السلام عليكم أشكر الإخوة القائمين على هذا الموقع الرائع.

مشكلتي تغيرت أو بالأحرى تحسنت قليلا، فقد مررت بنوبة اكتئاب شديدة، بعدها أخذت (الأنافرانيل 25) ولا زلت مستمرا عليه، وتناولت أيضا (الأوميغا 3).

بعد نوبة الاكتئاب بدأت تأتيني أفكار تسحبني من الواقع، إلا أني أقاومها، لكن أشعر أني لست كالسابق، ففي السابق كنت أدور وأسعد نفسي بأبسط الأشياء، والآن أنا لست سعيدا، وأفكر بوضعي دائما، وهذه الأفكار التي تأتيني أتعايش معها، لدرجة أشعر أني تائه عن هذه الدنيا، ولا أعلم ماذا حل بي، ولكني لست لبقا كما كنت في السابق، وثقتي بنفسي قليلة جدا، ولا أمزح كالسابق...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الفاضل: من آثار الاكتئاب النفسي يجعلك تشعر بأن الأشياء الجميلة قد فقدت طعمها، وأصبحت لا تتذوقها، كما أن الدافعية الإيجابية تقل كثيرًا، ويكون الإنسان انسحابيا وسلبيا.

أعتقد هذا هو الذي يسيطر عليك الآن، ومثل هذا الفكر يجب أن يُرفض، لأن ما يُعرف بالمكون الفكري، أو المكوّن المعرفي للاكتئاب هو الذي يجعل المشاعر سلبية، يعني ليست المشاعر السلبية هي التي تُغيِّر الأفكار وتجعلها أيضًا متشائمة وسلبية، لا، الفكر السلبي هو الذي يكون الأساس في تغيير المشاعر وتجعلها سلبية.

فإذًا تصحيح الأفكار مهم ومهم جدًّا، اجرد حياتك وسوف تجد فيها أشياء طيبة وجميلة جدًّا، أحسن إدارة وقتك، اجعل لنفسك أهداف، وضع الآليات التي توصلك لهذه الأهداف، وأنصحك أيضًا بأن تحرص على أمور دينك، خاصة الفرائض يجب أن تكون في وقتها.

هذه هي الخطوط العريضة التي تسترشد بها، وهي بالفعل من أكبر مضادات الاكتئاب، يُضاف إلى ذلك علاج دوائي، وعقار (أنفرانيل Anafranil) عقار جيد، ربما تحتاج أن ترتفع الجرعة، ارفعها إلى خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهر، ثم اجعلها خمسة وسبعين مليجرامًا، وهذه تعتبر جرعة علاجية معقولة جدًّا، واستمر عليها حتى تحسُّ بالتحسُّن، التحسُّن الممتاز، بعد ذلك استمر عليها لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم ابدأ في تخفيض الجرعة بأن تسحب خمسة وعشرين مليجرامًا وتجعل الجرعة خمسين مليجرامًا لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الـ (أوميجا 3) لا أستطيع أن أقول إنه غير نافع، لكن لديَّ شكوك كثيرة في جدواه وفعاليته في الاكتئاب النفسي، أعتقد أن ممارسة الرياضة أفضل منه كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد..