مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | ما معنى قوله عليه الصلاة والسلام : ( من غشنا فليس منا ) ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | تنتابني مشاعر الحزن والاكتئاب والأوهام، ما نصيحتكم؟- سؤال وجواب | حكم التخلف عن الجمعة بسبب الحر أو عدم توفر آلة النقل
- سؤال وجواب | أُرسلت إليها صدقات فمن الأحق بها وهل تعطيها للأقارب
- سؤال وجواب | أصابته الجنابة ولم يجد ماء كافيًا
- سؤال وجواب | غيرة زوجتي تكاد تدمر حياتنا الزوجية، فما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | لا أعرف حالتي بالضبط نفسية أم جسدية
- سؤال وجواب | هل يجوز التخلف عن صلاة الجماعة بسبب الدرس الخصوصي؟
- سؤال وجواب | هل يمكن أن تعود الحيوانات المنوية إلى عددها الطبيعي بعد العلاج؟
- سؤال وجواب | علاج المبتلاة بالعشق
- سؤال وجواب | الألعاب المشتملة على العقائد الكفرية يوجب تحريمها
- سؤال وجواب | ينتابني خوف شديد من حدوث شيء قد يؤدي بي إلى الموت، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | التخلف عن الجمعة بسبب مرض كورونا
- سؤال وجواب | آثار أنافرانيل الجانبية
- سؤال وجواب | إجراء عقد الزواج بالهاتف
- سؤال وجواب | حكم ذهاب مريض الهربس للمسجد
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من غشنا فليس منا ) ، فهل يعني ذلك أنّ الشخص الذي يغش أو يكذب كثيراً ، يعتبر كافراً ، حتى لو كان مؤمناً بالله واليوم الآخر ؟.
الحمد لله.
حديث : ( من غشنا فليس منا ) أخرجه مسلم في صحيحه (146) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ ، فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ غَشَّنَا ، فَلَيْسَ مِنَّا ) ، وفي رواية أخرى لمسلم (147) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه – أيضاً - ، وفيه : ( مَنْ غَشَّ ، فَلَيْسَ مِنِّي ).
والمقصود من الحديث ذم الغاش ، وأنه ليس على سنن وطريقة وصفات المسلمين ، والتي منها : النصح والصدق مع الآخرين ، وعدم غشهم ، ولا يدل الحديث على كفر الغاش.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " النَّقْصُ عَنْ الْوَاجِبِ نَوْعَانِ : نَوْعٌ يُبْطِلُ الْعِبَادَةَ ، كَنَقْصِ أَرْكَانِ الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ وَالْحَجِّ.
وَنَقْصٌ لَا يُبْطِلُهَا ، كَنَقْصِ وَاجِبَاتِ الْحَجِّ الَّتِي لَيْسَتْ بِأَرْكَانِ ؛ وَنَقْصِ وَاجِبَاتِ الصَّلَاةِ إذَا تَرَكَهَا سَهْوًا.
وَبِهَذَا تَزُولُ الشُّبْهَةُ فِي مَسَائِلِ الْإِيمَانِ ، وَخِلَافُ الْمُرْجِئَةِ وَالْخَوَارِجِ ؛ فَإِنَّ الْإِيمَانَ وَإِنْ كَانَ اسْمًا لِدِينِ اللَّهِ الَّذِي أَكْمَلَهُ بِقَوْلِهِ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ، وَهُوَ اسْمٌ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَلِلْبِرِّ وَلِلْعَمَلِ الصَّالِحِ.
فَهَذَا هُوَ الْإِيمَانُ الْكَامِلُ التَّامُّ.
وَكَمَالُهُ نَوْعَانِ : كَمَالُ الْمُقَرَّبِينَ ، وَهُوَ الْكَمَالُ بِالْمُسْتَحَبِّ.
وَكَمَالُ الْمُقْتَصِدِينَ ، وَهُوَ الْكَمَالُ بِالْوَاجِبِ فَقَطْ.
وَإِذَا قُلْنَا فِي مِثْلِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) و ( لَا إيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ ) ، وَقَوْلِهِ : ( إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) الْآيَةَ.
، إذَا قَالَ الْقَائِلُ فِي مِثْلِ هَذَا : لَيْسَ بِمُؤْمِنِ كَامِلِ الْإِيمَانِ ؛ أَوْ نَفَى عَنْهُ كَمَالَ الْإِيمَانِ ، لَا أَصْلَهُ ؛ فَالْمُرَادُ بِهِ كَمَالُ الْإِيمَانِ الْوَاجِبِ ، لَيْسَ بِكَمَالِ الْإِيمَانِ الْمُسْتَحَبِّ ، كَمَنْ تَرَكَ رَمْيَ الْجِمَارِ ، أَوْ ارْتَكَبَ مَحْظُورَاتِ الْإِحْرَامِ غَيْرَ الْوَطْءِ.
وَكَذَا الْمُؤْمِنُ الْمُطْلَقُ : هُوَ الْمُؤَدِّي لِلْإِيمَانِ الْوَاجِبِ ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ إيمَانِهِ نَاقِصًا عَنْ الْوَاجِبِ : أَنْ يَكُونَ بَاطِلًا حَابِطًا.
