مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا
الاكثر بحثاً

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | أهمية وأثر الدعاء في حصول المطلوب

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | أشعر بالشلل في جسمي وأسمع أصواتًا بسبب أحلام أراها، فما تفسير ذلك؟
- سؤال وجواب | سبب نزول (وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا)
- سؤال وجواب | المبتلى باللواط كيف يتجنبه
- سؤال وجواب | الإقامة في البلد الذي يقل فيه الفساد
- سؤال وجواب | أعاني من القلق والخوف والشعور بأعراض جسدية
- سؤال وجواب | هل يجب على المرأة إخبار الخاطب بإصابتها بالمرض المعروف باسم جلد الدجاجة؟
- سؤال وجواب | شراء شاحن للهاتف بمال حرام واستعماله في تجارة مباحة
- سؤال وجواب | حكم من أحرم ولم يأت بالتلبية في مذهب الأحناف
- سؤال وجواب | نصيحة للشاب المتساهل بالصلاة
- سؤال وجواب | هل يجوز الاقتراض بالربا لبناء بيت متصدع؟
- سؤال وجواب | طرأت على فكري شبهة الشك في ملك اليمين
- سؤال وجواب | لاحرج في العلاج بالقرآن وماء زمزم
- سؤال وجواب | لا يُنتقل من قضاء الصيام إلى الإطعام إلا للعاجز عجزا دائما عن الصيام
- سؤال وجواب | إشراك النفس مع الغير في ثواب الصدقة بعد مضيها
- سؤال وجواب | لا أشعر بنفسي بل أشعر كأني لست بإنسان. ما توجيهكم؟
آخر تحديث منذ 2 دقيقة
9 مشاهدة

جزاكم الله خيرا، لو تفضلتم بفك الإشكال الذي أصبحت لا أستطيع فهمه، تراودني وساوس لا أستطيع سوى الاقتناع بها، ولم أعد أقوى على التخلص منها، رغم علمي بضلالها..

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فالدعاء سبب من أسباب حصول المقدور، فإن الله قدر حصول المقدور بأسباب من أقواها الدعاء، كما قدر حصول الشبع والري، بالأكل والشرب، ولا يقول عاقل إن الأكل والشرب، أثر ضعيف في حصول الشبع والري بسبب تخلفهما في بعض الأحيان، بسبب علة في الأكل والشرب، أو بسبب قِلَّتِهِمَا؛ فكذلك تخلف حصول المطلوب، لا يدل على ضعف أثر الدعاء في حصول المطلوب، بل قد يكون لوجود مانع منع حصوله.

ودعاء المرء ربه عز وجل بتضرع وإنابة وانكسار، وصدق التجاء واضطرار، وغيرها من العبادات التي تنال بها مرضاة الله ، من أعظم أسباب تحقق المطلوب؛ فإن رضا الله ، والتقرب إليه، من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، ومن علم ذلك، قوّى في قلبه -لا محالة- الالتجاء إلى الله ، والافتقار إليه، والطمع فيما عنده سبحانه وتعالى.

وكذلك نحن نعلم أن كثيرا من الناس قد اضطروا إلى الدعاء، فاستجاب الله لهم، ودفع عنهم ضرهم، وكشف عنهم كربهم، فكيف يستشعر المسلم بعد ذلك ضعف أثر الدعاء.وقد بيّن ذلك كله ابن القيم ـرحمه الله ـ أعظم بيان في الداء والدواء، حيث قال رحمه الله : وَهَاهُنَا سُؤَالٌ مَشْهُورٌ وَهُوَ: أَنَّ الْمَدْعُوَّ بِهِ، إِنْ كَانَ قَدْ قُدِّرَ لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ وُقُوعِهِ، دَعَا بِهِ الْعَبْدُ أَوْ لَمْ يَدْعُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ قُدِّرَ لَمْ يَقَعْ، سَوَاءٌ سَأَلَهُ الْعَبْدُ، أَوْ لَمْ يَسْأَلْهُ.

فَظَنَّتْ طَائِفَةٌ صِحَّةَ هَذَا السُّؤَالِ، فَتَرَكَتِ الدُّعَاءَ، وَقَالَتْ: لَا فَائِدَةَ فِيهِ، وَهَؤُلَاءِ مَعَ فَرْطِ جَهْلِهِمْ وَضَلَالِهِمْ، مُتَنَاقِضُونَ.

فَإِنَّ طَرْدَ مَذْهَبِهِمْ، يُوجِبُ تَعْطِيلَ جَمِيعِ الْأَسْبَابِ، فَيُقَالُ لِأَحَدِهِمْ: إِنْ كَانَ الشِّبَعُ وَالرِّيُّ قَدْ قُدِّرَا لَكَ، فَلَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِهِمَا، أَكَلْتَ أَوْ لَمْ تَأْكُلْ، وَإِنْ لَمْ يُقَدَّرَا لَمْ يَقَعَا أَكَلْتَ، أَوْ لَمْ تَأْكُلْ.

وَإِنْ كَانَ الْوَلَدُ قُدِّرَ لَكَ فَلَا بُدَّ مِنْهُ، وَطِئْتَ الزَّوْجَةَ، أَوِ الْأَمَةَ أَوْ لَمْ تَطَأْ، وَإِنْ لَمْ يُقَدَّرْ لَمْ يَكُنْ، فَلَا حَاجَةَ إِلَى التَّزْوِيجِ وَالتَّسَرِّي، وَهَلُمَّ جَرَّا.

فَهَلْ يَقُولُ هَذَا عَاقِلٌ أَوْ آدَمِيٌّ؟ بَلِ الْحَيَوَانُ الْبَهِيمُ مَفْطُورٌ عَلَى مُبَاشَرَةِ الْأَسْبَابِ الَّتِي بِهَا قِوَامُهُ وَحَيَاتُهُ، فَالْحَيَوَانَاتُ أَعْقَلُ وَأَفْهَمُ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ هُمْ كَالْأَنْعَامِ، بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا.

وَالصَّوَاب أَنَّ هَاهُنَا قِسْمًا ثَالِثًا، غَيْرَ مَا ذَكَرَهُ السَّائِلُ، وَهُوَ أَنَّ هَذَا الْمَقْدُورَ قُدِّرَ بِأَسْبَابٍ، وَمِنْ أَسْبَابِهِ الدُّعَاءُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ مُجَرَّدًا عَنْ سَبَبِهِ، وَلَكِنْ قُدِّرَ بِسَبَبِهِ، فَمَتَى أَتَى الْعَبْدُ بِالسَّبَبِ، وَقَعَ الْمَقْدُورُ، وَمَتَى لَمْ يَأْتِ بِالسَّبَبِ انْتَفَى الْمَقْدُورُ، وَهَذَا كَمَا قُدِّرَ الشِّبَعُ وَالرِّيُّ بِالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَقُدِّرَ الْوَلَدُ بِالْوَطْءِ، وَقُدِّرَ حُصُولُ الزَّرْعِ بِالْبَذْرِ، وَقُدِّرَ خُرُوجُ نَفْسِ الْحَيَوَانِ بِذَبْحِهِ، وَكَذَلِكَ قُدِّرَ دُخُولُ الْجَنَّةِ بِالْأَعْمَالِ، وَدُخُولُ النَّارِ بِالْأَعْمَالِ، وَهَذَا الْقِسْمُ هُوَ الْحَقُّ، وَهَذَا الَّذِي حُرِمَهُ السَّائِلُ، وَلَمْ يُوَفَّقْ لَهُ.

وَحِينَئِذٍ فَالدُّعَاءُ مِنْ أَقْوَى الْأَسْبَابِ، فَإِذَا قُدِّرَ وُقُوعُ الْمَدْعُوِّ بِهِ بِالدُّعَاءِ، لَمْ يَصِحَّ أَنْ يُقَالَ: لَا فَائِدَةَ فِي الدُّعَاءِ، كَمَا لَا يُقَالُ: لَا فَائِدَةَ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَجَمِيعِ الْحَرَكَاتِ وَالْأَعْمَالِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْأَسْبَابِ أَنْفَعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَلَا أَبْلَغَ فِي حُصُولِ الْمَطْلُوبِ.

وَلَمَّا كَانَ الصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- أَعْلَمَ الْأُمَّةِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَفْقَهَهُمْ فِي دِينِهِ، كَانُوا أَقْوَمَ بِهَذَا السَّبَبِ، وَشُرُوطِهِ، وَآدَابِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ.

وَكَانَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَسْتَنْصِرُ بِهِ عَلَى عَدُوِّهِ، وَكَانَ أَعْظَمَ جُنْدَيْهِ، وَكَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: لَسْتُمْ تُنْصَرُونَ بِكَثْرَةٍ، وَإِنَّمَا تُنْصَرُونَ مِنَ السَّمَاءِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَا أَحْمِلُ هَمَّ الْإِجَابَةِ، وَلَكِنْ هَمَّ الدُّعَاءِ، فَإِذَا أُلْهِمْتُمُ الدُّعَاءَ، فَإِنَّ الْإِجَابَةَ مَعَهُ، وَأَخَذَ الشَّاعِرُ هَذَا الْمَعْنَى فَنَظَمَهُ، فَقَالَ:لَوْ لَمْ تُرِدْ نَيْلَ مَا أَرْجُو وَأَطْلُبُهُ مِنْ جُودِ كَفَّيْكَ مَا عَلَّمْتَنِي الطَّلَبَافَمَنْ أُلْهِمَ الدُّعَاءَ فَقَدْ أُرِيدَ بِهِ الْإِجَابَةُ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ سُورَةُ غَافِرٍ : 60 ].

وَقَالَ: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [ ص: 18 ].

وَفِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ.

وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ رِضَاءَهُ فِي سُؤَالِهِ وَطَاعَتِهِ، وَإِذَا رَضِيَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَكُلُّ خَيْرٍ فِي رِضَاهُ، كَمَا أَنَّ كُلَّ بَلَاءٍ وَمُصِيبَةٍ فِي غَضَبِهِ.وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ أَثَرًا: أَنَا اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، إِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ، وَلَيْسَ لِبَرَكَتِي مُنْتَهًى.

وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ، وَلَعْنَتِي تَبْلُغُ السَّابِعَ مِنَ الْوَلَدِ.

وَقَدْ دَلَّ الْعَقْلُ، وَالنَّقْلُ، وَالْفِطْرَةُ، وَتَجَارِبُ الْأُمَمِ -عَلَى اخْتِلَافِ أَجْنَاسِهَا، وَمِلَلِهَا، وَنِحَلِهَا- عَلَى أَنَّ التَّقَرُّبَ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَطَلَبِ مَرْضَاتِهِ، وَالْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ إِلَى خَلْقِهِ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ الْجَالِبَةِ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَأَضْدَادَهَا مِنْ أَكْبَرِ الْأَسْبَابِ الْجَالِبَةِ لِكُلِّ شَرٍّ، فَمَا اسْتُجْلِبَتْ نِعَمُ اللَّهِ، وَاسْتُدْفِعَتْ نِقْمَتُهُ، بِمِثْلِ طَاعَتِهِ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى خَلْقِهِ.

وَقَدْ رَتَّبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ حُصُولَ الْخَيْرَاتِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَحُصُولَ السُّرُورِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فِي كِتَابِهِ عَلَى الْأَعْمَالِ، تُرَتُّبَ الْجَزَاءِ عَلَى الشَّرْطِ، وَالْمَعْلُولِ عَلَى الْعِلَّةِ، وَالْمُسَبَّبِ عَلَى السَّبَبِ، وَهَذَا فِي الْقُرْآنِ يَزِيدُ عَلَى أَلْفِ مَوْضِعٍ.

انتهى.وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى رقم:

51601.

والله أعلم..



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | لا أشعر بنفسي بل أشعر كأني لست بإنسان. ما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | خوف الضرر من الحمل هل يسوغ طلب الطلاق
- سؤال وجواب | النحافة . أسبابها وعلاجها
- سؤال وجواب | اشتركوا في شراء سيارة وسينتفعون بها بالمهايأة الزمنية لكن يريدون إنقاص حق بعض الشركاء
- سؤال وجواب | زوجي سبب لي حالة نفسية ولا أعلم كيف أتخلص منها.
- سؤال وجواب | العمل في فندق تشرب فيه الخمور
- سؤال وجواب | دخلت تخصصا لا أرغب به ولا أستطيع التفوق فيه. فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | هل من السنة الجلوس على الأرض لتناول الطعام
- سؤال وجواب | صديقي لا يكن لي الحب الذي أكنه له!
- سؤال وجواب | كفالة أطفال غير المسلمين.رؤية شرعية واقعية
- سؤال وجواب | أعاني من قرين دائم لا يفارقني أبداً، ماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | هل يجب على الزوج أن يعطي زوجته مصروفا خاصا بها
- سؤال وجواب | ما حكم العمل في شركة محاسبة تنظم الحسابات لشركات التأمين التجاري؟
- سؤال وجواب | ما هي أفضل الطرق في المذاكرة وتفادي النسيان؟
- سؤال وجواب | لدي توهم بضعف الفهم والتركيز، فكيف أعالج هذه التوهمات؟
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/08




كلمات بحث جوجل