السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في الخامسة عشرة من عمري، تعرفت على فتاة عن طريق الفيس بوك، وفي الحقيقة هي التي بدأت التعارف وأنا كنت أعرفها من قبل فهي زميلتي في الدراسة، ولكن لم أكن أعرفها عن قريب وكانت تخاطبني على الفيس بوك، وأخبرتني بحبها لي وأنا لم أنكر أني أحببتها، وأنا لا أسأل إذا كان الحب حراما، أنا أعرف أنه لا يجوز وعندما أخبرتها أن هذا الحب لن ينفعنا شيئا وسيعود علينا بالضرر وأنه يجب أن ننتبه لطلب العلم ومستقبلنا؛ قالت لي إننا لسنا نفعل شيئا حراما، والحب إذا كان بأدب واحترام ليس فيه شيء، أنا أعرف أن كلامها خطأ ولكني قبلته حتى لا أجرحها فأنا أخاف على مشاعرها أكثر مني، وأخبرتها أني لا أقبل على أختي أن تحادث شابا، وكذلك لا أقبله عليك، ولكني ما زلت أكلمها لأني لا أريد أن أجرح مشاعرها، وأنا أتضايق جدا لأني أشعر أني بمكالمتي لها أعصي الله ، وأنا لا أقابلها ولا أخرج معها بل أرفض ذلك وأريد أن أعرف كيف أقطع هذا الحب من دون أن أجرحها فمشاعرها صادقة جدا وأضعها دائما محل أختي...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها السائل حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا.

لقد فرحت كثيرا عندما قرأت استشارتك، وعلمت أنك شاب تريد النجاة وتريد الخير لنفسك.

لقد أجبت على أسئلتك بنفسك، فأنت بحمد الله تعرف الذي يضرك والذي ينفعك، وهذا دليل على وعيك، ولقد عملت بحديث وابصة الأسدي -رضي الله عنه- الذي قال فيه: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم فقال: "يا وابصة! استفت نفسك، واستفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك".(سنن الدارمي).

وأنت ترى أن علاقتك مع هذه الفتاة علاقة مشبوهة فيها مخالفة شرعية، ولم يطمئن لها قلبك، فلماذا إذا أنت متردد في قطعها؟ حاول أن تفهمها أن هذه العلاقة قد تتحول إلى أمور لا تحمد عقباها، فلا تترك للشيطان مجالا أن يضيع حياتك، واعلم أن جرح المشاعر أهون من جرح الكرامة والعفة والشرف والأمانة والدين.

وبالله التوفيق..