مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | حديث موضوع في فضل التقاط الطعام الملقى على الأرض
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعراض نقص السكر. وعلاجها- سؤال وجواب | حكم الوقوف بجانب الطفل غير المميز في صفوف الصلاة
- سؤال وجواب | أعاني من رعشة في اليدين والجسم وخدران، فما الحل؟
- سؤال وجواب | حدُّ الركوع والسجود للمنفرد والإمام
- سؤال وجواب | هل من برنامج علاجي ورياضي ودوائي لعدم إلى التعاطي؟
- سؤال وجواب | انقطعت الدورة الشهرية بعد عملية استئصال كيس المبيض
- سؤال وجواب | خلاف الشريك مع شريكه لا يسقط حقه في الربح الحاصل من الشركة
- سؤال وجواب | أعاني من الذباب الطائر والطبيب يقول بأني عيني سليمة!
- سؤال وجواب | حبوب الأسبرين هل يجب تناولها لكل من تجاوز سن الخمسين بلا استثناء؟
- سؤال وجواب | تنميل في فروة الرأس وصداع متنقل وزغللة وضعف التركيز والذاكرة، فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | كيف يمكننا المحافظة على العلاقة قبل الزواج في حدود الشرع؟
- سؤال وجواب | لا حرج على الحائض في إزالة الشعر ونحوه
- سؤال وجواب | هل حالتي تستدعي استئصال الغدة الدرقية؟
- سؤال وجواب | نصرانية تسأل هل في الإسلام برنامج لتخفيف الوزن ؟!
- سؤال وجواب | وجود شخص مدمن عاص ضمن العائلة هل يمنع إجابة الدعاء
هناك حديث ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : "من التقط لقمة وقعت منه على الأرض أثناء الطعام فسوف يهبه الله أطفالاً رائعين جدًا ".
فهل هذا الحديث صحيح ومن الكتب المحققة ؟ وإن كان صحيحًا فما التفسير العلمي لهذا الحديث ( أقصد ما العلاقة بين التقاط الطعام والأطفال الرائعين ؟ ).
الحمد لله.
أولا : جاءت الشريعة المطهرة باحترام النعم ، وشكر المنن ، وتقدير الخير الذي يسخره سبحانه وتعالى للناس.
والطعام من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان ، جعل فيه حياته وقوته ، كما جعل فيه لذته ، ولذلك أمر بالحمد بعد تناوله ، والشكر على إحسانه به.
يقول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة/172 وقال سبحانه : ( فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) النحل/114 وقال سبحانه : (لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ) يس/35 ولا شك أن من شكر نعمة الطعام احترامها وعدم إلقائها ، ورفعها عن مواضع الإهانة والقذارة ، وحفظها عن ما يفسدها.
يقول المناوي في "فيض القدير" (1/191) : " حسن الجوار لنعم الله من تعظيمها ، وتعظيمها من شكرها ، والرمي بها من الاستخفاف بها ، وذلك من الكفران ، والكَفور ممقوت مسلوب ، ولهذا قالوا : الشكر قيد للنعمة الموجودة ، وصيد للنعمة المفقودة.
وقالوا : كفران النعم بوار ، فاستدع شاردها بالشكر ، واستدم هاربها بكرم الجوار.
فارتباط النعم بشكرها ، وزوالها في كفرها ، فمن عظَّمَها فقد شكرها ، ومن استخف بها فقد حقرها وعرضها للزوال ، ولهذا قالوا : لا زوال للنعمة إذا شكرت ، ولا بقاء لها إذا كفرت.
قال ابن الحاج : كان العارف المرجاني إذا جاءه القمح لم يترك أحدا من فقراء الزاوية ذلك اليوم يعمل عملا حتى يلتقطوا جميع ما سقط من الحب على الباب أو بالطريق.
قال : فينبغي للإنسان إذا وجد خبزا أو غيره مما له حرمة ، مما يؤكل ، أن يرفعه من موضع المهنة إلى محل طاهر يصونه فيه ، لكن لا يُقَبِّلُهُ ولا يرفعه فوق رأسه كما تفعله العامة ؛ فإنه بدعة.
قال : وهذا الباب مجرَّب ، فمن عظَّم الله بتعظيم نعمه لطف به وأكرمه ، وإن وقع بالناس شدة جعل له فرجا ومخرجا " انتهى.
وقد جاءت النصوص تأمر برفع الطعام الساقط على الأرض : فعَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ، ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ) رواه مسلم (2033) وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ ، قَالَ وَقَالَ : إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ ) رواه مسلم (2034) يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (13/206) : " معناه والله أعلم : أن الطعام الذى يحضره الإنسان فيه بركة ، ولا يُدرى أن تلك البركة فيما أكله ، أو فيما بقي على أصابعه ، أو في ما بقي في أسفل القصعة ، أو فى اللقمة الساقطة ، فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة ، وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والإمتاع به ، والمراد هنا والله أعلم : ما يحصل به التغذية ، وتسلم عاقبته من أذى ، ويُقَوِّي على طاعة الله تعالى وغير ذلك " انتهى.
وقد نص الفقهاء في كتبهم على هذا الأدب العظيم ، حتى قال ابن حزم في "المحلى" (6/117) بوجوبه ، وانظر : المبسوط (30/268) ، حاشية تحفة المحتاج (7/438) ، الإنصاف (8/327) ، الموسوعة الفقهية (6/121).
كما ذكروا لهذا الأدب حكما عديدة ، وفوائد كثيرة ، منها : 1- امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم وسنته.
2- التواضع وعدم التكبر.
3- احترام نعم الله تعالى وتعظيمها وشكرها وعدم الاستخفاف بها.
4- تحصيل البركة التي قد تكون في اللقمة الساقطة.
5- حرمان الشيطان من ذلك الطعام ، حتى قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (13/204) : " فان وقعت على موضع نجس فلا بد من غسلها إن أمكن ، فإن تعذر أطعمها حيوانا ولايتركها للشيطان " انتهى.
6- الاقتصاد وعدم الإسراف.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "شرح رياض الصالحين" (1/459) : " من آداب الأكل أن الإنسان إذا سقطت لقمة على الأرض فإنه لا يدعها ؛ لأن الشيطان يحضر الإنسان في جميع شئونه.
والإنسان إذا فعل هذا امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وتواضعا لله عز وجل ، وحرمانا للشيطان من أكلها ، حصل على هذه الفوائد الثلاثة : الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، والتواضع ، وحرمان الشيطان من أكلها " انتهى.
ويغفل كثير من الناس عن هذا الأدب أثناء تناول الطعام على السفر ، فيظنون أنه أدب خاص بما إذا سقط الطعام على الأرض ، ولكنه أدب ينبغي الامتثال به حتى على السفر ، فإذا سقطت اللقمة من الصحن على السفرة فعليه أن يرفعها.
سئل الشيخ ابن عثيمين في "لقاءات الباب المفتوح" (31/سؤال رقم 25) : " الطعام الذي يسقط على السفرة هل يدخل في حديث إماطة الأذى ؟ فأجاب : نعم.
الطعام الذي يسقط على السفرة داخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا سقطت لقمة أحدكم ، فليأخذها وليمط ما بها من أذى ، ولا يدعها للشيطان ) " انتهى.
ثانيا : ما يتناقله بعض الناس من مبالغات في هذا الموضوع هو من الأخبار الكاذبة ، فقد روى بعض الوضاعين فضائل لمن يرفع اللقمة الساقطة على الأرض ، ونسبوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بريء منه.
يقول الإمام السخاوي رحمه الله في "المقاصد الحسنة" (627) : " حديث ( من أكل ما يسقط من الخِوان والقَصعةِ أمِن من الفقر والبرص والجذام ، وصُرِفَ عن ولده الحُمقُ ) أبو الشيخ في الثواب عن جابر به مرفوعا.
وعن الحجَّاجِ بن علاط مرفوعا أيضا بلفظ : ( أُعطِيَ سعةً من الرزق ، ووُقِيَ الحمقَ في ولده ، وَوَلَدِ ولده ) والديلمي من طريق الرشيد عن آبائه عن ابن عباس رفعه : ( من أكل ما يسقط من المائدة خرج ولده صباح الوجوه ، ونفى عنه الفقر ) وأخرجه الخطيب في ترجمة عبد الصمد الهاشمي ثم ضعفه.
وأورده الغزالي في الإحياء بلفظ : ( عاش في سعة ، وعوفي في ولده ) وفي الباب عن أنس أورده الخطيب في ترجمة يونس من المؤتلف ، وفيه قصة لهدبة بن خالد مع المأمون ، وعن أبي هريرة.
وكلها مناكير " انتهى.
ومن الأحاديث المكذوبة في هذا الموضوع : ( أكرموا الخبز ، فإنه من بركات السماء والأرض ، من أكل ما يسقط من السفرة غُفر له ) وانظر "الموضوعات" (2/289- 292) ، "تنزيه الشريعة" (322) ، "كشف الخفاء" (2/230) فالواجب تحذير الناس من هذه الأحاديث ، وبيان بطلانها وكذبها ، ونفيُ الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال والقربات.
ثالثا : مما ينبغي التنبيه عليه ما يفعله بعض الناس حين يرفع الطعام الساقط على الأرض فتجده يقبله ويضعه على جبهته ، فما حكم ذلك ؟ جاء في "الموسوعة الفقهية" (13/133-134) : " صرّح الشّافعيّة بجواز تقبيل الخبز ، وقالوا : إنّه بدعة مباحة أو حسنة ، لأنّه لا دليل على التّحريم ولا الكراهة ، لأنّ المكروه ما ورد عنه نهي ، أو كان فيه خلاف قويّ ، ولم يرد في ذلك نهي ، فإن قصد بذلك إكرامه لأجل الأحاديث الواردة في إكرامه فحسن ، ودوسه مكروه كراهة شديدة ، بل مجرّد إلقائه في الأرض من غير دوس مكروه.
وقال صاحب الدّرّ من الحنفيّة مؤيّداً قول الشّافعيّة في جواز تقبيل الخبز : وقواعدنا لا تأباه.
أمّا الحنابلة فقالوا : لا يشرع تقبيل الخبز ولا الجمادات إلا ما استثناه الشّرع " انتهى.
قال ابن مفلح : ( وهو ظاهر كلام الشيخ تقي الدين ؛ فإنه ذكر أنه لا يشرع تقبيل الجمادات ، إلا ما استثناه الشرع ) الآداب الشرعية (3/231).
وإلى المنع ذهب المالكية أيضا.
قالوا : ( وَيُكْرَهُ تَقْبِيلُ الْمُصْحَفِ وَكَذَا الْخُبْزُ وَالْمُعْتَمَدُ أَنَّ امْتِهَانَهُ ـ أي الخبز ـ مَكْرُوهٌ [ الخرشي على خليل ( 2/326) الفواكه الدواني (1/356) ] وقد سبق نص ابن الحاج على أن تقبيل الخبز بدعة.
والأظهر ـ والله أعلم ـ ما ذهب إليه المالكية والحنابلة من المنع ، لقول عمر رضي الله عنه ، لمّا قبل الحجر : ( لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ ) رواه البخاري (1610) ومسلم (1270).
قال الحافظ ابن حجر : " قال شيخنا [ يعني : العراقي ] في شرح الترمذي : فيه كراهة تقبيل ما لم يرد الشرع بتقبيله.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم عمل المرأة في الدبلجة أو التعليق على البرامج الوثائقية- سؤال وجواب | ألجأها زوجها للمحاكم فهل تتحايل عليه لتحصل على أتعاب المحاماة
- سؤال وجواب | هل من الرشوة ما يقدمه مندوب شركة الأدوية للطبيب من أموال و هدايا لترويج منتجاتها
- سؤال وجواب | أعاني من وجود رائحة في الفم وتشققات في اللسان بعد تناول الروكتان
- سؤال وجواب | سبب خفقان القلب المصحوب بالدوخة وتنميل الجسم
- سؤال وجواب | الزكاة في مال الصبي واجبة
- سؤال وجواب | إجابة الداعي عند بعض القبور، لا يقتضي مشروعية قصد القبر للدعاء
- سؤال وجواب | ما حكم قول الإنسان: هذا من فضل ربي، عند الاعجاب بما يملك؟
- سؤال وجواب | هل يجوز قتل المرأة المتبرجة
- سؤال وجواب | بعد خسائر البورصة تأثرت حالتي النفسية، أرجو نصيحتكم.
- سؤال وجواب | كحة شديدة مصحوبة ببلغم أبيض، وكتمة واستفراغ. أريد علاجًا ناجعًا
- سؤال وجواب | وساوسي زادت حالتي سوءً. فهل من علاج يوقفها؟
- سؤال وجواب | يأتيه شك بأنه لم يسم على الطعام فيكرر البسملة عدة مرات
- سؤال وجواب | ماذا يعني وجود انتفاخ صغير في المنطقة العليا من الرأس؟
- سؤال وجواب | أعاني من سعال مع بلغم وحرقان، هل هذا التهاب في الشعب، وما علاجه؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا