السلام عليكم ورحمة الله.

منذ فترة ظهرت علي أعراض هوس قهري، وهي أني مصاب بسرطان في الرأس بحكم الصداع الملازم لي، ثم تحولت إلى توهم مرضي، وبدأت أشعر بالدوخة والدوار وخدر في عضلات اليد والرجل، والآن بعد سنتين ظهر لي الطنين خصوصا في أذني اليسرى.

ذهبت لطبيب الأنف والحنجرة، فعمل لي تخطيط سمع، وظهرت النتائج سليمة، وعمل لي أشعة مقطعية، وقال: إن النتائج سليمة، فلا أعلم سبب هذا الطنين؟! علما بأن آلام الرأس تكون جهة اليسار.

وشكرا لكم...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: الذي حدث لك ليس هوسًا قهريًا، إنما هو تخوَّف مرضي، السرطان مرض مخيف -نسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع- والناس تخاف منه، فأنت أتتك هذه الفكرة القلقية التي من سمتها الخوف من المرض، وأقصد بذلك مرض السرطان في الرأس، فلا تتهم نفسك بالهوس أبدًا، وليس هوسًا قهريًا، إنما هي فكرة متسلطة، فكرة المخاوف، وبعد ذلك أتتك أيضًا المخاوف المرضية المتعدِّدة، والسبب في ذلك أنه ربما يكون لديك شيء من الاستعداد أصلاً للقلق وللتوترات، والأمراض كثرتْ في زماننا هذا، وأصبح الناس يخافون منها.

فيا أخِي الكريم: ما تعاني منه منتشر وموجود بين الكثير من الناس، ونصيحتي لك هي أن تتجاهل هذا الأمر، أن تتجاهله تجاهلاً تامًّا، وأن تُسلِّح نفسك بسلاح الدعاء، وأن تسأل الله أن يحفظك، وأن تعيش حياةً صحيَّة، أن تنام مبكرًا، أن يكون غذائك متوازنًا، أن تمارس الرياضة، أن تحرص في عملك، أن تحرص في عباداتك، أن تحرص في التواصل الاجتماعي، هذا –يا أخِي– يصرف انتباهك تمامًا عن كل الذي تعاني منه.

موضوع الطنين كعرض، هو من الأعراض الواهية وغير واضحة المعالم، نشاهده لدى بعض مرضى القلق، أطباء الأنف والأذن والحنجرة يتحدثون عن الالتهابات في الأذن الداخلية، وهكذا، فإذًا قد يكون سببه قلقيًا، أو قد يكون سببه شيئًا من الالتهاب البسيط في الأذن، فيا أخِي الكريم: تجاهل هذا الأمر، وأعتقد أنك إذا تناولت أحد مضادات القلق ستكون مفيدة جدًّا لك، فاذهب وقابل أحد الأخوة الأطباء ليصف لك أحد مضادات قلق المخاوف.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد..