مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | المسلم التقي : أفضل ممن دونه في التقوى ، سواء ولد أحدهما على الإسلام ، أو لا !
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | ممانعة الزوجة لزواج زوجها.نظرة شرعية- سؤال وجواب | لا تلازم بين كون الله تعالى وترا يحب الوتر وبين تقديس الأرقام الفردية
- سؤال وجواب | تنظيف الرئتين من آثار التدخين
- سؤال وجواب | نصائح للمبتلى بوساوس الكفر
- سؤال وجواب | من قرأها عند النوم لم يقربه الشيطان
- سؤال وجواب | حكم طباعة مواضيع من الإنترنت بغرض بيعها
- سؤال وجواب | تأخر لدى زوجتي حدوث الحمل، ما العلاج؟
- سؤال وجواب | حكم من سبق لسانه بالكفر بدون قصد
- سؤال وجواب | تعدد الزوجات شريعة الله وليس شريعة الشيوخ أو المجتمع
- سؤال وجواب | محاولة تنشيط المبيض وحقن السائل المنوي داخل الرحم عند عدم الحمل وعدم وجود مشاكل صحية
- سؤال وجواب | رغبة الأب في حضانة أولاده
- سؤال وجواب | التحذير من التسرع في إطلاق الكفر على المعين
- سؤال وجواب | الكتب لا تغني عن الشيخ في بداية طلب العلم
- سؤال وجواب | آلام في المفاصل وضعف في التركيز.هل ذلك من تأثير العادة السرية؟
- سؤال وجواب | تزول الهجرة بين المتقاطعين بالسلام ورده
هل صحيح بأن معتنقي الإسلام بشكل عام ، لهم ثواب وأجر أكبر عند الله سبحانه وتعالى من المسلمين الذين ولدوا على الإسلام أسوة بحادثة خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه ، مع القائد الروماني جرجه ؟.
الحمد لله.
أولا : لا تلازم بين فضيلة الإنسان في نفسه ودينه ، وبين أن يكون قد ولد على الإسلام من أول الأمر ، أو أنه كان على غير دين الإسلام ، ثم أسلم ؛ وإنما الأصل المعوَّل عليه هنا قول الله تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات/ 13 ؛ فمن كان أتقى لله ، وأطوع له ، وأعظم ائتماراً بأمره ، وانتهاءً عن نهيه : هو أفضل وأعظم منزلة عند الله ممن كان دونه في ذلك ، وسواء في ذلك أن يكون الاثنان قد ولدا على الإسلام ، أو لم يولدا عليه ، أو ولد أحدهما في الإسلام ، والآخر قد أسلم بعد أن لم يكن مسلماً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وَمَا يَظُنُّهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ مَنْ وُلِدَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَكْفُرْ قَطُّ ، أَفْضَلُ مِمَّنْ كَانَ كَافِرًا فَأَسْلَمَ : لَيْسَ بِصَوَابِ ؛ بَلْ الِاعْتِبَارُ بِالْعَاقِبَةِ ، وَأَيُّهُمَا كَانَ أَتْقَى لِلَّهِ فِي عَاقِبَتِهِ : كَانَ أَفْضَلَ.
فَإِنَّهُ مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ بَعْدَ كُفْرِهِمْ : هُمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ وُلِدَ عَلَى الْإِسْلَامِ مِنْ أَوْلَادِهِمْ وَغَيْرِ أَوْلَادِهِمْ.
بَلْ مَنْ عَرَفَ الشَّرَّ وَذَاقَهُ ، ثُمَّ عَرَفَ الْخَيْرَ وَذَاقَهُ ، فَقَدْ تَكُونُ مَعْرِفَتُهُ بِالْخَيْرِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِالشَّرِّ وَبُغْضُهُ لَهُ : أَكْمَلَ مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَيَذُقْهُمَا كَمَا ذَاقَهُمَا ؛ بَلْ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا الْخَيْرَ فَقَدْ يَأْتِيهِ الشَّرُّ فَلَا يَعْرِفُ أَنَّهُ شَرٌّ ، فَإِمَّا أَنْ يَقَعَ فِيهِ ، وَإِمَّا أَنْ لَا يُنْكِرَهُ كَمَا أَنْكَرَهُ الَّذِي عَرَفَهُ.
وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إنَّمَا تُنْقَضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً إذَا نَشَأَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْجَاهِلِيَّةَ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (10/300-302).
مع أن عاقلاً لا ينكر فضل أن يكون الإنسان على دين غير دين الإسلام ، ثم يترك ما كان عليه لله ، ويهجر أهله ووطنه ، وعاداته التي اعتادها ، ويدع ذلك كله لله ؛ فهذا قد تحقق له من عبودية الهجرة إلى الله ، والفرار إليه ، ومجاهدة نفسه في الله ، ما لم يتحقق لغيره ممن ولد على الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " من اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يذنب ، أفضل من كل من آمن بعد كفره وتاب بعد ذنبه : فهو مخالف ما علم بالاضطرار من دين الإسلام ، فإنه من المعلوم أن الصحابة الذين آمنوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد كفرهم ، وهداهم الله به بعد ضلالهم ، وتابوا إلى الله بعد ذنوبهم : أفضل من أولادهم الذين ولدوا على الإسلام.
وهل يُشَبِّه بني الأنصار بالأنصار، أو بني المهاجرين بالمهاجرين إلا من لا علم له ؟ وأين المنتقل بنفسه من السيئات إلى الحسنات ، بنظره واستدلاله ، وصبره واجتهاده ، ومفارقته عاداته ، ومعاداته لأوليائه ، وموالاته لأعدائه ، إلى آخر ، لم يحصل له مثل هذه الحال؟".
انتهى من "منهاج السنة النبوية" (2/ 399).
ثانياً : خبر إسلام جرجة الرومي على يدي خالد بن الوليد رضي الله عنه : لا يصح إسناده ، ولا يحتج به.
فقد رواه الطبري في "تاريخه" (3/397) عن السَّرِيّ ، عَنْ شعيب ، عن سيف ، عن أبي عثمان يزيد بْنِ أُسَيْدٍ الْغَسَّانِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ وَخَالِدٍ ، قَالا:.
فذكر القصة مطولة ، وفيها : " ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ جرجه : يا خالد، أخبرني إلام تَدْعُونِي ؟ قَالَ : إِلَى شِهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَالإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، قَالَ : فَمَنْ لَمْ يُجِبْكُمْ ؟ قَالَ : فَالْجِزْيَةُ وَنَمْنَعُهُمْ.
قَالَ : فَإِنْ لَمْ يُعْطِهَا ؟ قَالَ : نُؤْذِنْهُ بِحَرْبٍ ، ثُمَّ نُقَاتِلُهُ.
قَالَ : فَمَا مَنْزِلَةُ الَّذِي يَدْخُلُ فِيكُمْ وَيُجِيبُكُمْ إِلَى هَذَا الأَمْرِ الْيَوْمَ؟ قَالَ : مَنْزِلَتُنَا وَاحِدَةٌ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْنَا ، شَرِيفُنَا وَوَضِيعُنَا ، وَأَوَّلُنَا وَآخِرُنَا.
ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ جرجةُ : هَلْ لِمَنْ دَخَلَ فِيكُمُ الْيَوْمَ يَا خَالِدُ مِثْلُ مَا لَكُمْ مِنَ الأَجْرِ وَالذَّخْرِ ؟ قَالَ: نَعَمْ ، وَأَفْضَلُ.
قَالَ : وَكَيْفَ يُسَاوِيكُمْ وَقَدْ سَبَقْتُمُوهُ ؟ قَالَ: إِنَّا دَخَلْنَا فِي هَذَا الأَمْرِ ، وَبَايَعْنَا نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، تَأْتِيهِ أَخْبَارُ السَّمَاءِ ويخبرنا بِالْكُتُبِ ، وَيُرِينَا الآيَاتِ ، وَحَقٌّ لِمَنْ رَأَى مَا رَأَيْنَا ، وَسَمِعَ مَا سَمِعْنَا ، أَنْ يُسْلِمَ وَيُبَايِعَ ، وَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا مَا رَأَيْنَا ، وَلَمْ تَسْمَعُوا مَا سَمِعْنَا مِنَ الْعَجَائِبِ وَالْحُجَجِ ، فَمَنْ دَخَلَ فِي هَذَا الأَمْرِ مِنْكُمْ بِحَقِيقَةٍ وَنِيَّةٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنَّا ." إلى آخر القصة.
وهذا الخبر : إسناده واه جدا : - أبو عثمان يزيد بن أسيد لم نجد له ترجمة.
- سيف بن عمر متروك متهم ، قال ابن حبان : " اتهم بالزندقة ، يروى الموضوعات عن الأثبات " ، وقال الحاكم : " اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط " ، ينظر: "المجروحين" (1/345) ، " تهذيب التهذيب " (4/260).
- شعيب ، وهو ابن إبراهيم الكوفي ، قال الذهبي : " راوية كتب سيف عنه ، فيه جهالة ".
انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 275).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الإصابة" (1/ 633) في ترجمة جرجة : " ذكر سيف بن عمر في الفتوح أنه أسلم على يدي خالد بن الوليد ، واستشهد باليرموك ، وذكر قصّته أبو حذيفة إسحاق بن بشر في الفتوح أيضاً ، لكن لم يسمّه " انتهى.
وإسحاق بن بشر هذا تالف ، قال الذهبي : " تركوه ، وكذبه علي بن المديني ، وقال ابن حبان: لا يحل حديثه إلا على جهة التعجب ، وقال الدارقطني : كذاب متروك.
قلت - أي الحافظ الذهبي - : يروى العظائم عن ابن إسحاق وابن جريج والثوري ".
انتهى من " ميزان الاعتدال " (1/184).
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله : " على أن حاجة التاريخ إلى معرفة أحوال ناقلي الوقائع التاريخية ، أشد من حاجة الحديث إلى ذلك ؛ فإن الكذب والتساهل في التاريخ أكثر " انتهى من "علم الرجال وأهميته" (ص 24).
والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم من قال كلمة الكفر مازحا وحكم من أخفى إسلامه- سؤال وجواب | هل لدواء أندوريفابان أي مضاعفات خطيرة على الجسم؟
- سؤال وجواب | حكم الموسوس إذا وقع في سب الله ورسوله
- سؤال وجواب | حكم الأدعية والأوراد غير المأثورة
- سؤال وجواب | لا يحكم على العبد بالكفر بمجرد الوسوسة أو الشك في فعل ما يوجبه
- سؤال وجواب | قصة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
- سؤال وجواب | إعادة بيع البرامج المرخصة
- سؤال وجواب | تكفير علماء الأمة من الموبقات
- سؤال وجواب | حكم من ينزل منها نقطة دم واحدة كل يومين
- سؤال وجواب | حكم رمي شيء مكتوب عليه "عين إبراهيم"
- سؤال وجواب | كيف أتجاوز صعوبة الحفظ والمذاكرة؟
- سؤال وجواب | ضوابط التكفير وخطر الكلام فيه
- سؤال وجواب | هل للمتوفى عنها زوجها أن تسافر للحج في فترة العدة
- سؤال وجواب | الوساوس القهرية . أعراضها وسبل التخلص منها
- سؤال وجواب | التفصيل في دعوى الجهل والعذر به
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا