مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل يلزم التائب أن يصلي صلاة التوبة عن كل ذنب اقترفه ، أم تكفيه صلاة واحدة عن جميع الذنوب ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | طلب العلم هل من أعذار التخلف عن الجمعة- سؤال وجواب | حكم الامتناع عن طلاق الزوجة حتى تتنازل عن حضانة الولد
- سؤال وجواب | أعاني من ألم في الكعبين، وتحليل اليوريك أسيد مرتفع، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | هل يمكنني إجراء تفتيت حصاة في الكلية بعد عملية في الخصية؟
- سؤال وجواب | أعاني من ضعف الشهية رغم تناول الفيتامينات فما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | انحراف الحاجز الأنفي والتهاب الجيوب وعلاقتهما بضيق التنفس والسمع
- سؤال وجواب | مجاوزة النصاب الشرعي لقصر الصلاة يوجب إتمامها
- سؤال وجواب | منذ البلوغ لم تأت الدورة الشهرية إلا مرة واحدة!
- سؤال وجواب | أعاني من حكة وإفرازات في المنطقة الحساسة، فما تفسير ذلك؟
- سؤال وجواب | أقوم ببر والديّ ولا أجد تقديرًا منهما. ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | مخلفة اليمين توجب الكفارة
- سؤال وجواب | صعوبة حفر القبر هل تدل على سوء منزلة الميت
- سؤال وجواب | أريد علاجا نفسيا لا يؤثر على الصحة الجنسية وزيادة الوزن؟
- سؤال وجواب | توجيهات إيمانية لمن غلب عليه اليأس والملل
- سؤال وجواب | أيهما أفضل للبنات: تخصص تقنية القلب أم مطور برمجيات؟
أريد أن أعرف حكم قولي في دعائي مرة من المرات "يارب اجعلني واحدًا من الطائعين في نظرك" ، هل هذا القول فيه حرمة ؟ ثانيًا : أريد أن أعرف إذا كنت أريد أن أتوب إلى الله عز وجل ، من ذنوب كبيرة قد اقترفتها في الماضي ، هل يجب عليّ أن أصلي صلاة التوبة مرة واحدة لكل الذنوب ، ثم أدعو الله عز وجل وأطلب منه المغفرة ، أم أصلي لكل ذنب صلاة ؟.
الحمد لله.
أولا : قول العبد في دعائه : " يا رب اجعلني واحدًا من الطائعين في نظرك " فإن كان يقصد أن لا يسقط من عين الله ، وأن يلاحظه الله تعالى بلطفه وكرمه ؛ كقول ابن القيم رحمه الله ـ في "مدارج السالكين" (1 /474) ـ في وصف المخلص المتجرد : " لا يخاف إلا من سقوطه من عين الله واحتجاب الله عنه " وقول بعضهم ـ كما في "مدارج السالكين" (2 /91) أيضا ـ : " من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله " ؛ فهذا معنى صحيح.
وإن كان يقصد " اجعلني واحدا من الطائعين عندك " ، كما يقول العوام " هذا في نظري معناه كذا وكذا " يعني عندي ، فيقصد : اجعلني من المطيعين حقا : فالمعنى صحيح ، ولكن اللفظ لا يصح ، فلا يليق بالعبد أن يخاطب الله تعالى بهذه الألفاظ الدارجة ، فإن الله تعالى يدعى بأسمائه وصفاته ، ويُلتزم في دعائه بآداب الدعاء الشرعية ، ويتأدب العبد مع ربه عند سؤاله ونجواه.
والأولى في مثل ذلك أن يحتاط العبد لنفسه ، ولا سيما في الدعاء الذي هو عبادة ، يرجو أن يكون على وجه مقبول عند ربه ، فينبغي عليه أن يأخذ ما يعرف من الأدعية المأثورة السالمة ، ويدع ما ينكر ، وما اشتبه عليه.
ثانيا : من أسرف على نفسه ثم تاب : تاب الله عليه ، قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر / 53.
قال ابن القيم رحمه الله : " قد استقرت حكمة الله عدلا وفضلا أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وقد ضمن الله سبحانه لمن تاب من الشرك وقتل النفس والزنا : أنه يبدل سيئاته حسنات ، وهذا حكم عام لكل تائب من ذنب ، فلا يخرج من هذا العموم ذنب واحد ، ولكن هذا في حق التائبين خاصة " انتهى من "الجواب الكافي" (1 / 116).
ثالثا : يشرع للتائب من الذنب أن يصلي صلاة التوبة ، وذلك أن يصلي ركعتين يجتهد فيهما بالإخلاص وحضور القلب والإقبال على الله ، ثم يستغفر الله ويتوب إليه مما فعل من الذنب.
وتشرع هذه الصلاة لكل ذنب صغير أو كبير.
وتكفيك صلاة واحدة عن جميع الذنوب السالفة ، على أن تكون صادق العزم على التوبة النصوح ، فتصلى ركعتين تقبل فيهما على الله وأنت منكسر ذليل خاضع لله ، ثم تستغفر الله وتتوب إليه مما فعلت ؛ وذلك لعموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك أحد الرواة) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، غَفَرَ لَهُ ) رواه أحمد (
26998)
، وذكره الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (3398).وروى البخاري (164) ومسلم (226) عن عثمان رضي الله عنه قال : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا وَقَالَ : ( مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ).
فتكون هذه الصلاة ، وهذا الاستغفار بمثابة بداية عهد جديد ، أقبلت فيه على الله وعلى العمل فيما يرضيه ، وتركت معصيته وخلاف أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولو أُمِرَ كثير من التائبين أن يصلوا صلاة التوبة لكل ذنب أسلفوه ، لظلوا يصلون حتى يلقوا ربهم ، ولكن التوبة الصادقة تجب ما قبلها كله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " مَنْ تَابَ تَوْبَةً عَامَّةً كَانَتْ هَذِهِ التَّوْبَةُ مُقْتَضِيَةً لِغُفْرَانِ الذُّنُوبِ كُلِّهَا ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَحْضِرْ أَعْيَانَ الذُّنُوبِ ، إلَّا أَنْ يُعَارِضَ هَذَا الْعَامَّ مُعَارِضٌ يُوجِبُ التَّخْصِيصَ ؛ مِثْلُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ الذُّنُوبِ لَوْ اسْتَحْضَرَهُ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ ؛ لِقُوَّةِ إرَادَتِهِ إيَّاهُ أَوْ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّهُ حَسَنٌ لَيْسَ بِقَبِيحِ.
فَمَا كَانَ لَوْ اسْتَحْضَرَهُ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ : لَمْ يَدْخُلْ فِي التَّوْبَةِ ، وَأَمَّا مَا كَانَ لَوْ حَضَرَ بِعَيْنِهِ ، لَكَانَ مِمَّا يَتُوبُ مِنْهُ : فَإِنَّ التَّوْبَةَ الْعَامَّةَ شَامِلَتُهُ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (10 /328).
على أنه مما ينبغي أن يعلم أن هذه الصلاة ، صلاة التوبة ، ليست واجبة من الأصل ، كما جاء في عبارة السائل ، بل هي من المستحبات ، باتفاق المذاهب الأربعة.
ثالثا : لا يعني ذلك منعك من كثرة الصلاة والاستغفار ؛ فإن الإكثار من الصلاة والاستغفار مشروع غير محدود بحد ، وهو مما يدل على صدق الإقبال على الله تعالى وصحة التوبة.
وقد روى الطبراني في "المعجم الأوسط" (243) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر ).
حسنه الألباني في "صحيح الجامع" (3870).
فدوام الصلاة ودوام الاستغفار مشروع بكل حال ، ولكن لا يلزم أن يكون ذلك بنية التوبة ، بل استكثر من الحسنات : ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) هود/114-115.
راجع للفائدة إجابة السؤال رقم : (
14289
).والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم وضع الكريمات التي تزيد في حجم الأعضاء- سؤال وجواب | الصفة الشرعية للقبر
- سؤال وجواب | كيفية معالجة آثار العادة السرية
- سؤال وجواب | الكيفية الصحيحة لغسل الجنابة
- سؤال وجواب | هل تتحمل الفتاة التي أريد الزواج بها أوزار والدها؟
- سؤال وجواب | أعاني من أعصاب المعدة كلما خفت أو قلقت، ولم تنفعني الأدوية النفسية كثيراً
- سؤال وجواب | النسبة الطبيعية للكرياتينين وأدوية الفشل الكلوي
- سؤال وجواب | طرق رأب الصدع بين الزوجين
- سؤال وجواب | طينة الخبال شراب معاقر الخمر
- سؤال وجواب | حكم إفشاء الموظف أسرار مهنته
- سؤال وجواب | هل يؤدي كتمان القذف لتأخر نزول البول؟
- سؤال وجواب | ألم في القلب رغم سلامة الفحوصات، ما رأيكم؟
- سؤال وجواب | حلف اليمين المشترطة لمزاولة مهنة المحاماة
- سؤال وجواب | هل المسافر في البحر يقصر ويجمع
- سؤال وجواب | مررت بمشاكل زوجية وعائلية، ويصيبني صداع كلما حزنت
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا