مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | حديث :(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) لم يثبت
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | ما تفعله المنتقبة إذا طلب منها صورة بطاقتها- سؤال وجواب | بسبب كابوس أرعبني أصبت بألم في الصدر. فما تشخيصكم للحالة؟
- سؤال وجواب | لا يسمح لها زوجها بزيارة والديها إلا كل شهرين فهل تجب طاعته
- سؤال وجواب | الزوجة المفرطة في حقوق ربها وزوجها. إمساك أم فراق
- سؤال وجواب | أحتاج لتوجيهكم بشأن دراستي في الخارج، وكيفية مواصلة التقدم؟
- سؤال وجواب | عدم جواز الغياب عن الزوجة أكثر من ستة أشهر ليس على إطلاقه
- سؤال وجواب | سبب عدم أو تأخر الاحتلام للبالغ حديثا
- سؤال وجواب | كيف أتخلص من الحالة النفسية مثل الاكتئاب وغيره؟
- سؤال وجواب | غسل سيارته ولم يجد من غسلها.ما العمل
- سؤال وجواب | تحادث الخاطبين لغير حاجة باب فتنة
- سؤال وجواب | حكم وضع صورة ظل امرأة مكشوفة
- سؤال وجواب | لا حرج في صنع وبيع الأشجار الصناعية
- سؤال وجواب | العلاج الطبيعي والكحة للطفل
- سؤال وجواب | دعاء المرأة في الصلاة بقولها: "الله م اجعلني طاهرة"
- سؤال وجواب | أحكام الزيادة على الحولين في الرضاع
هناك قول اشتهر على ألسنة الناس على أنه حديث ، ولا أدري صحة ذلك ، (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) فأرجو التوضيح .
.
الحمد لله.
أولا : هذا الكلام مع شهرته لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ الألباني رحمه الله : "لا أصل له مرفوعاً ، وإن اشتهر على الألسنة في الأزمنة المتأخرة" انتهى من "السلسلة الضعيفة" (8).
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " ( المجموعة الثانية 3/269 ) : " ليس بحديث مرفوع عن الرسول صلى الله عليه وسلم " انتهى.
ثانياً : أما من حيث المعنى : فالشق الثاني منه وهو قوله : (واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) فهو صحيح المعنى ، وفيه الحث على العمل للآخرة ، ودوام الاستعداد لها ، وهذا أمر مرغوب مطلوب.
ولهذا المعنى شواهد كثيرة من الكتاب والسنة ، فيها الأمر بالاستعداد للآخرة وللقاء الله بالعمل الصالح والمبادرة بذلك.
وأما الشق الأول منه ، وهو قوله : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) فله وجه مقبول ، ووجه آخر مردود : أما الوجه المقبول : فهو إذا فهم على أنه دعوة إلى الأخذ بالأسباب ، وبذل الوسع في تحصيل الرزق ، والاهتمام بعمارة الأرض فيما يرضي الله عز وجل.
أو يقال : إن معنى قوله : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) : هو التمهل في عمل الدنيا ، وعدم المسارعة به كعمل الآخرة ، بل يتمهل ويتأنى ويزهد فيه لأنه ـ على افتراض أنه مخلد في الدنيا ـ سيأتيه كل ما يريد من الدنيا ، وسيأخذ منها كل ما يريد ، ولكن.
ما لا يأتيه اليوم قد يأتيه غداً.
وهكذا يكون هذا الكلام في الحث على الزهد في الدنيا وليس كما يفهمه كثير من الناس.
قال ابن الأثير رحمه الله : " الظاهر من مَفْهُوم لفظِ هذا الحديث : أمَّا في الدنيا فَلِلْحثِّ على عِمارتها ، وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُن فيها ، ويَنْتَفع بها من يَجيء بعدك ، كما انْتَفَعْت أنت بعَمَل من كان قبلك ، وسَكَنْتَ فيما عَمَرَه ، فإنّ الإنسان إذا عَلم أنه يَطُول عُمْرُه أحْكَم ما يَعمَلُه ، وحَرصَ على ما يَكْسِبُه ، وأمّا في جانِب الآخرة فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل ، وحُضُور النّيَّة والقَلْب في العباداتِ والطاعات ، والإكْثار منها ، فإِنّ من يَعْلم أنه يموت غَداً يُكْثر من عبَادَته ، ويُخْلِص في طاعتِه، كقوله في الحديث الآخر : ( صَلِّ صَلاَة مُوَدِّعٍ ).
قال بعض أهل العلم : المراد من هذا الحديث غَيْرُ السَّابق إلى الفَهْم من ظاهره ؛ لأنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم إنما نَدب إلى الزُّهْد في الدنيا والتَّقْلِيل منها ومن الانْهمَاك فيها والاسْتِمتاع بلَذَّاتها ، وهو الغالب على أوَامره ونَواهيه فيما يتعلق بالدنيا ، فكيف يَحُثُّ على عِمارتها والاسْتِكْثار منها ، وإنما أراد - واللّه أعلم - أنّ الإنسان إذا عَلِم أنه يعِيش أبداً قَلَّ حِرْصُه ، وعَلِم أنّ مَا يُريدُه لَنْ يَفُوتَه تَحْصِيلُه بتَرْك الحِرْص عليه ، والمُبَادَرة إليه ، فإنه يقول: إن فاتَنِي اليَوْم أدْرَكْتُه غَداً ، فإِنّي أعيش أبداً ، فقال عليه الصلاة والسلام : اعْمَل عَمَل من يَظُنُّ أنه يُخَلَّد ، فلا يحْرِص في العمل ، فيكون حَثًّا لَهُ على الترك والتَّقْلِيل بِطَرِيقَة أنيقة ، من الإشَارة والتَّنْبيه ، ويكون أمْرُه لعَمَل الآخِرة على ظاهره ، فيَجْمَع بالأمْرَيْن حَالَة واحدة وهو الزُّهْد والتَّقْلِيل ، ولَكِن بلَفْظَيْن مُخْتَلِفَيْن ، وقد اختَصَر الأزهري هذا المعْنى فقال : معْناه : تقْدِيم أمْرِ الآخِرة وأعْمَالِها حِذَارَ المَوْت بالفَوْت على عَمل الدنيا ، وتَأخير أمْر الدنيا كَراهيَة الاشْتِغال بها عن عَمل الآخرة " انتهى من "النهاية" (1/927).
ومثل هذا قاله المناوي رحمه الله في "فيض القدير".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " هذا القول المشهور ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو من الأحاديث الموضوعة ، ثم إن معناه ليس هو المتبادر إلى أذهان كثير من الناس من العناية بأمور الدنيا ، والتهاون بأمور الآخرة ، بل معناه على العكس ، وهو المبادرة والمسارعة في إنجاز أعمال الآخرة ، والتباطؤ في إنجاز أمور الدنيا ؛ لأن قوله : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ) يعني أن الشيء الذي لا ينقضي اليوم ينقضي غداً ، والذي لا ينقضي غداً ينقضي بعد غدٍ ، فاعمل بتمهل وعدم تسرع ، لو فات اليوم فما يفوت اليوم يأتي غداً ، وهكذا.
وأما الآخرة : فاعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ، أي : بادر بالعمل ، ولا تتهاون ، وقدِّر كأنك تموت غداً ، بل أقول : قدِّر كأنك تموت قبل غد ؛ لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت.
وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما : (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك).
هذا هو معنى هذا القول المشهور.
إذاً : فالجواب : أن هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن معناه : ليس كما يفهمه كثير من الناس من إحكام عمل الدنيا وعدم إحكام عمل الآخرة ، بل معناه المبادرة في أعمال الآخرة ، وعدم التأخير والتساهل فيها ، وأما أعمال الدنيا فالأمر فيها واسع ، ما لا ينقضي اليوم ينقضي غداً وهكذا " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (فتاوى مصطلح الحديث/شروح الحديث والحكم عليها).
أما إذا فهم قوله : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) على أنه دعوة إلى الرغبة في الدنيا والتشبث بها ، والحرص على ما فيها من ملذات وشهوات ، فهذا فهم مردود ، لا تأتي بمثله الشريعة ، وإنما تأتي دائما بالترغيب في الآخرة ، واتخاذ الدنيا مزرعة وسبيلا إليها.
والله أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | دعاء المرأة في الصلاة بقولها: "الله م اجعلني طاهرة"- سؤال وجواب | أحكام الزيادة على الحولين في الرضاع
- سؤال وجواب | لا مانع من الزواج من الرجل إذا حافظ على الصلاة بعد الخِطبة
- سؤال وجواب | إعجاب المرأة بالمرأة. المحظور والمباح
- سؤال وجواب | نصائح لمن يمارس العادة السرية لعجزه عن الزواج ومشقة الصوم لشدة الحر
- سؤال وجواب | درجة حديث(من كانت له أرض فليزرعها.)
- سؤال وجواب | أيهما أفضل للعلاج السبرام أم السبرالكس؟
- سؤال وجواب | ألم في الرأس منذ شهرين خاصة عند النوم. أفيدوني
- سؤال وجواب | خطبها رجل بموافقة أمه ثم تراجعت بعد موت أبيه
- سؤال وجواب | أكره عملي ومديري، وأتعالج من هذا الشعور.
- سؤال وجواب | حكم إعادة الفريضة مع جماعة أخرى
- سؤال وجواب | ما يترتب على الزوجة التي تترك بيت زوجها بدون مسوغ
- سؤال وجواب | أنا طالبة بكلية الطب وأجد صعوبة في الدراسة وأحتاج إلى توجيهاتكم
- سؤال وجواب | هل يضمن المستأجر إن تلف منه شيء في العقار المستأجَر
- سؤال وجواب | حكم قول : ( أنا مُمْتَنٌّ لفلان ) ، والتعليق على دورات الامتنان
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا