السلام عليكم ورحمه الله.

ابنتي في الصف الثاني تقول لي دائما أنا ليس لدي صديقات، ولا أحد يحبني، وأنها تجلس في وقت الاستراحة بمفردها، وتطلب مني دائماً زيارتها في المدرسة، فما الحل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم كنت أتمنى لو سمعنا أكثر عن طبيعة حياة هذه الطفلة، وخاصة جو العائلة في البيت، فمن الواضح أن هذه الطفلة ومن طبيعة ما ورد في السؤال، أنها ربما تعاني من ضعف الثقة بنفسها، وقلة تقديرها لذاتها، ولذلك فهي تشعر بأنه لا أحد يحبها، وأنه لا صديقة لها! وقد لا يكون هذا دقيقاً أو صحيحاً.

وفي كثير من الأحيان عندما نحمل فكرة في رأسنا، نظن أنها فكرة صحيحة، ونبدأ نشاهد ما يؤيدها في حياتنا، وفي الواقع قد لا تكون هذه الفكرة صحيحة أصلاً، وإنما نبدأ نصوغ حياتنا من حولنا بما ينسجم مع هذه الفكرة، ونبدأ نرى تصديقها في حياتنا من حولنا.

من المهم أولاً أن لا نركز كثيراً على هذه المشكلة عند هذه الفتاة، وإلا سنساهم في تأصيلها، وإنما أن نعطيها الاهتمام والانتباه الأقل، كي لا نجعل من المشكلة مشكلتين.

أنصح بمحاولة رفع ثقة الطفلة بنفسها بأسلوب غير مباشر، ومن دون الإشارة إلى ما تشعر هي به من عدم محبة الناس لها، ويمكننا القيام ببعض التدريبات الخاصة برفع ثقة الطفلة بنفسها وهي موجودة في كتاب "هوية الطفل" د.

مأمون مبيض، ويمكن طلبه من المكتبات، أو من موقع "نيل وفرات" (neelwafurat.com).

ويفيد جداً تنمية المواهب عندها، سواء المواهب الرياضية أو الفنية، فهذا مما يعزز عندها ثقتها بنفسها، ويعطيها نافذة جيدة للإطلال من خلالها على صديقاتها في المدرسة، ويعطيها فرصة للتفوق، مما يعزز عندها هويتها والثقة بنفسها.

وربما يفيد أن تخففي تدريجياً من زيارتك لها في المدرسة، لأن الخشية أن تصبح معتادة على مثل هذه الرعاية والاهتمام، مما ينقص من الفرص الطبيعة التي تضطرها للاحتكاك بصديقاتها اللعب معهن، وأنا أنصح بألا تعوديها الزيارة في المدرسة، وأن تصبح بنفسها كبقية الأطفال في المدرسة، مما يشعرها بأنها طبيعية مثل بقية الأطفال، ونخفف عندها شعورها بأنها متميزة من حيث عدم محبة الناس لها أو بقلة صديقاتها.

أرجو أن تخبرينا عن تطور طفلتك، والله ولي التوفيق..