مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | آداب زيارة العلماء
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعاني من الرعاف خاصة في فصل الصيف، فما العلاج؟- سؤال وجواب | الالتزام بقراءة القرآن أو الذِّكر المطلق في طريق الذهاب للمسجد والعودة منه
- سؤال وجواب | حكم الإكثار من قول: (سبحانك الله م وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت.)
- سؤال وجواب | متزوجة منذ سنتين ولم يحصل حمل، فهل دورتي مضطربة؟
- سؤال وجواب | كيف أرجع لسابق عهدي من صلاة وقراءة للقرآن؟
- سؤال وجواب | حكم ادخار المرأة من النفقة التي يرسلها زوجها بنية إرجاعها له
- سؤال وجواب | النية هي قصد فعل الشيء، ولا تحتاج إلى التلفظ بها في النفس
- سؤال وجواب | النظر إلى الخطيبة عبر الإنترنت
- سؤال وجواب | ما تأثير النسبة الزائدة من الفيتامينات على الحامل؟
- سؤال وجواب | بعض الأدعية الجامعة
- سؤال وجواب | حكم إجراء عملية زراعة للجنين وتحديد جنسه
- سؤال وجواب | ارتفاع هرمون الحمل هل يعتبر طبيعيا أم أنه خطير؟
- سؤال وجواب | الموازنة بين الإنفاق على الأم والزوجة والأولاد والادخار لشراء بيت
- سؤال وجواب | ما هي أنواع الحجامة وفوائدها، وهل هي مفيدة لحرق الدهون؟
- سؤال وجواب | هل الممكن أن ألد ولادة طبيعية بعد القيصرية؟
ما هي آداب زيارة العلماء ؟.
الحمد لله.
للعلماء في شريعتنا منزلة عالية ، ومكانة رفيعة ، فهم ورثة الأنبياء ، وحملة الشريعة ، وهم روح الأمة وحياتها وفيهم – بعدَ الله – أملها ورجاؤها.
لذلك كان من الواجب على جميع المسلمين توقيرهم ، واحترامهم ، وإكرامهم ، والتأدب معهم في جميع شؤونهم ، يجمع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ) رواه أحمد (5/323) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (5442).
ولزيارة العلماء آداب خاصة ، وآداب مشتركة مع كل زيارة ، ونحن نذكر هنا أهم الآداب التي تكفي لتحقيق الأدب والتوقير والإجلال اللائق بأهل العلم والفضل : 1- استحضار النية الصالحة قبل زيارتهم ، كي يكتب الله تعالى هذه الزيارة في كتاب الحسنات ، ويثيب عليها في الآخرة الأجر العظيم الجزيل ، وخير ما يمكن أن يحتسبه المرء في زيارة أهل العلم هو التعلم وطلب التفقه في الدين ، وتحصيل الفهم وتقويم الفكر ، والاستفادة من الفرصة المتاحة في الزيارة للسؤال عن المسائل المشكلة والقضايا المشتبهة ، فإذا جمع الزائر إلى هذه النية الحب في الله ، وحب العلماء والفقهاء والصالحين ، والرغبة في بلوغ منزلتهم ، فقد جمع خيراً كثيراً ، ورجع بالأجر والفضل ، وكانت زيارته عبادة يرجو برها وذخرها عند الله تعالى.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ – أي : طريقه - مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ.
قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا – أي : تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسبب ذلك - ؟ قَالَ : لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) رواه مسلم (2567).
وأسوأ ما يمكن أن يحتسبه من يزور أهل العلم بلوغ حظ من حظوظ الدنيا ، من شهرة أو رياء أو سمعة ، ليقال إنه من أصحاب الإمام الفلاني ، أو العالم الفلاني ، أو لينال من تزكيته وثنائه ما يبلغ به شيئا من الدنيا ، أو طمع في مال أو جاه أو منصب ، أو غير ذلك من السفاسف الزائلة ، وأي قبح أعظم من أن تقصد الدنيا بأمور الآخرة ، فتصير المكارم والمحاسن مطامع لذوي النفوس المريضة.
2- التحضير للزيارة بالموعد المسبق مع العالم المقصود ، فأوقات العلماء وأعمارهم موقوفة في سبيل الله ، فقد تسبب الزيارة المفاجئة الكثير من الحرج والضيق ، فتفسد على العالم عمله وجهده ، وقد يستحي من رد المزور.
وحبذا لو استغلت فرص الزيارة المفتوحة التي يخصصها كثير من العلماء ، وتكون معروفة لدى من حوله من طلبة العلم ، فلا ينبغي للطلبة التضييق عليه باضطراره إلى اقتطاع أوقات زائدة لزيارة خاصة إلا لحاجة أو ضرورة طارئة.
3- العناية بالنظافة والأناقة وأخذ الزينة المناسبة للزيارة ، توقيرا وإكراما لمجالس العلم ومنازل العلماء.
4- اصطحاب أهل الفضل والخير والجادين من طلبة العلم ، الذين يعرفون للزيارة آدابها وحرمتها ، لا المعاندين المغرضين الذين يتصيدون الزلات ، ولا يتورعون عن الولوغ في أعراض المسلمين ، وكذلك تجنب اصطحاب الأطفال والأولاد المزعجين ، كي لا يتسبب الزائر بالأذى لأهل البيت ، كما ينبغي مراعاة حال المنزل من حيث الضيق والسعة ، فيقدر الزوار العدد الذي لا يسبب الحرج إن ضاق بهم المكان.
5- التأدب بآداب الاستئذان : كالتعريف بالاسم ، والاستئذان ثلاثا بالطريقة اللائقة اللينة من غير إحداث أصوات مزعجة ، وعدم الوقوف أمام الباب مباشرة ، والرجوع إن لم يحصل الإذن من غير صخب ولا ضجر ، وغير ذلك من الآداب العامة التي يستعملها الناس اليوم.
قال ابن جماعة في "تذكرة السامع والمتكلم" (ص/143) معددا آداب الطالب مع شيخه : " ألا يدخل على الشيخ في غير المجلس العام إلا باستئذان ، سواء كان الشيخ وحده أو كان معه غيره ، فإن استأذن بحيث يعلم الشيخ ولم يأذن له انصرف ، ولا يكرر الاستئذان ، وإن شك في علم الشيخ به فلا يزيد في الاستئذان فوق ثلاث مرات ، أو ثلاث طرقات بالباب أو الحلقة ، وليكن طرق الباب خفيا بأدب بأظفار الأصابع ، ثم بالأصابع ثم بالحلقة قليلا قليلا ، فإن كان الموضع بعيدا عن الباب والحلقة فلا بأس برفع ذلك بقدر ما يسمع لا غير ، وإذا أذن وكانوا جماعة ، يقدم أفضلهم وأسنهم بالدخول والسلام عليه ، ثم سلم عليه الأفضل فالأفضل.
وينبغي أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة ، متطهر البدن والثياب ، نظيفهما ، بعد ما يحتاج إليه من أخذ ظفر وشعر ، وقطع رائحة كريهة لا سيما إن كان يقصد مجلس العلم ، فإنه مجلس ذكر واجتماع في عبادة.
ومتى دخل على الشيخ في غير المجلس العام وعنده من يتحدث معه فسكتوا عن الحديث ، أو دخل والشيخ وحده يصلي أو يذكر أو يكتب أو يطالع ، فترك ذلك أو سكت ولم يبدأ بكلام أو بسط حديث ، فليسلم وليخرج سريعا ، إلا أن يحثه الشيخ على المكث ، وإذا مكث فلا يطيل إلا أن يأمره بذلك " انتهى.
6- التأدب في مجلسه بآداب المجالس ، ويحاول أن يبلغ بها الغاية والكمال ، فهي كلها خير وخلق وأدب : فلا يرفع صوته ، ويحرص على خدمة الشيخ وتلبية طلبه ، ويحترمه في أسلوب الخطاب والحديث ، ولا يزعجه بالمكالمات الهاتفية المزعجة ، وينبغي " أن يكون مجلسه دون العالم ، وأن لا يكون بعيداً عن العالم ولا قريباً جداً منه في مجلسه ، وأن يتفسح للطلاب الذين يريدون الجلوس ، وأن لا يشغب بالكلام في مجلسه ، ولا يماري ولا يجادل ، وأن لا يبدأ الحديث حتى يبدأ الشيخ ، وأن لا يفرض على مجلس الشيخ حديثاً بدون إذن الشيخ ، وأن لا يتكلم بعد كلام الشيخ إلا بإذنه ، وأن لا يغتاب عنده أحداً ، وأن لا يشعره بتململ أو تضجر ، وأن لا يجلس جلسة تنبئ عن عدم الاكتراث أو قلة الاهتمام ، وأن يتحمل من شيخه ما قد يعتريه من وعورة خلق أو شدة ، فإنما هو بَشَر " انتهى.
نقلا عن "معاملة العلماء" للشيخ محمد بازمول (ص/39).
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إن من حق العالم ألا تكثر عليه السؤال ، ولا تعنته في الجواب ، وأن لا تلح عليه إذا كسل ، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض ، ولا تفشين له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا ، وإن زل قبلت معذرته ، وعليك أن توقره وتعظمه لله ما دام يحفظ أمر الله ، ولا تجلس أمامه ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته ).
وقال أيضا : ( من حق العالم عليك إذا أتيته أن تسلم عليه خاصة ، وعلى القوم عامة ، وتجلس قدامه ، ولا تشر بيديك ، ولا تغمز بعينيك ، ولا تقل قال فلان خلاف قولك ، ولا تأخذ بثوبه ، ولا تلح عليه في السؤال ، فإنه بمنزلة النخلة المرطبة لا يزال يسقط عليك منها شيء).
رواهما ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1/129) ، (1/146).
وقال ابن جماعة في "تذكرة السامع والمتكلم" (ص/145- 165 ) : " وينبغي أن يدخل على الشيخ أو يجلس عنده وقلبه فارغ من الشواغل ، وذهنه صاف ، لا في حال نعاس أو غضب أو جوع شديد أو عطش أو نحو ذلك ، ليشرح صدره لما يقال ويعي ما يسمع وأن يجلس بين يدي الشيخ جلسة الأدب ، ويصغي إلى الشيخ ناظرا إليه ، ويقبل بكليته عليه ، ولا يلتفت من غير ضرورة ، ولا يعبث بيديه أو رجليه ، ولا يضع يده على لحيته أو فمه أو يعبث بها في أنفه ، ولا يعطي الشيخ جنبه أو ظهره ، ولا يعتمد على يده إلى ورائه أو جنبه ، ولا يكثر كلامه من غير حاجة ، ولا يكثر التنحنح من غير حاجة ، ولا يبصق ولا يتنخع ما أمكنه ، وإذا عطس خفض صوته جهده ، وستر وجهه بمنديل ، وإذا تثاءب ستر فاه بعد رده جهده " انتهى باختصار.
وقال الشيخ محمد المختار الشنقيطي (في سلسلة دروس مطبوعة الدرس/8، ص/16 ) : " من حق العالم على طالب العلم إذا كان في مجلس العلم أن يصغي إليه ، كما أخبر الله عن الجن : ( فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ) الأحقاف/29 ، وقال الله لنبيه موسى : ( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ) طه/12-13 فالواجب الإنصات إليه إذا حدث ، وعدم مقاطعته ، وعدم الاستهانة برأيه ، والاستخفاف بعلمه ، فإن العلم شعيرة من شعائر الله : ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج/32 كذلك أيضاً من حقوقهم : أن الإنسان يحرص كل الحرص على التأدب معهم في المناقشة والسؤال والاستفتاء ، لا يرهقهم ولا يحملهم ما لا يطيقون ، ولذلك أمر الله أصحاب نبيه أن يتأدبوا معه حتى في مجالسهم الخاصة ، وأن لا يطيلوا الجلوس عنده ؛ لأنه ربما كان مشغولاً بما هو أهم وأعظم ، فالعالم يحتاج إلى حفظ وقته ، وهكذا إمام المسجد والخطيب ونحوهم ممن يوجه الناس ، قد تكون عندهم أمور خاصة يحتاج إلى تفرغ لها ، ويحتاجون أن يتزودوا ، فإذا أصبح الناس لا يبالون بأوقات العلماء ، ويرهقونهم بكثرة الزيارات التي لا يصحبها استفادة ، فهذا أمر فيه ضرر عليهم ، بل هو من إساءة الأدب ، ولذلك من الأمور التي شاعت بين الكثير إلا من رحم الله كثرة زيارة العلماء والجلوس معهم دون استفادة.
فتجدهم يسألون عن حاله ، وعن شأنه ، ويسألونه عن أموره الخاصة ، وشئونه الخاصة ، دون أن يسألوا عن علمٍ نافع ، حتى مل العلماء من مجالس الناس وأصبحوا يقولون : نجلس ويضيع الوقت في أمور دنيوية.
وقد يجلسون بالساعات ، فإذا أراد العالم أن يقوم ، قال أحدهم : عندي سؤال ، وقال هذا : عندي مشكلة ، مع أن العالم يجلس بالساعات ، ولا يجد من يسأله.
فينبغي أن نشفق عليهم ، وأن نختار الأوقات المناسبة لزيارتهم ، وكذلك أيضاً إذا رأينا عليهم العناء والتعب نشفق عليهم ، فهذا أيضاً من احترام العلماء ومن الأدب معهم" انتهى باختصار.
7- وأخيرا ، يجب على الزائر أن يحفظ العالِم في غيبته ، فقد أكرمه في بيته ، وفتح له قلبه ، واستقطع له الوقت لمجالسته ، فلا يجوز أن يقابل ذلك بالإساءة أو النسبة إلى التقصير ، بل الشكر والامتنان ، أو العفو والصفح.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | كيف أستطيع الصلح بين أختي وزوجها؟- سؤال وجواب | حكم ادخار الزوجة مما يعطيها زوجها من مصروف شخصي
- سؤال وجواب | طفلتي تعاني من الكحة مع صوت صفير بالصدر
- سؤال وجواب | هل يجب على الفتاة التي بلغت في آخر رمضان قضاء الشهر كله؟
- سؤال وجواب | بعد تناولي لبعض أدوية حرقان البول أصبت بآثار جانبية
- سؤال وجواب | أدعية مأثورة لدفع الهم والحزن
- سؤال وجواب | أشعر بفراغ عاطفي. فكيف أتخلص من هذا الفراغ؟
- سؤال وجواب | أهلي يصرون علي بترك الغربة، وأنا أنتظر الإقامة، فبماذا تنصحونني؟
- سؤال وجواب | حكم نظام التريد المالي
- سؤال وجواب | الحكة الشديدة في الركبتين والبقعة التناسلية
- سؤال وجواب | هل للفطر الهندي خصائص علاجية للأمراض المستعصية؟
- سؤال وجواب | الإنفاق واجب على الزوج بالمعروف وحسب حاله
- سؤال وجواب | أخشى من الحمل خارج الرحم مرة أخرى. فما أسبابه وطرق تجنبه؟
- سؤال وجواب | الجمع بين الإكثار من الصلاة على النبي والدعاء للنفس أفضل
- سؤال وجواب | ما حكم استعمال الرجل للماسكرا ونحوها لتجميل رموش عينيه؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا