مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل صح ما ورد عن السلف من قراءة ختمات كثيرة في اليوم والليلة؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | فتاة ترغب في الزواج من رجل متزوج بامرأتين- سؤال وجواب | حكم العمل في شركة توكيلات لمطاعم بعضها تبيع الخمر
- سؤال وجواب | الإحساس بأوجاع الساقين وضعفهما
- سؤال وجواب | ما حكم من يصف غيره بأنه يهودي ، يقصد أنه بخيل أو طماع ؟
- سؤال وجواب | آلام الركب عند اللاعبين
- سؤال وجواب | استخدام الأدوية النفسية لمدة طويلة وعلاقة ذلك بالخمول والكسل
- سؤال وجواب | أشعر بألم في الصدر وضيق وانقباض، هل المشكلة في القلب؟
- سؤال وجواب | حكم التداوي بالقرآن وفتح عيادات لذلك
- سؤال وجواب | الألم في الكعب عند الاستيقاظ من النوم
- سؤال وجواب | أعاني من ضيق تنفس مصحوبا بشهقات فما الأسباب والعلاج؟
- سؤال وجواب | تقدم لي شخص الكل يمدحه لكني أشعر بالحيرة
- سؤال وجواب | من منعه عن إجابة المؤذن مانع كتب الله له الأجر تاما
- سؤال وجواب | التلقيح الصناعي لاختيار جنس الجنين. رؤية شرعية
- سؤال وجواب | أشعر بحالة خوف وقلق في أمور حياتي، فهل سأعيش بها للأبد؟
- سؤال وجواب | ما سبب ارتخاء اليد وعلاجه؟
هل يعقل أن ابن الكاتب الصوفي كان يختم القرآن ثمان مرات في اليوم، أربعًا في النهار، وأربعًا في الليل، حيث ورد ذلك في كتاب التبيان للإمام النووي -رحمه الله -؟ ولو كان صحيحًا: فكيف يتأتى التدبر، والتفكر؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:فقد ذكر كثير من أهل العلم أشياء من جنس هذا الأثر، وبعضه بالفعل لا يعقل في العادة، إلا أن يكون على سبيل الكرامة لمن كان من أهلها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خفف على داود عليه السلام القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه.
رواه البخاري.
قال الطيبي في شرح المشكاة (الكاشف عن حقائق السنن)، وتبعه الكرماني في (الكواكب الدراري): دل الحديث على أن الله تعالى يطوي الزمان لمن شاء من عباده، كما يطوي المكان لهم، وهذا باب لا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الرباني.
اهـ.
وذكر هذا المعنى أيضًا العيني في (عمدة القاري) ثم قال: ولقد رأيت رجلًا حافظًا، قرأ ثلاث ختمات في الوتر، في كل ركعة ختمة، في ليلة القدر.
وكذلك ذكره القسطلاني في (إرشاد الساري) ثم قال: ولقد رأيت أبا الطاهر بالقدس الشريف، سنة سبع وستين وثمانمائة، وسمعت عنه إذ ذاك أنه يقرأ فيهما أكثر من عشر ختمات، بل قال لي شيخ الإسلام البرهان بن أبي شريف -أدام الله النفع بعلومه- عنه: أنه كان يقرأ خمس عشرة في اليوم والليلة، وهذا باب لا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الرباني.
وبعض هذه الحكايات فيها مبالغة ظاهرة؛ وذلك لما ذكر الحافظ ابن حجر في حديث داود فائدة أن البركة قد تقع في الزمن اليسير، حتى يقع فيه العمل الكثير، ونقل عن النووي أن أكثر ما بلغه في ذلك من كان يقرأ أربع ختمات بالليل، وأربعًا بالنهار، قال بعد ذلك: وقد بالغ بعض الصوفية في ذلك، فادعى شيئًا مفرطًا، والعلم عند الله.
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): قال أبو بكر القباب: سمعت أبا الحسن بن شنبوذ، سمعت بكر بن سهل الدمياطي، يقول: هجرت -أي بكرت- يوم الجمعة، فقرأت إلى العصر ثماني ختمات.
حكاه يحيى بن منده في تاريخه.
فعلق محققه فقال: هذا غير معقول، ولا هو داخل في نطاق الجائز، فإن الحافظ مهما كان قوي الحفظ، لا يتيسر له أن يختم القرآن مرة واحدة بأقل من عشر ساعات، كما هو معلوم، أو مشاهد، فكيف يقرأ في هذه الفترة ثمان ختمات؟!.
وعلى أية حال؛ فما صح من هذه الحكايات، فمحمله -كما قدمنا- على البركة في الوقت على سبيل الكرامة، التي تجري على خلاف العادة.
ومع ذلك تبقى المداومة على الختم في أقل من ثلاث ليال، مخالفًا للسنة، ولعمل أكثر السلف.
وقد أورد الحافظ ابن كثير في (فضائل القرآن) طرفًا من هذه الآثار، وصحح إسناد بعضها، وحسن بعضًا، ثم قال: ومن غريب هذا، وبديعه ما ذكره الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي، قال: سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول: "كان ابن الكاتب، يختم بالنهار أربع ختمات، وبالليل أربع ختمات".
وهذا نادر جدًّا، فهذا، وأمثاله من الصحيح عن السلف، محمول إما على أنه ما بلغهم في ذلك حديث مما تَقَدَّمَ، أو أنهم كانوا يفهمون، ويتفكرون فيما يقرؤونه مع هذه السرعة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقد وُجِّه للجنة الدائمة للإفتاء هذا السؤال: لقد قرأت في كتابه (مختصر منهاج القاصدين) بأن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، كان يوتر بالقرآن كله في ركعة واحدة، وأن الإمام الشافعي كان يختمه في اليوم مرتين.
ولقد قرأت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمح لعبد الله بن عمرو بن العاص بأن يختمه في أقل من ثلاثة أيام، فما مدى صحة هذه الآثار؟ فأجابت: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يختم القرآن في أقل من سبع ليال، أو خمس، أو ثلاث.
وقد اشتهر عن بعض السلف أنهم كانوا يختمون في أقل من ذلك، فاختلفت أنظار العلماء في توجيه هذا النهي، فقال النووي -رحمه الله -: والاختيار أن ذلك يختلف بالأشخاص، فمن كان من أهل الفهم، وتدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر، واستخراج المعاني، وكذا من كان له شغل بالعلم، أو غيره من مهمات الدين، ومصالح المسلمين العامة -يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل، ولا يقرؤه هذرمة.
انتهى.
وحمل بعض العلماء النهي على المداومة، والاستمرار في الختم في أقل من ذلك.
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله -: وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث، على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة، كشهر رمضان، خصوصًا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة، كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن؛ اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد، وإسحاق، وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم.
اهـ.والله أعلم..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم الاكتتاب في شركة الشرق الأوسط للكابلات المتخصصة (مسك)- سؤال وجواب | ما سبب تعسر أموري بالرغم من التزامي؟
- سؤال وجواب | لم أعد أجلس مع أمي خوفاً على عقيدتي، فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | كيف أرفع همتي وأصبح داعية وطبيبة؟
- سؤال وجواب | لا أعرف كيف أحقق أهدافي!
- سؤال وجواب | لا يُرَد المال المسروق من مال الزكاة
- سؤال وجواب | هل الإفرازات والالتهابات المهبلية تسبب مرض السيلان للزوج؟
- سؤال وجواب | لا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما يحارب الآخر
- سؤال وجواب | أعاني من ألم في البطن وضيق في النفس، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | الحكمة من خلق البشر على ألوان مختلفة أبيض وأسود ونحوه
- سؤال وجواب | محل وضع اليدين في الصلاة في القيام
- سؤال وجواب | تمزق الأربطة وعلاقته بهشاشة العظام
- سؤال وجواب | مشكلة في الأعصاب تتسبب في تعري العصب وفقدانه لبعض وظائفه
- سؤال وجواب | هل عسل النحل الذي يتغذى على السكر يدخل في قوله تعالى (فيه شفاء للناس)؟
- سؤال وجواب | بيع المرابحة للآمر بالشراء بديل شرعي عن القرض الربوي
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا