سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | سب الدين في حال الغضب ومراتب الغضب
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | العمولة على المناقصة رشوة- سؤال وجواب | إرشادات مهمة للمرأة الحامل
- سؤال وجواب | من أحكام بيع البيض
- سؤال وجواب | حكم النوم قبل دخول وقت الصلاة وأدائها قبل انتهائه بنصف ساعة
- سؤال وجواب | هل العلاج النفسي يسبب الإدمان؟
- سؤال وجواب | أعاني من قوة ضربات القلب بسبب الإرهاق، ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | تقسيط الزكاة بين الجواز وعدمه
- سؤال وجواب | قراءة القرآن على حفنة من التراب ورشه على الميت أثناء دفنه
- سؤال وجواب | علاج من تشعر بوجود سحر في البطن وإصابتها بالمس العاشق
- سؤال وجواب | ما يفعل من نسي أثناء القراءة في الصلاة
- سؤال وجواب | حكم صلاة من يسقط حرفا من الفاتحة
- سؤال وجواب | مسائل حول قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية
- سؤال وجواب | من تشاغل عن قراءة الفاتحة بدعاء الاستفتاح وركع إمامه
- سؤال وجواب | هل ما أعانيه من آلام حقيقة أم أنها سحر أو مس؟
- سؤال وجواب | إخبار الشخص بنقض اليمين ليكفر
إذا غضب شخص واشتد به الغضب ، وحصل منه سبّ للدين.
فما حكمه ؟ وإن كان متزوجاً فما حكم زوجته منه إذا كان بهذا قد خرج عن الإسلام؟.
الحمد لله.
"هذه مسألة عظيمة ولها شأن خطير ، فسب الدين من أعظم الكبائر والنواقض للإسلام ، فإن سب الدين ردّة عند جميع أهل العلم ، وهو شر من الاستهزاء ، قال الله تعالى : (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة/65 ، 66.
وكانت جارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تسب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقتلها سيدُها لما لم تتب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا اشهدوا أن دمها هدر).
فسب الدين يوجب الردة عن الإسلام ، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك يوجب الردة عن الإسلام ، ويكون صاحبه مُهْدَر الدم ، وماله لبيت المال ، لكونه مرتداً أتى بناقض من نواقض الإسلام ، لكن إذا كان عن شدة غضب واختلال عقله فله حكم آخر.
والغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب : المرتبة الأولى : أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله ، وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب.
فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتيه ؛ لا يترتب على كلامه حكم ، لا طلاقه ، ولا سبه ، ولا غير ذلك ، ويكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
المرتبة الثانية : دون ذلك ، أن يشتد معه الغضب ويغلب عليه الغضب جداً حتى يغير فكره ، وحتى لا يضبط نفسه ويستولي عليه استيلاءً كاملاً ، حتى يصير كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه ، لكنه دون الأول ، فلم يَزُلْ شعوره بالكلية ، ولم يفقد عقله بالكلية ، لكن معه شدة غضبٍ ، بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع بينه وبين بعض الناس كأهله أو زوجته أو ابنه أو أميره أو غير ذلك.
فهذا اختلف فيه العلماء ؛ فمنهم من قال : حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل ؛ فتنفذ فيه الأحكام ، فيقع طلاقه ، ويرتد بسبّه الدين ، ويحكم بقتله وردته ، ويُفرَّق بينه وبين زوجته.
ومنهم من قال : يُلحق بالأول الذي فقد عقله ؛ لأنه أقرب إليه ، ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق ، لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب.
وهذا قول أظهر وأقرب ، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى ، أي في عدم وقوع طلاقه ، وفي عدم ردْته ؛ لأنه يشبه فاقد الوعي بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك.
واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام ، فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم ، وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه من شدة الغضب ، فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح ، ولا بجر أخيه هارون وهو نبي مثله ، ولو ألقاها تهاوناً بها وهو يعقل لكان هذا عظيماً ، ولو جر إنسان النبي بلحيته أو رأسه وآذاه لصار هذا كفراً.
لكن لما كان موسى في شدة الغضب العظيم لله عز وجل على ما جرى من قومه سامحه الله ، ولم يؤاخذه بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه.
هذه من حجج الذين قالوا : إن طلاق هذا الذي اشتد به الغضب لا يقع ، وهكذا سبه لا تقع به ردة ، وهو قول قوي وظاهر ، وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم ، واختارا هذا القول.
وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أُفتي به ؛ لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح ، فهو أقرب إلى المجنون والمعتوه منه إلى العاقل السليم ، وهذا قول أظهر وأقوى.
ولكن لا مانع من كونه يُؤدب بعض الأدب إذا فعل شيئاً من أسباب الردة أو من وجوه الردة ، وذلك من باب الحيطة ، ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر ، أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدب بالضرب أو بالسجن أو نحو ذلك ، وهذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة ، لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال الجنون ، والله المستعان.
المرتبة الثالثة : فهو الغضب العادي ، الذي لا يزول معه العقل ، ولا يكون معه شدة تضيِّق عليه الخناق ، وتفقده ضبط نفسه ، بل هو دون ذلك ، غضب عادي يتكدر ويغضب ، ولكنه سليم العقل سليم التصرف.
فهذا عند أهل العلم تقع تصرفاته ، ويقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك ؛ لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه والله أعلم" انتهى.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" (1/375 – 377) ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | تريد دفع رشوة لتتخلص من القرض الربوي- سؤال وجواب | استعمال الرسم والتصوير في تعليم الطب
- سؤال وجواب | أختي تعاني من التهاب الكبد (ب) وهي حامل فما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | معنى (المسيح) واختصاص إطلاقها
- سؤال وجواب | أشك أن أبي مسحور فماذا أفعل لمساعدته؟
- سؤال وجواب | تأخير صلاة العشاء إلى بعد منتصف الليل
- سؤال وجواب | حياتي متعسرة، ولا أدري ما السبب؟
- سؤال وجواب | كيف يشرح لشخص غير مسلم سبب إعفاء اللحية ؟
- سؤال وجواب | حكم وضع كرات مبللة في قبر الميت
- سؤال وجواب | لا حرج في تأخير صلاة الظهر ما لم يدخل وقت العصر
- سؤال وجواب | هل لهم بيع مدفأة المسجد إذا لم ينتفع بها ؟
- سؤال وجواب | حكم دفع الزكاۃ لمن يريد الزواج من ثانية
- سؤال وجواب | دفع المال للموظفين ليحابوا الشركة على حساب الآخرين
- سؤال وجواب | حكم البيع المشتمل على غش وتدليس
- سؤال وجواب | من هو ابن السبيل الذي يعطى من الزكاة ؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا