السلام عليكم هل هناك تفسير علمي لتصرفات كبار السن، عندما يبلغون عمرا معينا يتصرفون كالأطفال، أم هو رد فعل ليأسهم من الحياة؟ كيف نتصرف معهم؟ المشكلة أننا لا نعرف أن كانوا يتقصدون إيذاءنا أم هم -فعلا- يتصرفون بعفوية! لكن تصرفاتهم تدل أنهم يعون ما يفعلون تماماً، إذًا كيف يقومون بأفعال هم أنفسهم لم يكونوا ليفعلوها في سن أصغر؟.

هل ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا حول هذا الموضوع أو قصة في ذلك الوقت تدل أن هذا كان يحدث قديماً؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في في موقعنا سؤال وجواب.

إن كنت قد فهمتُ سؤالكِ بصورة صحيحة فأنتِ تقصدين فئة كبار السنِّ الذين تتبدَّل أحوالهم، وتتغيَّر تصرفاتهم، وذلك نسبةً لإصابتهم بمرض الخرف أو ما يُعرف بمرض العته، هنا بالفعل الإنسان يتدهور في فكره، وفي ذاكرته، وفي تصرفاته، وفي مسلكه، الأمر لا يتعلق أبدًا بيأسٍ من الحياة، الأمر يتعلق بافتقاد البصيرة والاستبصار، وعدم الارتباط بالواقع، بمعنى أن العقل قد تلف، والملكات العقلية قد انتهت، لكن كبار السن بصفة عامة أعتقد أنهم يتصرفون بحكمة ممتازة جدًّا إذا كان الإنسان في كامل عقله، ولم يُصب بعلة العته أو الخرف.

وبالمناسبة: العته أو الخرف مثل علة الزهايمر لا يعني ضعفًا في الذاكرة فقط، إنما هو انهيار تام في مكونات الشخصية، وفي الإدراك، وفي الانفعالات والتصرفات، فهي علة رئيسية كبيرة جدًّا، وليس هنالك تصنُّع، ولا يعون ولا يُدركون ما يفعلون، حتى وإن ظهر لنا في بعض الأحيان أنهم مدركون لأفعالهم هذا نسميه بالإدراك السطحي، يعني أن الإنسان قد تبقى لديه بعض المهارات التلقائية التي تُعطينا الانطباع بأن هذا الإنسان متصنع وهو ليس متصنعًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وإن شاء الله تعالى سوف يفيدك أحد المشايخ بالجانب الشرعي حول هذا الموضوع، وكيف أن الإنسان يتدهور ويفقد مقدراته..