السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب بعمر 17 سنة، كنت أعيش حياة طبيعية جداً، ولكن منذ تقريباً ستة أشهر بدأت تظهر أفكار في دماغي منافية للواقع، وكانت تزداد شيئاً فشيئاً.

منذ أسبوع ظهرت فكرة ستؤدي بي إلى الانتحار، وأنا الآن أحاول كبت نفسي لمنع ذلك، وهذه الفكرة تقول لي: إنه لا وجود للحياة، وإن كل ما تراه وتسمعه وهم ولا وجود له -والعياذ بالله -.

أنا لا أستطيع كبت أو إيقاف مثل هذه الأفكار، وقبل كتابتي للرسالة هذه كنت أبكي وأتألم، حتى إنني اعتقدت بأنني مجنون، وأنني لا أستطيع متابعة الحياة، ولا أستطيع أخذ شهادة الثانوية العامة.

أرجو المساعدة؛ لأنني فعلاً أتألم...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة جداً، وإن شاء الله تعالى لن تقدم أبداً على الانتحار أو حتى التفكير فيه، لعن الله الانتحار، فهو حرام قطعاً ومآل المنتحر معروف، والحق عز وجل يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، فيا أيها الابن العزيز: اطمئن، نعم هذه الأفكار التي تنتابك هي أفكار مؤلمة للنفس، ولكن ببساطة هي أفكار وسواسية ليس أكثر من ذلك، والوسواس يأتي تماماً في هذه الصورة، وأنا أبشرك بأن العلاج موجود، هنالك علاجات دوائية سوف تساعدك كثيراً، تفتت -إن شاء الله - هذه الأفكار، وترجع لسعادتك وارتياحك ويزول عنك هذا الذي بك.

أيها الفاضل الكريم: تحدث مع والدك ليذهب بك إلى الطبيب، لتتناول أحد الأدوية الممتازة المضادة للوساوس: عقار فافرين والذي يعرف باسم فلوفكسمين سيكون هو الأنسب لك، تبدأ ب 50 مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أيام، ثم اجعلها 100 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 200 مليجراما ليلاً، وهذه هي الجرعة العلاجية الممتازة التي تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها 100مليجراما ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم 50 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 50 مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هنالك أدوية أخرى كثيرة لكن الفافرين سيكون هو الأنسب والأفضل بالنسبة لعمرك.

إذاً لا تتأخر أبداً عن تناول العلاج الدوائي، واصرف انتباهك عن هذه الأفكار لا تناقشها بل حقرها، وارفضها وأكثر من الدعاء والاستغفار، مارس تمارين الاسترخاء مثل: تمارين التنفس المتدرجة، وفي موقعنا سؤال وجواب لديها استشارة تحت الرقم أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها من إرشادات، لا تجلس وحدك، تفاعل مع من هم حولك، وأنا على ثقة تامة أنك سوف تأخذ الشهادة وإن شاء الله تعالى تكون من المتفوقين والمتميزين، هي مجرد أفكار وسواسية وليس أكثر من ذلك، وسوف تزول عنك بإذن الله تعالى.

والله الموفق..