مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | لا يلزم من وجود النقص في أعمال العباد وجوده في صفات الله وأفعاله تعالى

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | هناك جهاز يحدد أيام الخصوبة، هل هو دقيق؟
- سؤال وجواب | أعاني من الرهاب والضيق. هل البروزاك مفيد للأعراض التي تنتابني؟
- سؤال وجواب | أشعر بألم أسفل الظهر عند الجلوس والركض، فما السبب؟
- سؤال وجواب | القلق الزائد يمنعني من النوم ومن الاستمتاع بالحياة
- سؤال وجواب | الوسواس القهري أفسد أموري الدينية والدنيوية، كيف أتخلص منه؟
- سؤال وجواب | هل قسوة الآباء والمعلمين مع الأبناء دليل على الكراهية؟
- سؤال وجواب | أصبت فجأة بضعف الرغبة الجنسبة والانتصاب وأنا مقدم على الزواج. أريد الاطمئنان
- سؤال وجواب | الصائم هل يشرع له أخذ الدواء بعد أذان الفجر بدقائق قليلة
- سؤال وجواب | أحببت الشاب أكثر من نفسي فاستغلني أسوأ استغلال!
- سؤال وجواب | حكم معصية البنت أباها إذا منعها من الذهاب إلى مكان ما
- سؤال وجواب | ما هي الطريقة المثلى للتقشير لجعل بشرتي صافية ونضرة؟
- سؤال وجواب | قلقي ومخاوفي المستمرة
- سؤال وجواب | وصايا للزوجة التي يسيئ الزوج معاملتها
- سؤال وجواب | الشعور بالتقصير نحو الزوج.
- سؤال وجواب | أعاني صعوبة وتلعثما عند الكلام رغم أني لا أشكو من رهاب اجتماعي
آخر تحديث منذ 1 ساعة
5 مشاهدة

سمعت شيخا يقول: تصرفات بني آدم منه ،وهل يعني يصبح الله ناقصا؛ لأن الله كامل كل شيء منه..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فينبغي أن يعلم ـ أولا ـ أنه لا منافاة بين كون تصرفات وأفعال بني آدم صادرة منهم وأنهم فاعلون على الحقيقة، وبين عموم خلق الله تعالى لجميع الأشياء، فقد قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في منهاج السنة النبوية مبينا ذلك: الْأَعْمَالُ وَالْأَقْوَالُ وَالطَّاعَاتُ وَالْمَعَاصِي مِنَ الْعَبْدِ، بِمَعْنَى أَنَّهَا قَائِمَةٌ بِهِ وَحَاصِلَةٌ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَهُوَ الْمُتَّصِفُ بِهَا الْمُتَحَرِّكُ بِهَا، الَّذِي يَعُودُ حُكْمُهَا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ قَدْ يُقَالُ لِمَا اتَّصَفَ بِهِ الْمَحَلُّ وَخَرَجَ مِنْهُ: هَذَا مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ اخْتِيَارٌ، كَمَا يُقَالُ: هَذِهِ الرِّيحُ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَهَذِهِ الثَّمَرَةُ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، وَهَذَا الزَّرْعُ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ، فَلَأَنْ يُقَالُ مَا صَدَرَ مِنَ الْحَيِّ بِاخْتِيَارِهِ: هَذَا مِنْهُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى، وَهِيَ مِنَ اللَّهِ، بِمَعْنَى أَنَّهُ خَلَقَهَا قَائِمَةً بِغَيْرِهِ وَجَعَلَهَا عَمَلًا لَهُ وَكَسْبًا وَصِفَةً، وَهُوَ خَلَقَهَا بِمَشِيئَةِ نَفْسِهِ وَقُدْرَةِ نَفْسِهِ بِوَاسِطَةِ خَلْقِهِ لِمَشِيئَةِ الْعَبْدِ وَقُدْرَتِهِ، كَمَا يَخْلُقُ الْمُسَبَّبَاتِ بِأَسْبَابِهَا، فَيَخْلُقُ السَّحَابَ بِالرِّيحِ، [وَالْمَطَرَ بِالسَّحَابِ]، وَالنَّبَاتَ بِالْمَطَرِ.

وَالْحَوَادِثُ تُضَافُ إِلَى خَالِقِهَا بِاعْتِبَارٍ، وَإِلَى أَسْبَابِهَا بِاعْتِبَارٍ، فَهِيَ مِنَ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ لَهُ فِي غَيْرِهِ، كَمَا أَنَّ جَمِيعَ حَرَكَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ وَصِفَاتِهَا مِنْهُ، وَهِيَ مِنَ الْعَبْدِ صِفَةٌ قَائِمَةٌ بِهِ، كَمَا أَنَّ الْحَرَكَةَ مِنَ الْمُتَحَرِّكِ الْمُتَّصِفِ بِهَا وَإِنْ كَانَ جَمَادًا، فَكَيْفَ إِذَا كَانَ حَيَوَانًا؟ وَحِينَئِذٍ فَلَا شَرِكَةَ بَيْنَ الرَّبِّ وَبَيْنَ الْعَبْدِ لِاخْتِلَافِ جِهَةِ الْإِضَافَةِ، كَمَا [أَنَّا] إِذَا قُلْنَا: هَذَا الْوَلَدُ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ بِمَعْنَى أَنَّهَا وَلَدَتْهُ، وَمِنَ اللَّهِ بِمَعْنَى أَنَّهُ خَلَقَهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا تَنَاقُضٌ، وَإِذَا قُلْنَا هَذِهِ الثَّمَرَةُ مِنْ الشَّجَرَةِ، وَهَذَا الزَّرْعُ مِنَ الْأَرْضِ، بِمَعْنَى أَنَّهُ حَدَثَ فِيهَا، وَمِنَ اللَّهِ بِمَعْنَى أَنَّهُ خَلَقَهُ مِنْهَا، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا تَنَاقُضٌ.

انتهى.

ثم جوابا عن سؤالك نقول: لا يلزم من وجود النقص في أعمال العباد وجوده في صفات الله وأفعاله سبحانه وتعالى، فإن الله خلق الخير والشر لحكم عظيمة ندرك بعضها ونجهل أكثرها، فهي باعتبار هذه الحكم والمآلات تكون خيرا كلها، وإنما الشر واقع في مفعولاته لا في أفعاله سبحانه، فالخير كله بيد الله والشر ليس إليه.

قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية: وَاللَّهُ تَعَالَى وَإِنْ كَانَ خَالِقًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَإِنَّهُ خَلَقَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ الَّتِي بِاعْتِبَارِهَا كَانَ فِعْلُهُ حَسَنًا مُتْقَنًا، كَمَا قَالَ: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} [سُورَةُ السَّجْدَةِ: 7] وَقَالَ: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [سُورَةُ النَّمْلِ: 88] فَلِهَذَا لَا يُضَافُ إِلَيْهِ الشَّرُّ مُفْرَدًا، بَلْ إِمَّا أَنْ يَدْخُلَ فِي الْعُمُومِ، وَإِمَّا أَنْ يُضَافَ إِلَى السَّبَبِ، وَإِمَّا أَنْ يُحْذَفَ فَاعِلُهُ، فَالْأَوَّلُ: كَقَوْلِ [اللَّهِ تَعَالَى]: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [سُورَةُ الزُّمَرِ: 62] وَالثَّانِي: كَقَوْلِهِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ - مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [سُورَةُ الْفَلَقِ: 1، 2] وَالثَّالِثُ كَقَوْلِهِ فِيمَا حَكَاهُ عَنِ الْجِنِّ: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [سُورَةُ الْجِنِّ: 10] وَقَدْ قَالَ فِي أُمِّ الْقُرْآنِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [سُورَةُ الْفَاتِحَةِ: 6، 7] فَذَكَرَ أَنَّهُ فَاعِلُ النِّعْمَةِ، وَحَذَفَ فَاعِلَ الْغَضَبِ، وَأَضَافَ الضَّلَالَ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ الْخَلِيلُ [عَلَيْهِ السَّلَامُ] {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: 80]، وَلِهَذَا كَانَ لِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى، فَسَمَّى نَفْسَهُ بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى الْمُقْتَضِيَةِ لِلْخَيْرِ، وَإِنَّمَا يُذْكَرُ الشَّرُّ فِي الْمَفْعُولَاتِ، كَقَوْلِهِ: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 98]، وَقَوْلِهِ فِي آخِرِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [سُورَةُ الْأَنْعَامِ: 165] وَقَوْلِهِ فِي الْأَعْرَافِ: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [سُورَةُ الْأَعْرَافِ: 167]، وَقَوْلِهِ: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ - وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [سُورَةُ الْحِجْرِ: 49، 50] وَقَوْلِهِ: {حم - تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ - غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [سُورَةُ غَافِرٍ: 13]، وَهَذَا لِأَنَّ مَا يَخْلُقُهُ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي فِيهَا شَرٌّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَعْضِ النَّاسِ فَلَهُ فِيهَا حِكْمَةٌ، هُوَ بِخَلْقِهِ لَهَا حميْدٌ مَجِيدٌ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، فَلَيْسَتْ بِالْإِضَافَةِ إِلَيْهِ شَرًّا وَلَا مَذْمُومَةً، فَلَا يُضَافُ إِلَيْهِ مَا يُشْعِرُ بِنَقِيضِ ذَلِكَ، كَمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ خَالِقُ الْأَمْرَاضِ وَالْأَوْجَاعِ وَالرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ وَالصُّوَرِ الْمُسْتَقْبَحَةِ وَالْأَجْسَامِ الْخَبِيثَةِ كَالْحَيَّاتِ وَالْعَذِرَاتِ لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ البالغة.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى:

35375�

67389�

174581

.والله أعلم..



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | هل للاحتلام أضرار مثل العادة السرية؟ وكيف أدافع المشاهد المثيرة والمخزنة في الدماغ؟
- سؤال وجواب | أخشى من الزواج بسبب وساوس في الضعف الجنسي. ما النصيحة؟
- سؤال وجواب | نسي غسل المذي وصلى فما الذي يلزمه وما حكم صلاته
- سؤال وجواب | كل تحاليلي سليمة ولكني قلق وأخاف من الموت. كيف أريح نفسي من كل هذا؟
- سؤال وجواب | الناكح الذي يريد العفاف يعينه الله تعالى
- سؤال وجواب | عمتي تتخيل أشياء وتؤكد عليها بشكل غير طبيعي!
- سؤال وجواب | عند ذهابي لرؤية عروسة أشعر بغثيان وقيء قبل الذهاب ودوخة. أفيدوني
- سؤال وجواب | هل ثمة علاج نافع يعيد غضروف الركبة إلى مكانه؟
- سؤال وجواب | آلام في الرأس وتسارع في القلب خاصة عند النوم. أفيدوني
- سؤال وجواب | تأتيني حالات أتوقع فيها أني سأموت فأخاف، فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | لا يوصف الله بالتقصير في حق عباده
- سؤال وجواب | كتب في سير ‏الصحابة، وأخبارهم، وأقوالهم الفقهية
- سؤال وجواب | تفسير الإقعاء بين السجدتين
- سؤال وجواب | أصبت بارتخاء مفاجئ وعدم وجود رغبة جنسية. متى سأسترد ثقتي بنفسي؟
- سؤال وجواب | أصبت بدوار وصعوبة تنفس وتنميل. هل مشكلتي عضوية أم نفسية؟
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/04