شعيرة الحج قائمة على قصة الذبيح إسماعيل عليه السلام حسبما تعلمنا وحسبما هو وارد في الروايات وعندما قرأت القرآن الكريم بتدبر تنفيذا لأمر المولى عز وجل لم أجد ما يشير إلى ذلك وليت هذا وحسب، بل إن القرآن يؤكد ويجزم أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام، وسؤال أخر وهو: كيف نطلق على من ينتمي لقريش قرشي بدل قريش؟ وهل يصح أن نطلق مطري على من ينتمي لقبيلة مطي، أرجو الرد وجزاكم الله خيرا @@@@@ أرسلت لكم هذين السؤالين وطلبت إجابة عليهما وفوجئت أنكم تجاهلتم سؤالا وأجبتم إجابة ضبابية على السؤال الآخر وورد في إجابتكم أن الحج منذ آدم وهذا يتنافى مع قوله تعالى: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ـ والأمر موجه لسيدنا إبراهيم ولو أن الحج من أيام آدم لكان الأولى أن يحج جميع الأنبياء وهذا لم يحدث على الإطلاق، ثم تقولون إن إبراهيم عليه السلام بشر بإسماعيل فأين الآيه التي تشير إلى ذلك؟ أرجو الإجابة بالتفصيل..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فما تعلمته من أن شعيرة الحج قائمة على قصة ذبح إسماعيل غير صحيح وقد أخطأ من علمك ذلك, والحج فيه شعائر كثيرة من الطواف والسعي والرمي والمبيت بمنى ومزدلفة والوقوف بعرفة والإحرام وغير ذلك, فهل تعلمت أن كل هذه الشعائر قائمة على قصة الذبيح؟ !.
وإن كنت تعني بذلك النحر فكون النحر فيه تذكير بقصة الذبيح لا يعني أنه شرع لذلك، أو قائم عليه, ونحر الهدي في الحج إنما شرع جبرانا لخلل في النسك، أو تقربا إلى الله تعالى وشكرا له, ومن المعلوم أن النحر ليس من أركان الحج, ولك أن تتأمل أن السعي بين الصفا والمروة فيه تذكير أيضا بقصة إسماعيل وأمه وكذا رمي الجمار فيه تذكير بقصة رمي إبراهيم للشيطان حين اعترض له, ومع ذلك فقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ.
رواه أبو داوود.فكون بعض الشعائر فيها تذكير بقصة سابقة لا يعني أنها قائمة عليها، أو شرعت من أجلها.وقولك إن القرآن يؤكد أن الذبيح إسحاق هي مجرد دعوى تنقصها البينة وليتك ذكرت لنا الآية التي زعمت أنها تؤكد ذلك, ولا توجد آية في القرآن تؤكد أن الذبيح إسحاق عليه السلام, ولو وجدت لما خفي هذا الأمر على جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن تبعهم؟ فنرجو من السائل أن يدلنا على الآية التي تؤكد ذلك وننصحه بمراجعة ما كتبه عدد من العلماء في بيان أن الذبيح إسماعيل عليه السلام, ومن ذلك ما كتبه ابن القيم في زاد المعاد طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق شعيب الأرناؤوط, في مبحث نسب النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكر أكثر من عشرين وجها في بطلان القول بأن الذبيح إسحاق عليه السلام, وانظر الفتوى رقم:
اهـ.
والله أعلم..