلها واستمع لنفسك.

لا شك أنك مدرك تماماً أن القراءة بصوت عالٍ تعتبر مفيدة جدّاً، وأنا أحتم بأن تقوم بتسجيل صوتك ثم الاستماع لنفسك، فهذا يعود بفائدة عظيمة لأن الإنسان حين يجد نفسه منطلقاً في الكلام يشجعه كثيراً؛ لأن الكثير من الذين يعانون من التأتأة يراقبون أنفسهم بصورة مطلقة ويحدث لهم نوع من القلق الداخلي وتكون هنالك مبالغة في مشاعرهم ومراقبتهم لأنفسهم، وهذا بالطبع يزيد من التأتأة.

ولكن الإنسان حين يكتشف أن أداءه جيد وأفضل مما كان يتصور فهذا بالطبع يعود بعائد إيجابي جدّاً على طريقته في التخاطب.

التمارين التي نصحك بها أخصائي التخاطب وهي تمارين التنفس تعتبر مفيدة جدّاً، فأرجو ألا تعتقد أنها ليست ذات فائدة، هي ذات فائدة عظيمة ولكنها تتطلب الالتزام وتتطلب المواصلة، ولابد لك أن تعرف قيمتها العلاجية؛ فهي تؤدي في استرخاء في عضلات التخاطب وهذا يساعد كثيراً، كما أنها تطيل من نفس الإنسان، فأرجو ألا تيأس منها وأرجو أن تقتنع أنها مفيدة لك.

أيضاً تعلم القرآن الكريم والتجويد ومخارج الحروف، فهذا وجد أنه ذو فائدة عظيمة جدّاً في طلاقة اللسان، فأرجو أن تكون حريصاً على هذا الجانب.

يأتي بعد ذلك جانب الأدوية والتي حقيقة يوجد هنالك خلاف في فائدتها فبعض الناس يستفيدون منها وبعضهم لا يستفيد منها، ودواء ( الهلوبريدون) الذي ذكرته هو أكثر الأدوية فعالية.

أشير إلى أنه يفيد في التأتأة، ولكن الجرعة المطلوبة ليست بهذه الجرعة الكبيرة ( 1.
5 مليجرام ) ثلاث مرات في اليوم.

فأنا أرى أن نصف مليجرام صباحاً ونصف مليجرام مساءً يعتبر كافياً جدّاً لكثير من الناس.

هنالك دواء آخر يعرف باسم ( أوراب Orap ) بجرعة واحد مليجرام ربما يكون مفيداً.

وعموماً كل الأدوية التي تقلل القلق مثل ( موتيفال ) و( فلونكسول ) تعتبر أيضاً مساعدة للكثير من الناس.

أنا لا أريد منك أن تعتمد اعتماداً مطلقاً على الأدوية، فهذا ليس صحيحاً، تطبيق الإرشادات السابقة يعتبر هو المرتكز الأساسي للعلاج، وبالطبع الأدوية سوف تساعد.

أما بالنسبة للدواء الذي وصفه لك الطبيب ( زبركسا ) من الأدوية الحديثة ولكنه دواء قوي ويستعمل في حالات الأمراض الذهانية، فهو دواء أصلاً لعلاج مرض الفصام أو لعلاج مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فمع احترامي الشديد للطبيب الذي وصف لك هذا الدواء لا أعتقد أن هنالك أي داعٍ لاستعمال هذا الدواء، وكما تعلم هو مكلف جدّاً ويزيد الوزن أيضاً.

ربما يكون للطبيب المستند العلمي الذي يؤيد ذلك، ولكن فيما أعرف أنه لا يستعمل لهذه الحالات، فربما يكون الطبيب استعمله كمخفف للقلق والتوتر، ولكن حقيقة الأدوية السابقة هي أبسط وأفضل.

فإما أن ترجع إلى ( الهلوبريدون ) أو تستعمل الأوراب أو الموتيفال أو الفلونكسول، فلا أعتقد أن هنالك حاجة حقيقة لأن تستعمل الزبركسا.

هنالك من يستعمل أيضاً الأدوية المضادة للاكتئاب مثل ( تفرانيل ) بجرعة 25 مليجرام وجد أنه أيضاً مفيد، وهنالك دراسة حديثة تشير أن ( زيروكسات ) وهو دواء يستعمل لعلاج القلق والمخاوف والتوتر والوساوس القهرية وجد أنه أيضاً يساعد في تخفيف التأتأة وذلك لما يسببه من استرخاء ومقاومة للخوف الداخلي، وجرعته هي نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم يمكن أن ترفع إلى حبة واحدة وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم تخفض إلى نصف حبة يوميّاً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه.

هذه كلها خيارات، وهنالك أيضاً من يستعمل العقار الذي يعرف باسم ( إندرال ) فهو يفيد لأنه يقلل من الخفقان وتسارع ضربات القلب الذي يكون مصاحباً للقلق الذي ربما يؤدي لبعض الناس إلى التأتأة.

إذن أيضاً هو خيار.

لا أحد يستطيع أن يقول أن هنالك دواء بعينه يمكن أن يعالج التأتأة، فهذه كلها محاولات، وهذه كلها خيارات وما يناسب شخصاً ما ربما لا يناسب الشخص الآخر، ولكن أرجو وأركز أن الإرشادات السابقة تعتبر مهمة جدّاً.

أرجو ألا تعيش تحت وطأة الخوف وتقليل قيمة الذات وأن تحس بأنك معاق، فأنت لست معاقاً أبداً فهذه مجرد ظاهرة بسيطة.

أسأل الله لك العافية والتوفيق.

وبالله التوفيق.
.