، وَلَا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ الْإِيمَانُ الْكَامِلُ كَمَا تَقُولُهُ الْمُرْجِئَةُ ، وَلَا أَنْ يُقَالَ : وَلَوْ أَدَّى الْوَاجِبَ لَمْ يَكُنْ إيمَانُهُ كَامِلًا ، فَإِنَّ الْكَمَالَ الْمَنْفِيَّ هُنَا الْكَمَالُ الْمُسْتَحَبُّ.
فَهَذَا فُرْقَانٌ يُزِيلُ الشُّبْهَةَ فِي هَذَا الْمَقَامِ ، وَيُقَرِّرُ النُّصُوصَ كَمَا جَاءَتْ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا ) وَنَحْوُ ذَلِكَ ، لَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ : لَيْسَ مِنْ خِيَارِنَا ، كَمَا تَقُولُهُ الْمُرْجِئَةُ ، وَلَا أَنْ يُقَالَ : صَارَ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَكُونُ كَافِرًا ، كَمَا تَقُولُهُ الْخَوَارِجُ.
بَلْ الصَّوَابُ : أَنَّ هَذَا الِاسْمَ الْمُضْمَرَ يَنْصَرِفُ إطْلَاقُهُ إلَى الْمُؤْمِنِينَ الْإِيمَانَ الْوَاجِبَ الَّذِي بِهِ يَسْتَحِقُّونَ الثَّوَابَ بِلَا عِقَابٍ ، وَلَهُمْ الْمُوَالَاةُ الْمُطْلَقَةُ وَالْمَحَبَّةُ الْمُطْلَقَةُ ، وَإِنْ كَانَ لِبَعْضِهِمْ دَرَجَاتٌ فِي ذَلِكَ بِمَا فَعَلَهُ مِنْ الْمُسْتَحَبِّ ؛ فَإِذَا غَشَّهُمْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ حَقِيقَةً ؛ لِنَقْصِ إيمَانِهِ الْوَاجِبِ الَّذِي بِهِ يَسْتَحِقُّونَ الثَّوَابَ الْمُطْلَقَ بِلَا عِقَابٍ ، وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِنْ غَيْرِهِمْ مُطْلَقًا ؛ بَلْ مَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَسْتَحِقُّ بِهِ مُشَارَكَتَهُمْ فِي بَعْضِ الثَّوَابِ ، وَمَعَهُ مِنْ الْكَبِيرَةِ مَا يَسْتَحِقُّ بِهِ الْعِقَابَ ." انتهى مختصرا من " مجموع الفتاوى " (19/292-294).
وقال محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله : " ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ ) : قَالَ الْخَطَّابِيّ : مَعْنَاهُ لَيْسَ عَلَى سِيرَتنَا وَمَذْهَبنَا , يُرِيد أَنَّ مَنْ غَشَّ أَخَاهُ وَتَرَكَ مُنَاصَحَته ، فَإِنَّهُ قَدْ تَرَكَ اِتِّبَاعِي وَالتَّمَسُّك بِسُنَّتِي.
وَقْد ذَهَبَ بَعْضهمْ : إِلَى أَنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ نَفْيَه عَنْ الْإِسْلَام , وَلَيْسَ هَذَا التَّأْوِيل بِصَحِيحٍ , وَإِنَّمَا وَجْهُه مَا ذَكَرْت لَك , وَهَذَا كَمَا يَقُول الرَّجُل لِصَاحِبِهِ أَنَا مِنْك وَإِلَيْك , يُرِيد بِذَلِكَ الْمُتَابَعَة وَالْمُوَافَقَة , وَيَشْهَد لِذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّك غَفُور رَحِيم ) اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث دَلِيل عَلَى تَحْرِيم الْغِشّ ، وَهُوَ مُجْمَع عَلَيْهِ " انتهى من " عون المعبود شرح سنن أبي داود " (9/231).
وينظر : " فتح الباري " (3/163).
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم ذهاب مريض الهربس للمسجد- سؤال وجواب | من فاتته الجمعة يصلي الظهر بدلاً عنها
- سؤال وجواب | الزوجة التي تلح في طلباتها حتى تنفذ وكيفية التعامل معها
- سؤال وجواب | طلب العلم هل من أعذار التخلف عن الجمعة
- سؤال وجواب | القدر سر الله تعالى في خلقه. وكيف يتعامل المؤمن مع أقدار الله تعالى؟
- سؤال وجواب | الفرق بين الأبرار والمتقين وأصحاب اليمين
- سؤال وجواب | مقر العمل إن كان بعيدا عن المدينة فهل يلزم العمال صلاة الجمعة
- سؤال وجواب | هل يمكن أن أوازن بين عملي كطبيبة ودوري كأم؟
- سؤال وجواب | ذهاب الرجل للصلاة في المسجد وترك زوجته وابنته في السيارة
- سؤال وجواب | ما حكم التسمية بـ (مازن)؟
- سؤال وجواب | أشكو من توهم الأمراض والقولون العصبي، فما علاج ذلك؟
- سؤال وجواب | يكتب للمرء أجر ما كان يعمله وهو صحيح مقيم
- سؤال وجواب | الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان والطلاق البدعي يقع
- سؤال وجواب | أعاني من إفرازات أنفية في الحلق سببت تغير صوتي، فما الحل؟
- سؤال وجواب | ما هي الحكمة من تألُّم الأطفال في الدنيا ؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا