أسباب سيولة الدم

تم النشر اليوم 12-12-2025 | أسباب سيولة الدم
المعلوم أن الدم يُوجد طبيعياً في حالة سائلة داخل الأوعية الدموية، كي يتمكن من الجريان فيها بسهولة، وأن تجلط الدم يجب أن يحصل فقط حينما يخرج الدم من الأوعية الدموية التي يجري فيها وذلك لكي يتوقف نزيف الدم ولا يفقد الجسم بالتالي كميات كبيرة منه حال الإصابة بالجروح وتمزق الأوعية الدموية الصغيرة أو الكبيرة. وثمة توازن طبيعي لعمل أنظمة تجلط الدم يُسهل الحفاظ على الدم بصفة سائلة أثناء وجوده داخل الأوعية الدموية كي لا يحصل انسداد في تلك الأوعية، ويُسهل أيضاً تجلطه حينما يخرج عن تلك الأوعية إلى خارج الجسم. وأنظمة تجلط الدم تعتمد بالدرجة الأولى على سلامة عنصرين أساسيين يعملان غالباً معا: الأول :الصفائح الدموية الثاني : مجموعات من عوامل كيميائية. وعليه يمكن حصر أسباب سيولة الدم في ثلاثة أسباب رئيسية:1- أمراض تؤدي إلى نقص الصفيحات الدموية أو إضطراب عملها، وأسباب ذلك عديدة ومنها وجود أجسام مضادة للصفيحات، أو تضخم الطحال، أو وجود عيوب خلقية في الصفيحات . 2- وجود أمراض وراثية في عوامل تجلط الدم كنقص العامل الثامن أو التاسع أو نقص فيتامين k واستخدام بعض الأدوية المسيلة للدم. 3- وجود عيوب في جدران الأوعية الدموية التي تصاحب بعض الأمراض. وتعتبر الهيموفيليا ( أ ) و ) ب ) الأكثر إنتشارا في الوطن العربي نتيجة لنقص بروتينات التجلط ( 8 ) و ( 9 ) علي التوالي وتظهر الهيموفيليا ( أ ) و ( ب ) بين الذكور دون الإناث ويكون إنتقال العامل الوراثي من الأم إلي الإبن الذكر ولكنه لا ينتقل من الأب إلي الأبن ولكن إلى الابنة التي تكون حاملة للمرض وتورثه لأبنائها الذكور دون أن تظهر عليها الأعراض . وتبدأ الأعراض في الظهور بحدوث : * نزف بعد الطهارة في 85% من الحالات ويستمر النزف لبضع ساعات أو أيام . * عندما يبدأ الطفل في الحبو أو المشي تحدث كدمات زرقاء متكررة وقد يحدث نزيف في المفاصل خاصة الركبتين مما يجعل الطفل المصاب يعاني بعد ذلك من تليف وتيبس وضعف في العضلات ويصبح بعد سنوات قليلة طفلا معاقا حركيا ولايستطيع الإعتماد على نفسه فيحتاج إلى من يحمله وعند سن البلوغ يحتاج إلى عملية لتغيير المفاصل إذا لم يتلق العلاج المناسب منذ الصغر . * يستمر النزف لساعات طويلة حين يكبر الطفل ويبدأ في خلع الأسنان كما يحدث نزيف بالأسنان واللثة * عندما يحتاج الطفل إلى عملية إستئصال اللوزتين يحدث نزيف بعد العملية يكون خطيرا في كثيرا من الأحيان ولذلك يجب سؤال المريض عن التاريخ الوراثي قبل إجراء أي جراحة . ولوقف النزيف والعلاج يستخدم الثلج الموضعي عند حدوث أي نزف خاصة بالمفاصل مع أخذ مسكنات للآلام ويتم إعطاء الطفل بروتين التجلط المناسب عن طريق الوريد كل 12 ساعة لمدة يومين أو ثلاث ليساعد الدم علي التجلط . ويجب ان تعلم الأم أن هناك أدوية ممنوعة ويجب ان ترتب غرفة الابن المصاب بطريقة تحميه من السقوط حتي لا يتعرض للنزيف‏,‏ كما يجب أن تحتفظ الأم بدواء معاملات التجلط في ثلاجة المنزل حيث تبين ان نسبة الشفاء تصل إلي‏98%‏ إذا بدأ العلاج خلال‏30‏ دقيقة من الإصابة ويحتاج المريض في هذه الحالة إلي جرعة علاج واحدة فقط‏,‏ أما في حالة بدء العلاج متأخرا فتصل نسبة الشفاء إلي‏50%‏ وفي هذه الحالة يحتاج المريض من‏3‏ إلي‏4‏ جرعات كل‏12‏ ساعة . وهناك العديد من مشتقات البلازما التي يمكن استخدامها في هذه الحالات وإن كانت بروتينات التجلط التي يتم تصنيعها بإستخدام الهندسة الوراثية تعتبر أفضل من البلازما التي قد ينتج عنها إنتقال بعض الأمراض مثل التهاب الكبد سي أوالإيدز. وهناك العلاج الوقائي عن طريق حقن الطفل المريض كل 48 ساعة بمعاملات التجلط ولكنه يتكلف أكثر من العلاج بالبلازما ولكنه يفيد في الحفاظ علي المفاصل والعضلات في حالتها الطبيعية حتى لاتحدث أي إعاقة مستقبلية للطفل ونضمن لهم حياة سعيدة بإذن الله تعالي.