السلام عليكم.

أعاني من بعض المشكلات بسبب اضطراب ما بعد الصدمة، وأنا الآن آخذ علاجا الزولفت قرصا ٥٠ منذ ٣ أسابيع.

أنا الآن في الصف الثالث الثانوي، لا أستطيع أن أستوعب ما يشرحه المعلم، أفهم كل كلمة أو جملة قصيرة بمفردها، ولكن ليس الجمل الطويلة، كأن استيعابي لفترة زمنية قصيرة ثم ينقطع، وكذلك عندما أفكر في حل مسألة رياضية، وذاكرتي ضعيفة بشكل ملحوظ لدرجة أنني قد أنسى الطريق المؤدي إلى مكان قد ذهبت إليه مرات عديدة، وكذلك القرآن والدروس، ولا أستطيع القيام بالأعمال المنزلية، أو الاهتمام بنفسي، حيث أن أي عمل يجده الجميع سهلا أفعله بصعوبة.

ليست لمشكلة في جسدي، بل عقلي، فهو يشعرني بالعجز، وأعاني من التفاعل مع الآخرين، فلا أستطيع تحليل كلامهم جيدا، ولا التعبير عما أريد، وكأنني لا أجد كلمات.

وجزاكم الله خيرا...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونرحب بك في موقعنا.

لديك استشارات سابقة حول إصابتك بعصاب ما بعد الصدمة، وقد أجاب عليها الدكتور عبد العزيز أحمد عمر، جزاه الله خيرًا.

من ناحيتي أقول لك أن موضوع تشتت الذهن وضعف التركيز هو ناتج من القلق، والقلق كثيرًا ما يؤدي إلى إجهاد نفسي.

الذي أنصحك به هو ما نصحك به الدكتور عبد العزيز فيما يتعلق بالدواء، والـ (سيرترالين) قطعًا دواء ممتاز جدًّا، فقومي برفع الجرعة عند الوقت الذي حدده لك الدكتور عبد العزيز.

الأمر الآخر هو: حاجتك لأن تُنظمي الوقت، وأول ما أنصحك به هو النوم الليلي المبكّر، هذا مهمٌّ جدًّا، يمكن الساعة الثامنة أو التاسعة بالأكثر، يجب أن تكوني على السرير، وكوني في حالة مزاجية طيبة، طبّقي تمارين استرخاء، تمارين التنفس المتدرّجة ممتازة جدًّا.

صفة هذا التمرين: وأنتِ في حالة استرخاء تام على الفراش أغمضي عينيك قليلاً، ثم افتحي فمك أيضًا قليلاً، وضعي يديك على جنبيك أو على صدرك دون ضغط شديد، ثم خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف – وهذا هو الشهيق – ويجب أن يستغرق هذا الشهيق حاولي سبع إلى ثمان ثوانٍ، وبعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربعة ثوانٍ، وهذا مهمٌّ جدًّا، لأن مسك الهواء يجعل الأكسجين ينتشر في الجسم بصورة ممتازة جدًّا، وهذا يؤدي إلى الاسترخاء، وبعد ذلك انتقلي إلى الزفير – أي إخراج الهواء عن طريق الفم، ويكون ذلك أيضًا بقوة وببطء، ولمدة لا تقل عن سبع إلى ثمان ثوانٍ.

هذا التمرين تُكرريه ستُّ مراتٍ متتالية، وسوف تحسّين باسترخاء ممتاز، بعد ذلك تقرئي أذكار النوم بكل تدبُّر، وتنامي إن شاء الله تعالى.

النوم الليلي المبكّر بالكيفية التي ذكرناها لك يزيل القلق، يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، يجعلك تستيقظين مبكًّرا، تصلين الفجر في وقته، وقطعًا سوف تكونين إن شاء الله في قمة التفاؤل، لأن البكور فيه بركة كثيرة جدًّا، بعد ذلك مثلاً تقومي بالاستحمام، تتناولي كوبًا من الشاي، وتجلسين لتُذاكري لمدة ساعة إلى ساعة ونصف قبل الذهاب إلى مرفقك الدراسي.

هذا الإنجاز الكبير في فترة الصباح وفي وقتٍ يكونُ فيه الاستيعاب على أحسن ما يكون سوف يُسهّل لك بقية اليوم، سوف تجدين أن استيعابك ممتاز جدًّا في متابعة المعلّم، سوف تجدين أنك في راحة نفسية كبيرة.

وبعد أن ترجعي من مدرستك خذي قسطًا من الراحة، تناولي الغداء، وبعد ذلك يمكن أن تبدئي الدراسة مرة أخرى لمدة ساعتين مثلاً.

احرصي على وردك القرآني.

وبجانب التمارين الاسترخائية لابد من أن تمارسي تمارين رياضية، تمارين مثلاً نط الحبل داخل البيت، أو أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.

وأريدك أيضًا أن تُرفّهي عن نفسك بأشياء جميلة، وأن يكون لديك خيال خصب، يكون فيه تأمُّل للمستقبل بأملٍ وإشراق ورجاء.

أنت صغيرة في السنّ، وإن شاء الله تعالى أمامك أيام طيبة، كوني بارَّة بوالديك، كوني مشاركة لأسرتك، تواصلي مع الصالحات من زميلاتك من البنات، وهكذا، الحياة طيبة وجميلة، وإن شاء الله تعالى إنِ اتبعت ما ذكرتُه لك وتناولت الدواء بالصورة التي وصفها لك الدكتور عبد العزيز سوف تحسّين براحة بالٍ كبيرة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك وثقتك في في موقعنا سؤال وجواب..