السلام عليكم.

ابنتي عمرها 4 سنوات و 5 شهور وهي منذ سنتان، تلعب ألعاب الأولاد وتحب الأزرق وتحب (سبايدر مان) وسجلتها دورة بالية ولم تحبها وتريد أن تسجل كرة القدم، سأجن من خوفي، هل محتمل تكون ليست أنثى؟، أو عندها اختلال هرموني، تحب الأولاد وتريد اللعب معهم وتحب الرجال ومخالطتهم وتريد مني إنجاب صبي، علما أنها تلعب بألعابها في البيت تلعب دميتها تطعمها وتلبسها البمبرز وتغير لها.

إلخ.

وابنتي لا تحب الخروج من الطفولة تقول لي أريد أن أبقى طفلة ثم مرة واحدة أصبح كبيرة، وحاليا أنا حامل تقول لي أنجبي لي طفل يبقى صغير ولا يكبر ومرة واحدة يصبح كبير، سأجن من خوفي، سألت مرة طبيبة قالت لي بأن الوضع طبيعي وهناك أولاد يحبون ألعاب البنات، ولكن الكلام من سنة والآن الحال على ما هو عليه، ما رأيكم؟، وهل هناك فحوصات أجريها لها؟، وكيف أتصرف معها؟، هل أمنعها من اللون الأزرق؟ أو ألعاب الأولاد؟ أو أشجعها أو ماذا؟، سأجن.

عندما أسالها لم تحبين الأزرق تقول هكذا أحبه ولا تجيبيني بشيء محدد، علما أنها تتحرك كثيرا ولا تجلس وتتعب المدرسة بعنادها، وتحاول لفت النظر لها مع معلمتها، ولا تسمع الكلام كثيرا، لكنها تأتي بالحب مرات، ولكن المدرسة عصبية والطلاب كثر ولا تستطيع في كل مرة تجاريها، نحن مغتربون والمدرسة عربية وليس لدينا معارف كثر أو أهل معنا في البلد، وشكرا...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أم رايا حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، شكرا لك على السؤال، ومعذرة على التأخر، كثير مما ذكرت في سؤالك هي أمور طبيعية عند معظم الأطفال، صبيانا وبنات، وإن كان هذا يختلف من طفل لآخر.

ومن قال أن البنات مثلا عليهن أن يحببن اللون الأزرق، لون السماء والبحار؟! ومن قال أن كل البنات يجب أن يحببن رقص الباليه؟!، فهناك عوامل كثيرة تجعل الطفل يحب أو لا يحب الرقص، وبغض النظر عن جنسه، بنتا أو صبي.

هناك أربعة أمور تحدد جنس الطفل، هل هو صبي أو بنت: 1- أعضاء التبول الظاهرة عند الصبي وعند البنت، ولا أقول هنا الأعضاء الجنسية عند طفلة في هذا العمر الصغير.

2- أعضاء الإنجاب الداخلية، كالخصيتين عند الصبي، والمبيضين والرحم عند البنت.

3- صبغيات وكروموزومات خلايا الطفل، حيث تحمل البنت كروموزومات جنسية (XX) بينما يحمل الصبي كروموزومات (XY).

4- شعور الطفل، حيث تشعر البنت على أنها بنت، والصبي على أنه صبي، وهنا يأتي الدور الكبير الذي تقوم به الأسرة والمجتمع من التربية والتوجيه، ليكون الصبي صبي، ولتكون البنت بنت.

فالسؤال الأول الذي يسأله كل منا فور علمنا بولادة طفل جديد "ولد أم بنت؟"، ومن تلك اللحظة تبدأ تربيتنا تأخذ اتجاه الصبيان أو اتجاه البنات، من خلال أشياء كثيرة كالاسم والملبس واللعب وطريقة خطابنا للطفل، سواء بخطاب المؤنث أو المذكر.

والغالب في معظم الحالات طالما أن الأعضاء التشريحية للطفلة على أنها بنت، فالأغلب على أنها بنت في الأمور الثلاثة الأولى التي ذكرناها، ما لم يكن هناك خلل ما، وهذا أندر من النادر.

وأنصحك أن تعاملي طفلتك، وهي في هذا السن الصغير، على أنها بنت وبكل معنى الكلمة، وخاصة الملابس والأمور الاجتماعية والأسرية الأخرى.

وربما مما يفيد هذه الطفلة أن تخففي من مخاوفك تجاهها على أنها ربما ليست بنت، وحاولي أن لا تضغطي عليها بأن تحبّ شيئا أو أن عليها أن تكره شيئا، كاللون الأزرق الذي تحاولين منعها منه، وكما نعلم بأن الممنوع مرغوب، والأمر الثاني أنها قد تبالغ في حبها للون الأزرق وغيره من الأمور التي ترتبط عادة بالصبيان، قد تبالغ في كل هذا من أجل الحصول على انتباهك، وجذب الانتباه إليها، وبذلك نكون نحن الذين وجهناها هذه التوجه.

وأنصحك أن تعطيها انتباهك عندما تتصرف بالطريقة الأنثوية التي تريدين، وتصرفي انتباهك عنها عندما تتصرف بالطريقة الصبيانية التي لا تريدين.

إن بعض الصفات والسلوكيات التي ذكرت من عنادها والعصبية ليس له علاقة بكون الطفلة بنت أم صبي، وصفة العناد التي تزعجنا في الطفلة وهي صغيرة، قد تكون سبب نجاحها وتفوقها وإبداعها وهي كبيرة تصارع جوانب الحياة المختلفة.

وبالله التوفيق.