السلام عليكم ورحمة الله.

لدي أخ متزوج، ويسكن معنا في نفس العمارة، وله شقة مستقلة، ولديه ثلاثة أبناء، تكمن المشكلة في أن أبناءه صغار، ويأتون إلينا عدة مرات في اليوم، حتى أصبح البيت عبارة عن فوضى وإزعاج بسبب شقاوتهم، والمشكلة أن والدتي ليس لديها اعتراض، ولكني أحتاج للهدوء، حتى أستطيع إنجاز أبحاثي، حيث تحتم علي طبيعة وظيفتي عمل مجموعة من الأبحاث للترقية، وقد تحدثت مع والدتي كثيرًا حول هذا الشأن، وأنه من حقي عليهم جميعًا تشجيعي على ترقيتي، ولكن ظروف البيت وما به من إزعاج لا تسمح، ولم أعد قادرة على مواصلة عملي من البيت، فماذا أفعل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات موقعنا، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

من المؤكد -أختي الفاضلة- أن وجود الإزعاج يتسبب في تشتيت الذهن والتركيز، وهذا له تأثير في الأداء البحثي العلمي عمومًا، ونتفق معك حول قلقك من هذا الإزعاج، خصوصًا أنك من الشخصيات التي لا تستطيع التركيز داخل بيئة الحركة والإزعاج.

ومن المفترض أن من حولك من العائلة يدركون ذلك، ويساعدونك على تحقيق هذا الإنجاز، ويقفون معك في تسهيل كل ما يمكن أن يحقق لك التفوق، لذلك يمكن أن نقترح لك بعض الحلول التي تساعدك -إن شاء الله - في هذه المشكلة، ونرى أنها تتخذ مسارين: المسار الأول: من جهة العائلة، حاولي الجلوس مع كبار العائلة، كوالدتك، وأخيك، وأظهري لهم -بكل وضوح- تأثير إزعاج الأطفال عليك، ونتائج ذلك على أبحاثك ومستقبلك المهني، واطلبي منهم المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة التي تتفقون عليها، فربما أنهم لا يدركون الضرر الذي يسببه هذا الإزعاج لك.

المسار الثاني: من جهتك، يمكن أن تخاطبي الأطفال -إن كانوا في سن يفهمون التوجيهات-، وتشرحي لهم أنك تنزعجين من الإكثار من لعبهم، ثم حددي لهم أوقاتاً وأماكن مناسبة لزيارتكم واللعب فيها، وتجعلي من أوقات غيابهم فرصة تستغلينها في كتابة أبحاثك ونشاطك العلمي.

أيضًا من الحلول: ابحثي عن أفضل الأوقات التي لا يوجد فيها إزعاج، ورتبي وقتك بحيث تتفرغين للبحوث في هذه الأوقات.

وأيضًا من الحلول: تخصيص مكان بعيد عن الإزعاج ولا يصل إليه الأطفال؛ كمكتب داخل البيت، أو في مكتبة عامة، أو حديقة مثلًا، أو أي مكان يتيح لك الكتابة والبحث.

ننصحك كذلك: بترتيب وقتك، وعدم مراكمة المهام، حتى لا تضطري إلى أخذ وقت طويل في الكتابة والبحث، فتنظيم الوقت يساعدك على تقليص الجهد والوقت، فربما تجدين في الأوقات القليلة التي لا يوجد فيها إزعاج الأطفال الوقت الكافي لأبحاثك ودراستك.

أتمنى لك التوفيق والسداد..